المحتوى الرئيسى

«الوفد» تكشف تفاصيل جديدة حول حريق الأوبرا

10/28 10:01

من حرق الأوبرا الخديوية، وأبكى المصريين على صرح تاريخى لا يعوض، تمت إبادته ومحوه بفعل فاعل.. سؤال نعيد طرحه بمناسبة مرور 45 عامًا بالتمام والكمال على الحدث المشئوم، فقد استيقظت مصر صباح التاسع والعشرين من أكتوبر عام 1971 على خبر حريق دار الأوبرا المصرية، أحد أهم الآثار الثقافية بمصر، التي غنى على مسرحها كبار المطربين المصريين والعرب والأجانب. وكالعادة المتهم الأول كان الماس الكهربائى.

يقول الدكتور جابر البلتاجى، نائب مدير دار الأوبرا المصرية الأسبق، إن أصابع الاتهام فى أول الأمر أشارت إلى الماس الكهربائى، لكن حريق الأوبرا تم بفعل فاعل، لأنه قبل الجريمة بشهرين كان هناك تجديد بالفعل لشبكة الكهرباء بالمبنى والشبكة كانت جديدة، خصوصًا أن البعض أبلغ عن سرقة بعض محتويات دار الأوبرا مثل النجفة الكبيرة التى لا يمكن أن تخرج دون فكها إلى أجزاء، وبعض الأثاث.

لكن الأهم من ذلك، كما يقول الدكتور البلتاجى، هو اختفاء « برتاتورة» أوبرا عايدة الأصلية، وهى عبارة عن مجلد ضخم يضم التفريغ الإخراجى الكامل لتفاصيل العمل الفنى، التى كتبها مؤلفها الإيطالى العالمى (فيردى) بخط يده، كما سرقت ملابس لا تقدر بثمن، كان يرتديها الفنانون العالميون أثناء العروض على مسرح الأوبرا.

 ويفجر الدكتور جابر مفاجأة، وهى أن الصحف الإيطالية ذكرت عام 1976- أى بعد الحريق بخمس سنوات، أن أحد كبار قيادات الأوبرا يعرض هذه البرتاتورة للبيع فى إيطاليا، وأن صديقه الفنان حسن كامى أبلغه بهذا الخبر، وقال إن الصحف الإيطالية ذكرت اسم البائع الذى كان يشغل منصبًا رفيعًا فى دار الأوبرا، إضافة إلى أن الحريق تم قبل الجرد بأيام قليلة، ما يؤكد سرقة واختلاس بعض المقتنيات.

ويستعيد «البلتاجى» ذكرى النكبة ويقول: اتصل بى فى صباح اليوم المشئوم صديق يسكن بجوار الأوبرا, ليبلغنى أن الأوبر تحترق, فنزلت على الفور لأجد نفسى أمام كابوس لا تصدقه عيناى, فسقطت على الأرض من هول الصدمة, وأفقت لأجد المغنى الأوبرالى زميلى أتينور جريجوار بجوارى ورجال المطافئ يساندوننى.

ويضيف: الغريب أننى سمعت إبراهيم البغدادى, عضو مجلس قيادة الثورة, محافظ القاهرة فى ذلك الوقت يتشفى فى الحريق, ويقول بصوت عالٍ, وهو يقف بجوارى: «أنا عايزها هى والأرض حتة واحدة», وجاءتنى الفرصة وأنا اتكلم للتليفزيون المصرى, أن أفضح المحافظ, وأقول الجملة التى قالها, وكتب الكاتب الصحفى الأستاذ محمد عبدالمنعم مقالاً حول ما قلته فى التليفزيون مطالباً بفتح التحقيق مع المحافظ, ولكن لا حياة لمن تنادى. وشاهد آلاف المصريين الحريق فى مبنى الأوبرا المصرية, التى كان يطلق عليها «الأوبرا الخديوية», والتهمت النيران المبنى ذا الطراز المعمارى المميز, بما فيه من ملابس وديكورات وإكسسوارات العروض التى تمت على مسرحه, والكثير من التحف النادرة.

وظلت النيران مشتعلة حوالى ست ساعات, وفى الساعة التاسعة صباحاً حضر إلى موقع الحادث حسين الشافعى, نائب رئيس الجمهورية, وممدوح سالم, رئيس مجلس الوزراء, واللواء يونس الأنصارى, مدير أمن القاهرة فى ذلك الوقت, وعدد من المسئولين الذين أصابهم الذهول لمشهد مبنى الأوبرا العريق وهو يحترق.

تضاربت الشهادات حول أسباب الحريق, إلى أن انتهت التحقيقات المطولة إلى أن السبب هو حدوث ماس كهربائي. ورغم تشكيك البعض وقتها فى ذلك السبب وإشارتهم إلى أن هناك أسباباً أخرى, لكن لم يتم التحقق منها لصعوبة ذلك.

أهم أخبار حوادث

Comments

عاجل