المحتوى الرئيسى

اليمن ـ عروض سنيمائية للتحذير من عواقب الحرب والنزاعات

10/28 08:56

وجدت مبادرة "سينما صوت" صدى  جماهيريا لافتا في اليمن من خلال ما عرضته من افلام سينمائية تحاكي وقائع الأزمات والنزاعات الشبيهة بالأحداث الدائرة حاليا في  اليمن، حيث هدفت المبادرة إلى نشر الوعي بما تسببه النزاعات والحروب من مآس إنسانية ومن انقسامات طائفية، يصعب معالجتها سريعا.

في هذا الصدد تقول الناشطة سماح الشغدري صاحبة مبادرة "سينما صوت" إن من أهم أهداف مشروعها الذي اطلقته  بالتعاون مع السفارة الهولندية في صنعاء هو التوجه برسائل السلام والتعايش وارساء ثقافة نبذ العنف والتطرف في المجتمع اليمني الذي يعيش وضعا كارثيا وتمزقا طائفيا يهدد الهوية الاجتماعية في اليمن.

"سينما صوت" - مبادرة فنية للتعبير عن مخاطر الحروب والنزاعات

وعن اختيار الفن السنيمائي كأداة لنشر الوعي بثقافة السلام، عبرت سماح عن اعتقادها أن "صوت رفض الحرب وصعوبة الظروف التي تمر بها اليمن تنطلق من تلك الثقافة، لأن ثقافة السمع البصري هي الأداة الوحيدة التي يمكنها مناقشة جميع الرؤى والأفكار القائمة على الساحة اليمنية، فضلاً عن قدرتها على تعزيز ثقافة التعايش والسلام"

وفيما يتعلق باختيار الأفلام التي تعرضها "سينما صوت" تقول الشغدري: "نحرص عند اختيارنا للأفلام على تقديم الفكرة والرسالة بشكل سلس وغير مستفز، ولذلك فإن جمهورنا متنوع من حيث الفئات العمرية والمجتمعية، ومن حيث الإستقلالية الحزبية أو من حيث الشخصيات الدينية، لأننا نريد مناقشة قضية".

وتضيف المتحدثة قائلة: "نحن نعرض مثلا افلاما تناقش نبذ العنف والتطرف. فهناك أفلام تدعو للتعايش والسلام  وأخرى تعرض نتائج النزاعات المسلحة وتأثيرات الحروب على النساء والاطفال مثل فيلم "وحوش بلا وطن" وهناك افلام تناقش تأثيرات الحرب الاهلية وما تتركه من شروخ داخل المجتمع، مثل فيلم المتمردة إضافة إلى افلام أخرى تسلط الضوء على دور النساء في السلام وصنعه وتكريسه في المجتمعات، مثل الفيلم الوثائقي "النساء صانعات السلام" وغيرها من الأفلام التي  تناقش قضايا المذهبية والطائفية واثرها على المجتمعات والاقليات مثل فيلم "هلا لوين" اللبناني".

ويكمن سر نجاح مبادرة "سينما صوت"، كما يقوله الشاب عبدالله عبد الواحد، الذي كثيراً ما يحرص على ارتياد العروض الأسبوعية لمبادرة "سينما صوت"ـ في كونها تركز على مناقشة قضايا انسانية شبيهه بالقضايا الطارئة في المجتمع التي افرزتها الازمة في اليمن والتي تهم كل اليمنيين بمختلف فئاتهم، وعلى رأس هذه القضايا قضية الحرب التي طالت كوارثها جميع المواطنين. ولاشك أن المهنية في طرح المواضيع هو ما يميز العروض، مثلا من خلال عدم اقحامها في خضم المناكفة السياسية، مما جعل فئات المجتمع تتقبل مبادرة "سينما صوت" بما في ذلك الجماعات الدينية.

محاولة في استعادة دور السينما 

رغم الصعوبات العديدة التي واجهها مشروع "سينما صوت" بدءا من مشكلة التمويل وضعف الإمكانيات وضعف الإهتمام بثقافة السينما، فقد تمكن المشروع من الدفع قدما بهذا الفن بشكل حضاري لائق." إن إنجاز مشروع  "سينما صوت" يكمن بشكل اساسي في تكريس ثقافة ارتياد دور السينما التي  شهدت ركوداً تاما منذ عقود، وإزالة الصورة السلبية تجاه السينما داخل المجتمع، أو إلغاء الصورة السلبية عن اليمن" كما تقول الشغدري .

يأتي هذا في الوقت الذي كانت السينما في اليمن قد فقدت حضورها كأداة ثقافية وجماهيرية منذ ما يقرب من ثلاثة عقود، بالرغم من أن اليمن وخصوصاً عدن تعرفت على هذا الفن منذ بداية عصر الصور المتحركة، عندما شاهد جمهور مدينة عدن العروض السينمائية أيام الأفلام الصامتة، منذعام 1918 ، حيث بلغ عدد  دور السينما في اليمن 49 دار عرض. "حاليا لاتوجد  في الخدمة ا سوى بعض الدور التي تحولت من عرض الافلام السينمائية إلى عرض أفلام الاسطوانات المدمجة أو لعرض مباريات كرة القدم العالمية 

الشاب أحمد مهيوب الشرعبي يتحدث لموقع DWعربية ملاحظا:" منذ عشرين عاما لم اذهب الى دار سينمائي لمشاهدة فيلم، ولكن حينما سمعت عن وجود عروض منظمة تقدم مواد فلمية مثيرة لقضايا الحرب  "ذهبت لمشاهدة مكان العرض حيث ازداد اعجابي ". 

مشاركات بأفلام من دول مختلفة أثارت اهتمام وسائل الإعلام

على مدى الأشهر الماضية, حظيت العروض السينمائية التي تقدمها "سينما صوت" عصر كل أربعاء في صنعاء بإقبال جماهيريا متزايد، رغم ضيق مكان العرض كما اثارت هذه المبادرة وعروضها السينمائية اهتمامات الشباب والمثقفين والنخب طوال مراحل العرض، طوال 32 اسبوعاً.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل