المحتوى الرئيسى

د سعد الدين الهلالي ...فتاوى (الديلفري) لكسب الجولة !

10/28 15:16

اقرأ أيضا: عفوا ً شيخ ( مصطفى العدوي ) : سائق التوكتوك أصوب فهما ً منا ! خالد صلاح ..حين يرشد الحج و العمرة ! يوسف الحسيني ..والأقلية ( الإسلامية ) في مصر ! بيريز ...رفع أحد أعداء الحياة ! من (موت محقق) ..إلى (موت محتمل) ! ..

في حواره الأحدث مع الإعلامي ( عمرو أديب ) , تجاوز د ( سعد الدين الهلالي ) ( 1954_ ..) كل الحدود _ شرعا ً و عقلا ً _  بل تجاوز كل حدود الاجتراء التي عرفناها _ فيمن يتصدون للفتوى _ و ضرب رقما ً قياسيا ً في تجاهل الأمور البدهية و المسلمات  و التلاعب ( العبثي ) بالنص القرآني نفسه _ كما سيتبين لنا بعد حين _  لينصب من ذاته _ كما خطط منذ فترة _ ( أميرا ً للاجتهاد ) لا يبارى , و ( فارسا ً للتجديد ) _ حسب فهمه الخاص لمعنى التجديد _  على نحو ضمن معه أن يتلقفه المغامرون الإعلاميون الذين يتصدون المشهد الإعلامي الآن  لترسيخ ( الاشتغالات الإعلامية الضخمة ) التي تدير الوجوه و تلويها بعنف بعيدا ً عن كوارث المرحلة , لتصنع ( أحاديث مشاكسة جديدة ) , تشغل الناس عن ( كارثة الدولار ) أو مقصلة الحريات أو الغلاء الذي طحن الجميع و سحقهم بلا رحمة ليتبدد تماما ً معنى ( العدالة الاجتماعية )  بل معنى ( فكرة الدولة ) نفسها !

 عاد ( عمرو أديب ) _ بقوة _ ليمارس أسوأ ( الأكروبات ) الإعلامية , تلاعبا ً بالرأي العام , و عبثا ً بمخاوفه و قلقه , في إطار ( نظرية الإلهاء الاستراتيجي ) التي شرحها المفكر الكبير ( تشومسكي ) لتخدير الجماهير و التلاعب السيكولوجي الخطير بفهمها و أولوياتها و تقديرها للأمور ! و كان لقاء ( أديب ) الأحدث مع د ( سعد الهلالي ) , جزءا ً من هذا ( الإلهاء المتعمد ) , الذي وظف أساليب شديدة التخابث و اللؤم , لامتصاص جانب كبير من شحنة الرأي العام ( المحتقن ) _ بفعل الأزمات الداخلية / الكارثية ! _ لشغله ب ( فرضية الحجاب ) ! و هكذا انتهى د سعد الهلالي في حواره مع ( أديب )  , تقريبا ً , إلى ضرب ( فرضية الحجاب )  و إنكارها بشكل كلي , بصورة تستأصل تماما ً ( أية خطوط و حدود ) واضحة في قضية ( الحجاب ) برمتها , و مضت الجرأة بد ( سعد ) إلى جعل مسألة الحجاب ( اختيارية ) تقريبا ً , من حق المرأة أن تأخذ بها أو تتركها , فتغطي شعر الرأس _ إن شاءت ! _ أو تتركه ( منكوشا ً ) على الملأ _ إن شاءت  ! _ لأن الله _ جل ثناؤه _ في قرآنه , لم ( يحسم قضية الحجاب ) _ بتعبير د سعد !

 و نسي د سعد الهلالي , فيما يبدو , أنه في أحاديث إعلامية سابقة _ بثها بصوته الحي و سمعناها بآذاننا ! _ اعتبر فرضية ( الحجاب ) من قبيل ( الواجب الخفيف ) _ كما يقول ! _ وكانت المرة الأولى التي نسمع فيها عن هذا المصطلح ( المبتكر ! ) : ( الواجب الخفيف ) في مقابل ( الواجب الثقيل ) ! و لم نفطن , في ذلك الوقت , إلى أن د سعد يرتقي أولى درجات السلم , الذي صعده خطوة خطوة بمثابرة , ليتحين اللحظة الاجتماعية و الوطنية و الحضارية المناسبة (  الآن ! ) و ينتهي إلى ( تعويم ) دلالة الحجاب أو الخمار _ لغة و شرعا ً _ بحيث يكون ( مجرد اختيار ) للمرأة تأخذ به متى شاءت أو تطرحه أرضا ً متى رغبت ! اختلف علماء المذاهب , منذ أقدم العصور , في ( حد الحجاب ) , بتغطية الوجه فيما يعرف ب ( النقاب ) أو عدم تغطيته فيما يعرف ب ( غطاء الرأس ) , لكن أحدا ً لم يتطرق إلى فكرة ( وجوبه ) , بمعنى أن أحدا ً من المجتهدين المتحققين بالعلم الشرعي , لم يتطرق مطلقا ً إلى ( أصل فرضيته ) أو جعله ( مجرد اختيار ) !

 و هكذا مضى الرجل , الذي يعتبره كثيرون ( فقيه المرحلة ) لدى الدوائر الرسمية و الإعلامية , قافزا ً من خطوة جعل الحجاب ( واجبا ً خفيفا ً ) , حين كان في المشهد من يمكن أن يعارضه _ إعلاميا ً _ إلى جعل الحجاب مجرد ( اختيار ), يراعى معه معنى الحشمة , عرفا ً و عادة , فقال د سعد في حواره مع أديب قبل أيام : ( ..وارد أن تكون المرأة محجبة أو غير  محجبة ! ..) قال ذلك  بعد أن تيقن من درجة التضييق غير المسبوقة التي يتعرض لها الدعاة و العلماء الآن بفعل رفع سقف الخيار الأمني للمرحلة , بما نتج عنه تغييب معظم الأصوات العلمية و الشرعية التي يمكن أن تعارضه و تفند آراءه و تلزمه محجة الإنصاف في الطرح الشرعي و الاستدلال عموما ً  !

 إن فكرة ( الواجب الخفيف ) و ( الواجب الثقيل ) , و هي الفكرة التي ابتكرها د سعد ببراءة اختراع يتعين أن تنسب إليه , أقول إن هذه الفكرة لا صلة لها بأي حس شرعي في فهم النص و الواقع معا ً , و إنما لها صلة مؤكدة بعالم ( الكنتاكي و الوجبات ) التي يجري تسليمها ( بطريق الديلفري ! ) فنحن نعرف ( الوجبة الثقيلة ) و ( الوجبة الخفيفة ) ! و لكن المعايير المختلطة و الفوضوية _ بل الهزلية _ للمرحلة نقلت الفكرة من الدراجات البخارية لمندوبي المطاعم , إلى دائرة الشرع و الحل و الحرمة , في إطار ( الإسلام البروتوكولي الكيوت ) الذي يجري تسويقه الآن في المنطقة العربية برعاية ( الأب الأمريكي ) ووصايته الكاملة ! و لم يكتف الفقيه / الأزهري المخضرم للمرحلة , بتصنيف الحجاب في باب الواجب الخفيف , فقفز بوثبة شديدة الاتساع لينزع عنه _ الآن _ فكرة ( الوجوبية ) أساسا ً !

 انفجر الغضب العريض _ بعد فتوى الرجل الهزلية , منطقا ً و استدلالا ً _ فاستنكر مجمع البحوث الإسلامية هذا المنطق المهلهل  المعوج في الاستدلال , و جاء الاستنكار على لسان د / ( محمد الشحات الجندي ) الذي قال بحسم إنها ( فتوى تخالف إجماع الأمة فيما يتصل بتغطية شعر الرأس للمرأة ) ! و مضى العالم الجليل د / ( عبد الفتاح إدريس ) ليؤكد أن هذا المنطق الاستدلالي / غير العلمي : ( ..ينقض الدين عروة عروة ..) !و على الدرب نفسه مضى د / ( محمد إسماعيل جاد الله ) عضو مجلس النواب إلى القول : ( الحجاب فريضة ..) ! و أكد د ( عمر حمروش )  , عضو اللجنة الدينية بمجلس النواب : إن هذه الطريقة ليست بعيدة عن طريقة د سعد الهلالي المفضلة فهو دائما ً ( يأخذ الرأي الشاذ و ينميه ! ..) و عجبت هنا في جملة ردود الأفعال الغاضبة من رد فعل عضو ( حزب النور ) حين اكتفى بالقول : ( ..هذا الأمر يخص الأزهر ..!! ) و هو العضو الذي كان يزأر غاضبا ً في مراحل سابقة بقوة عشرة أسود و سبعين ضبعا ً ! !

 تطرق د سعد _ في حواره مع ( أديب ) _ إلى آيتين قرآنيتين و حديثين ,  وفهم الآيتين لغويا ً و فسرهما على طريقته , فذكر قوله تعالى _ من سورة النور : ( ..و لا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها ..) و قال معقبا ً : ( ..الاستثناء هنا على مجهول و اللي حيفسر هيحط رأيه البشري ..! ) فالله لم يحسم !! و ذكر قوله تعالى _ من سورة الأحزاب _ : ( يدنين عليهن من جلابيبهن ..) متسائلا ً _ بطريقة مسطحة مبتذلة _ : ( ما قالش يدنين لغاية فين ؟..) فالله هنا أيضا ً لم يحسم !! بالله عليك يا فقيهنا المخضرم هل هذه طريقة في الاستدلال , يلجأ إليها رجل ترك في المكتبة الشرعية عشرات الكتب و الموسوعات ؟!

 و لن أسترسل هنا في تقصي استدلالات الرجل العجيبة , و لكن سأكتفي بالقول إن أزمة د سعد الهلالي تكمن في ضعفه الشديد في اللغة العربية و النحو و الاشتقاق , و هو ما يبدو في إصراره على الحوار دائما ً بالدارجة حتى لا ينكشف أمره و حين كان يستخدم العربية _ فيما ندر _ كانت مظاهر اللحن و أخطاء اللغة تتدحرج من فمه كمياه الصنبور ! ! نعم د سعد الهلالي لا يجيد العربية و هذه أزمته الكارثية في فهم النصوص (قرآنا ً و سنة ) !

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل