المحتوى الرئيسى

تراجيديا مصطنعة : اليونيسيف صرحت عن مقتل 22 طفلا في سوريا

10/28 17:44

أكدت صحيفة ترود في مقال لها، على أن تحميل روسيا و سوريا مسؤولية قصف المدرسة في إدلب، ليس سوى سيناريو جديد يدخل في اطار حملة التضليل الهستيرية.

الخبراء يؤكدون، حتى أن تفاصيل الحدث تذكر بحادثة "تدمير" القافلة الانسانية في ضواحي حلب، التي أثارت اهتمام وسائل الاعلام الدولية قبل شهر.

زعمت منظمة الامم المتحدة للطفولة (يونيسيف) يوم الخميس الماضي، أن غارة جوية استهدفت مدرسة للأطفال في مدينة إدلب السورية، وذهب ضحيتها 22 طفلا و 6 معلمين.

وعلق انتوني ليك، مدير اليونيسيف حول هذه المعلومات بالقول : "إنها مأساة، إنه عمل شائن، وإذا كان مقصودا، فإنه جريمة حرب". وعلى الرغم من أن تفاصيل الحادث لازالت مجهولة حتى الآن، إلا أن "المدافعين عن حقوق الانسان" تسارعوا في إلقاء مسؤوليته على كاهل الطيران الروسي والسوري. "إنه أمر فظيع"، كما قال أنتوني ليك.

بدوره فيتالي تشوركين، الممثل الدائم لروسيا في الامم المتحدة التزم بموقف الحذر، بانتظار تكشف خبايا الحدث، وجاء في تصريحه الفوري : " أسهل شيء القول إنه ليس نحن، ولكن أنا شخص مسؤول و يجب علينا انتظار بيان وزارة الدفاع بشأن الحدث".

ولفت المراقبون الانتباه إلى أن الوضع الذي يزعمونه في مدرسة ادلب، شبيه بالحدث الذي حصل قبل شهر، يوم (20/09/2016) عندما تحدثت وسائل الاعلام الغربية عن قصف الطائرات الروسية أو السورية لقافلة المساعدات الانسانية.

تماما وكما هو الوضع الحالي في إدلب، فان صاحب الخبر هو ذات المسؤول الذي يعمل في الامم المتحدة ـ رئيس مكتب تنسيق الشؤون الانسانية، المدعو ينس لارك. آنذاك وبعد تسليمه الخبر لوسائل الاعلام، تحدثوا عن الضحايا بأعداد كبيرة نتيجة للحادث. في حين أن "المدافعين عن حقوق الانسان"، الذين يثقون بما تقوله بروكسل وواشنطن دون قيد أو شرط، حملوا آنذاك روسيا والجيش السوري المسؤولية عن ما جرى.

ولكن، بعد ذلك سرعان ما تكشف ان الشاحنات الانسانية لم تقصف، و انما بكل بساطة جرى حرقها، و تبين ان الثقوب في قمرة قيادة بعض الشاحنات حصلت بسبب إطلاق نار من الاسلحة الرشاشة الخفيفة، وليس جراء أي قصف جوي. وبعض الشاحنات تعاني من الصدأ وتضررت منذ زمن بعيد.

و كذلك مثل هذا الأمر يمكن الحديث عن الصور التي نشرت حول تدمير مستودع للمستلزمات الطبية، التي خضعت لتزييف بدائي، و كشف المختصون العسكريون الروس خبايا ذلك.

و مع ذلك، يبقى احتمال تعرض المدرسة في إدلب لعملية قصف أمر ممكن، إذ أن الطيران الحربي البلجيكي شن غارة فعلية يوم (18/10/2016) على ضواحي مدينة حلب في المناطق التي تسيطر عليها القوى الموالية للجيش السوري، و تمخض هذا الحدث عن مقتل ستة أشخاص وجرح أربعة من السكان المدنيين.

و أصرت وزارة الخارجية البلجيكية على نفي مشاركة طيرانها الحربي في هذه الغارة، ولكن بعد يومين من الحدث (21/10/2016)، نشرت وزارة الدفاع الروسية بيانات رادار المراقبة الجوية، التي أثبتت صحة الاتهام، حيث سلمت الخارجية الروسية للسفير البلجيكي و الملحق العسكري في موسكو، الوثائق التي تتضمن وصفا مفصلا للغارة التي نفذتها طائرتان "إف ـ16" بلجيكيتان ضد المدنيين في ضواحي حلب.

الهجمة الهستيرية التي شهدها شهر سبتمبر/أيلول الماضي جاءت على خلفية انهيار هدنة أخرى في حلب، حيث حاولت الولايات المتحدة وشركاؤها عبر ذلك إعطاء الفرصة للحلفاء المحاصرين، والذين يسمونهم "معارضة معتدلة"، كي يعيدوا حشد القوى وتعزيز مواقعهم الدفاعية.

إن حادث مدرسة إدلب الأخير جاء على خلفية الضجيج بسبب إرسال حاملة الطائرات الروسية "كوزنيتسوف" وعدد من سفن الاسطول الشمالي إلى البحر المتوسط. ووصف الناتو هذا الاجراء الروسي بأنه بمثابة تعزيز للطيران الحربي في سوريا.

الضوضاء الهستيرية و سيناريوهات "القصف" المزيفة في وسائل الاعلام الغربي، ترافقت كذلك مع حركات استعراضية للدبلوماسيين الغربيين، شملت مجلس الامن ذاته، كما يرى المراقبون. المندوب الروسي الدائم في الامم المتحدة فيتالي تشوركين فضح ستيفين أوبراين ، الامين العام للشؤون الانسانية، الذي قال ان كثافة عمليات قصف مدينة حلب قد بلغت ذروتها، قياسا لما كانت عليه منذ بدء الحرب.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل