المحتوى الرئيسى

جريمة الحوثي بقصف مكة المكرمة بالصواريخ

10/28 15:39

اقرأ أيضا: هل أبقى السيسي الباب مواربا للمصالحة مع الإخوان ؟ حديث الثلاجة الفارغة ودلالاته السياسية مؤتمر الشباب يؤشر إلى إعلان الإفلاس السياسي الدعوة علنية للفوضى وحمل السلاح والتصفية الجسدية هل دخلت مصر في النفق المظلم فعلا ؟!

لا أعرف أي جنون هذا الذي جعل ميليشيات الحوثي الشيعية الموالية لإيران في اليمن تستهدف مكة المكرمة بالصواريخ ، أي هستيريا دينية أو سياسية أو مذهبية تلك التي تدفع بتلك العصابات لقصف بيت الله الحرام بالصواريخ البالستية طويلة المدى ، لم يكن الخبر قابلا للتصديق عندما تداولته وكالات الأنباء صباح الجمعة ، حتى ظهرت الصور الحية والأهالي يتحلقون حول "جثمان" الصاروخ الذي تم إسقاطه بالمضادات الأرضية السعودية على بعد حوالي ستين كيلو متر من مكة المكرمة ، وقد اعترفت العصابات الحوثية بالجريمة وإن كانت حاولت التنصل من استهداف البيت الحرام فقالت أنها كانت تستهدف مطار جدة وليس مكة ، وهي جريمة أخرى ، لأن مطار جدة مطار مدني وليس مطارا عسكريا ، كما أن مطار جدة هو المطار الأساس الذي يستخدمه المعتمرون وقاصدو البيت الحرام ، فهو عذر يضاف إلى الذنب بكل تأكيد .

من يتابع الخطاب الديني والمذهبي الذي تردده العصابات المسلحة الموالية لإيران ، سواء في العراق أو سوريا أو اليمن ، يهاله حجم السوداوية والعدمية التي يحملها والميل الجارف لإراقة الدماء والقتل والتنكيل للأهالي والمدنيين وليس فقط العسكريين ، بدعوى الثأر لدم الحسين رضي الله عنه ، فهناك منظور مذهبي متطرف غريب جدا وظلامي لأقصى حد ، يرى أن كل من ينتمي إلى السنة هو وارث للمسئولية عن دم الحسين ، وبالتالي يستباح دمهم وعرضهم ومالهم على هذا الأساس ، أساس أن تلك الجرائم هي ثأر لدم الحسين ، هذه هستيريا خطيرة ، وهي ليست وقفا على العوام والدهماء ، وإنما تسمعها في شرائط بالصوت والصورة لمراجع دينية شيعية وعمائم كبيرة كما تسمعها من قيادات سياسية في حجم نوري المالكي رئيس وزراء العراق السابق ونائب رئيس الجمهورية الحالي ووزراء بالحكومة وأعضاء بالبرلمان العراقي إضافة إلى قادة الميلشيات المسلحة المتعددة والمسيطرة فعليا على الواقع هناك ، والملاحظ أن الإيرانيين يسوقون تلك الأفكار المدمرة للميلشيات التابعة لهم في الحواضر العربية ، ولكنهم يمنعون ذلك بالقوة في الداخل الإيراني الذي يعيش فيه قرابة عشرين مليون سني إيراني ، لأن الاستراتيجية الإيرانية ترتكز على تصدير التمزيق والنار إلى الحواضر السنية ومنعها عن الداخل ، وتلك العدمية السياسية والدينية جعلتهم ينشئون فتاوى بأن الحج ليس وقفا على مكة والحرم والكعبة ، بل إن الحج إلى كربلاء يمكن أن يعطي ثوابا أكبر من الحج إلى مكة ، ولذلك قرروا هذا العام إلغاء الحج بالكامل إلى مكة وذهب الملايين من الشيعة الإيرانيين والعراقيين إلى كربلاء ، وأتى قصف مكة المكرمة بالصواريخ الإيرانية من اليمن في نفس السياق الخطير .

يحدثنا التاريخ عن عصابات شيعية متطرفة مشابهة أصابها الهوس المذهبي ، مثل القرامطة ، في القرن الرابع الهجري ، استهدفوا البيت الحرام واستباحوه وقتلوا عشرات الآلاف من الحجيج وأهل مكة وسرقوا الحجر الأسود ونقلوه إلى شرق الجزيرة العربية ، قبل أن يسترد بعد قرابة عشرين عاما ، وكان الناس يقرأون تلك الأحداث باعتبارها تاريخا من التاريخ الغريب والمثير ، لكن يبدو أن هذا الهوس المذهبي المتطرف يتم استنباته هذه الأيام باحتراف إيراني في بلاد العرب من أجل التدمير والتخريب باسم الدين والمذهب ، وباسم ثارات الحسين المزيفة .

نرشح لك

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل