المحتوى الرئيسى

ميراث الغضب

10/28 15:25

«الطمع طاعون»، هذا المثل الشعبى يصلح لوصف الحالة التى يصل إليها حال بعض الأسر بسبب الأطماع فى الإرث، الذى لا يكاد يخلو منه المجتمع، فى النزاع حول تركة ما، تصل بسببه إلى حد الاقتتال، ليصبح هذا الطمع مثل الطاعون يدمر صلات الرحم بين الأسر ويجعلها عرضة للضياع والشتات والدخول فى القطيعة الأبدية.

فقصتنا تروى لنا واحدة من تلك الحكايات، التى راح ضحيتها الطفل أحمد، صاحب الــ3 سنوات، نشأ وسط أسرة ريفية لم تحضنه الدنيا وتحالفه من حظوظها، لكى يتمتع بطفولته فيها باللهو واللعب المتعارف عليه فى طبيعة مراحل الطفولة، وفارق الحياة دون ذنب بعدما تجردت زوجة خاله من معانى الأمومة الآدمية، واختطفته غدراً وقتلته بدم بارد انتقاماً من أمه بسب خلافات وطمع فى الميراث، لينتقل الطفل البرىء إلى الرفيق الأعلى، وتسجن القاتلة ويعيش والديى المجنى عليه حزناً لا يطاق على فراق زهرة حياتهم بلا ذنب جناة.

يسرد والد الطفل تفاصيل تلك الجريمة التى هزت جنبات مركز طهطا بمحافظة سوهاج، منذ مأساة اختفاء طفلة وسط ظروف غامضة، إلى أن شاهد صورته بعد ذلك مذبوحاً على مواقع الفيس بوك قائلاً: «فى أحد الأيام طلبت منى زوجتى الذهاب لزيارة أهلها بمسقط رأسها بأسيوط، وأصرت على اصطحاب ابنها أحمد برفقتها، ولكننى رفضت ذهابها خوفاً على ابنى من حوادث الخطف التى نسمع عليها كل يوم، خاصة أن هذا الطفل كان قد فقد منذ فترة قصيرة، وعاد بواسطة أحد الأشخاص.

ويستكمل الأب: وافقت على طلب زوجتى نظراً بذهاب طفلى معها، يسكت الأب والدموع تذرف من عينيه.. بعدما سافرت زوجتى وبعدها بيومين أخبرتنى باختفاء أحمد، لم أصدق ما سمعته هرولت مسرعاَ دون وعى إلى أسيوط، حررت محضراً وبدأت أبحث عليه كالمجنون فى الشوارع والأزقة، ولكن خابت كل محاولتى بالفشل ولم أجد له أى أثر. 

وتيقنت أن ابنى قد أصابه مكروه، مرت الأيام ولم يغمض لى جفن، إلى أن جاءت الصدفة من عند الله، وذلك خلال قيام أحد أصحاب المحلات التجارىة المجاورة لبيت (جد) الطفل، بالعثور بالصدفة البحتة خلال تفحصه شريط كاميرا المراقبة الخاصة بمحله، رصدت مشهداً لسيدة تمسك بالطفل، ثم تستقل (توك توك)، وتذهب به بعيداً، وأظهرت الكاميرا ملامح تلك السيدة التى اصطحبت الطفل بشكل واضح، وكانت المفاجأة أن هذه السيدة معروفة لدى الأسرة، وهى زوجة خال الطفل.. لم أصدق نفسى.. ولم يخطر بعقلى، ولو لحظة أن يكون أحد من ذويه هو بطل الجريمة، ولا سيما أنهم كلهم كانوا يقومون بالبحث عنه معى وسط أجواء الحزن والحسرة التى تسيطر على الجميع.

وأضاف الأب: لم أتوقع أن تقوم زوجة خاله الأفعى بارتكاب تلك الجريمة بهذا الشكل البشع بسب طمعها فى ميراث زوجتى.. أكتر حاجة وجعتنى جداً ولم أتخيل أننى سوف أنساها طوال حياتى هو رؤيتى لصورة ابنى بكامل أوصافه على الفيس بوك مذبوحاً وغارقاً فى دمائه الطاهرة.

تصرخ أم الطفل بذهول وفزع باكية عاوزه ابنى.. حسبى الله ونعم الوكيل.. زوجت أخى المجرمة الخائنة خطفته وذبحته وانتقمت منى عشان رفضت أترك وأبيع ميراثى لزوجها.. كانت دائماً تهددنى أنها سوف تدفعنى الثمن غالى .. ولكن لم أكن أتوقع أن تتحول تهديداتها الشيطانية هذه إلى واقع حقيقى أليم.. وتحرمنى من فلذة كبدى، واختتم الأم حديثها المؤلم: «يا ليت المتهمة أخذت منى كل ما أملك.. وتركت لى ابنى وقرة عينى».

أهم أخبار حوادث

Comments

عاجل