المحتوى الرئيسى

«بوتين» حمامة سلام في حلب.. ودب مفترس أمام أمريكا

10/28 21:58

رفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة، استئناف القصف الجوي على حلب.

وقال الناطق الرسمي باسم الكرملين دميتري بيسكوف، في معرض تعليقه على طلب توجهت به هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية إلى بوتين بشأن استئناف الضربات الجوية على التنظيمات المسلحة في أحياء حلب الشرقية، إن "الرئيس الروسي يعتبر استئناف الغارات الجوية في حلب أمرا غير مفيد في الوقت الراهن".

وشدد "بيسكوف" على أن هذه الهدنة الإنسانية المتمثلة في تعليق تحليق الطيران الروسي تشمل حلب فقط. وأوضح بأن هذا القرار يمنح واشنطن إمكانية الاستفادة من تمديد الهدنة، للوفاء بالتزاماتها الخاصة بالفصل بين المعارضة المعتدلة والإرهابيين.

هذا ولم يشر الناطق باسم الكرملين إلى الحدود الزمنية للهدنة الإنسانية، مضيفا أنه لايستطيع الإجابة عن سؤال متى سيعود بوتين إلى النظر في إمكانية استئناف الغارات على حلب؟ واستدرك قائلا: "يمكنني أن ألفت انتباهكم إلى أن الهدف الأولي يكمن، من وجهة نظر الرئيس، في ضمان خروج المصابين، والسماح للمسلحين الراغبين في ذلك، بالانسحاب من المدينة".

وحول اتصالات محتملة بين الرئيسين الروسي والأمريكي حول الوضع في حلب، قال بيسكوف إن بوتين لا يخطط في الوقت الراهن لإجراء أي اتصالات مع نظيره الأمريكي.

وكانت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية قد أعلنت أنها طلبت من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة، السماح باستئناف الضربات الجوية على الإرهابيين في حلب.

وأوضح رئيس إدارة العمليات في هيئة الأركان سيرجي رودسكوي أن هذا القرار اتخذ بسبب استمرار سفك دماء المدنيين، ومسارعة الإرهابيين إلى استئناف الأعمال القتالية ضد القوات الحكومية. وذكر بأن تعليق تحليق الطيران الروسي والسوري فوق حلب مستمر منذ ١٠ أيام في منطقة عمقها ١٠ كيلومترات حول حلب. وعلى الرغم من ذلك، يبقى الوضع حول المدينة صعبا جدا.

ووفق تقارير ميدانية للجيش الروسي، شن المسلحون المحاصرون في أحياء حلب الشرقية، هجوما متزامنا باتجاه أحد الممرات الإنسانية المفتوحة لخروج المدنيين من تلك الأحياء. وأكد رودسكوي أن هذا الهجوم أدى إلى مقتل عدد كبير من المدنيين وعسكريي الجيش السوري.

وأكد أنه تم صد كافة الهجمات، بالإضافة إلى  تدمير ٨ دبابات و٥ مدرعات. كما أوضح أن عمليات القصف من جانب المسلحين في حلب، أدت خلال الأيام الثلاثة الماضية، إلى مقتل ٤٣ شخصا وإصابة ٩٦ آخرين في أحياء حلب الغربية. وشدد على أن كافة الممرات الإنسانية التي سبق أن فتحت لخروج المدنيين من الأحياء الشرقية، مازالت مفتوحة وتعمل على مدار الساعة، مشيرا إلى أن سبب فشل العملية الإنسانية في شرق حلب، يعود إلى ضعف الإجراءات التمهيدية لها من جانب الأمم المتحدة، وإخفاق واشنطن والدول المعنية الأخرى في الاستفادة من تأثيرها على "المعارضة المعتدلة" في حلب الشرقية.

وكانت موسكو قد جددت عزمها على محاربة الإرهاب حتى النهاية، متعهدة للنظام السوري بتقديم مساعدات اقتصادية. وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، في مؤتمر صحفي مشترك عقب محادثاته مع كل من وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ووزير الخارجية السوري وليد المعلم في موسكو، "يجب تصفية الإرهابيين حتى النهاية. وفي الوقت الذي ينخرط فيه الشركاء الغربيون في محاربة الإرهاب بالأقوال فقط، فإننا عازمون على مواصلة العمل حتى النهاية".

وأعلن لافروف بأن موسكو وطهران ودمشق اتفقت على تكثيف محاربة الإرهاب بلا هوادة، بموازاة حل القضايا المتعلقة بتحسين الوضع الإنساني، واستعادة نظام وقف إطلاق النار، وإطلاق مفاوضات السلام بلا تباطؤ ودون أي شروط مسبقة.

وشدد على أن الأطراف الثلاثة متفقة حول عدم وجود أي بديل لتسوية الصراع في سوريا بالوسائل السياسية الدبلوماسية. وهدد لافروف بأن الفشل في عملية فصل المعارضة عن الإرهابيين، وعدم انسحاب المعارضة المعتدلة من حلب الشرقية سيحولها إلى أهداف مشروعة. كما انتقد الولايات المتحدة والتحالف الدولي، مشككا في نتائج العمليات ضد داعش في الموصل.

هذا اللقاء الثلاثي لوزيري خارجية روسيا وإيران ووزير خارجية النظام السوري في موسكو، وصفه المراقبون بأنه لم يسفر إلا عن تصريحات وعروض دبلوماسية وشبه مبادرات خجولة من أجل العودة إلى أي شكل من أشكال التسويات أو حتى الجلوس حول أي طاولة مفاوضات.

غير أن قطاعا آخر رأى أن التصريحات التي أطلقت في المؤتمر الصحفي لا تعكس بالضبط ما دار في المباحثات، التي يمكن أن تكون قد تطرقت إلى ترتيبات عسكرية تحسبا لتطور الأحداث خلال الفترة المقبلة.

على صعيد آخر، أعلنت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن نشر قوات المارينز الأمريكية في النرويج سيصبح حلقة أخرى في التحضيرات الأمريكية على صعيد النهج المعادي لروسيا، مؤكدة أن ذلك لن يساهم في الحفاظ على الاستقرار والأمن في شمال وشرق أوروبا، وأن هذا يتعارض مع سياسة النرويج بعدم نشر قواعد عسكرية أجنبية على أراضيها وقت السلم. وأعربت عن انتقاد بلادها أن قرار الحكومة النرويجية بهذا الصدد يمثل حلقة أخرى في سلسلة التحضيرات العسكرية التي تنفذ تحت ضغط الإدارة الأمريكية.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل