المحتوى الرئيسى

انتهاكات الحشد الشعبي المروعة بحق سنة العراق

10/28 05:14

يحفل سجل مليشيا "الحشد الشعبي" الشيعي في العراق بانتهاكات ترقى إلى جرائم تطهير عرقي، بحق السنة في المدن التي تمت استعادة السيطرة عليها من تنظيم تنظيم الدولة الإسلامية وذلك بحسب منظمات حقوقية محلية ودولية.

فقد اتهمت أطراف سنية عراقية ومنظمات حقوقية وهيئات دولية على رأسها الأمم المتحدة الحشد الشعبي بارتكاب جرائم عدة على خلفية طائفية ضد المدنيين السنة خلال الفترة ما بين 2014 و2016، تنوعت بين التعذيب والإخفاء القسري وقتل مدنيين وأسرى تحت التعذيب ونهب مدن وبلدات قبل حرق ونسف آلاف المنازل والمحال بها.

ولم تسلم حتى مساجد السنة من التدمير والحرق على أيدي الحشد الشعبي، إضافة إلى تدمير قرى بالكامل، ومنع النازحين من العودة إلى مدنهم وقراهم بهدف تغيير التركيبة السكانية لتلك المدن.

وفيما يلي أبرز الانتهاكات في بعض المدن العراقية استنادا إلى تقارير من الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية غربية ولشيوخ عشائر سنية وتقارير إعلامية.

اتهمت منظمات حقوقية بينها "هيومن رايتس ووتش" مليشيا الحشد الشعبي بارتكاب جرائم عدة في مدينة الفلوجة (50 كلم غرب بغداد) عام 2016، بعد انسحاب تنظيم الدولة منها، تراوحت بين التعذيب والاختطاف والقتل خارج القانون وتدمير المنازل.

وأجرت المنظمة سلسلة من اللقاءات تثبت ادعاءات قيام عناصر من الشرطة الاتحادية والحشد الشعبي بإعدام نحو17 شخصا من الفارين من منطقة السجر (شمال شرق الفلوجة).

وفي منطقة الصقلاوية (شمال غرب الفلوجة) أرفقت المنظمة تقارير تشير إلى أن بعض المدنيين تعرضوا للطعن حتى الموت وآخرين سحلوا بعد ربطهم بالسيارات في منطقة.

وفي مطلع يونيو/حزيران 2016 دعت المنظمة الحقوقية الحكومة العراقية إلى التحقيق في التقارير التي تؤكد وقوع انتهاكات من قبل قواتها ضد المدنيين خلال عملية استعادة السيطرة على المدينة.

وأكدت الأمم المتحدة تعرض مدنيين عراقيين لانتهاكات تشمل القتل على أيدي مليشيات عراقية في محيط الفلوجة، وقال مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان زيد بن رعد في بيان له يوم 7 يونيو/حزيران 2016 إن "لدى المنظمة تقارير محزنة للغاية وذات مصداقية عن تعرض رجال وصبية عراقيين لانتهاكات على أيدي جماعات تعمل مع قوات الأمن العراقية بعد الفرار من الفلوجة.

كما أصدر تحالف القوى العراقية (الكتلة السنية في العراق) يوم 9 يونيو/حزيران 2016 بيانا أكد فيه تورط مليشيا الحشد الشعبي في ارتكاب "مجزرة المحامدة" التي لقي فيها عشرات الأشخاص حتفهم، واختطاف أكثر من ستمئة شخص وإخفائهم قسرا.

ومن جهتهم، ذكر شهود عيان وأسرى حرروا من قبضة الحشد الشعبي أن أكثر من 2500 مدني من نازحي الفلوجة سجنوا في معتقلات مجهولة "إخفاء قسري"، وقتل العشرات منهم تحت وطأة التعذيب.

ولم تسلم المساجد من الانتهاكات، حيث قالت مصادر في الدفاع المدني بمحافظة الأنبار في يوليو/تموز 2016 إن مليشيا الحشد فجرت خمسة مساجد ونهبت مئات المنازل ثم أحرقتها في الفلوجة.

الأمر نفسه أكده الشرطي قصي عبد العزيز الذي تحدث في يونيو/حزيران 2016 على قناة الجزيرة وقال إن مليشيا بدر التي تنتمي إلى الحشد الشعبي نفذت بعد دخولها الفلوجة عمليات حرق ونهب للعديد من منازل المدنيين في الأحياء التي كانت القوات العراقية قد استعادتها من تنظيم الدولة، مضيفا أن المليشيات سرقت الأدوية من مستشفى الفلوجة.

وعلى خلفية تصريحاته، أمر قائد شرطة الأنبار هادي ارزيج بحبس الشرطي قصي.

شجبت هيئة علماء المسلمين في العراق في مايو/أيار 2016 بشدة إحراق المليشيا لمسجدين في بلدة الكرمة، وقالت الهيئة في بيان إن هذه العملية "جاءت تنفيذا لتوجيهات طائفية بأمر مباشر من إيران".

وكانت مصادر في الحشد العشائري وشهود عيان قد ذكروا أن مليشيات الحشد الشعبي فجرت جامع الكرمة الكبير، وأحرقت دائرة الجنسية والأحوال المدنية وسط الكرمة، كما أحرقت جامع إبراهيم الحسون في منطقة الرشاد شرقي البلدة.

وقالت مصادر للجزيرة في يونيو/حزيران 2016 إن مختطفين من أهالي الكرمة والصقلاوية في محيط الفلوجة تعرضوا إلى تعذيب وانتهاكات على يد الشرطة الاتحادية ومليشيا الحشد الشعبي.

أكد المركز الوطني للعدالة (غير حكومي) عام 2015 أنه يملك دلائل موثقة على أن ثمانية آلاف منزل داخل تكريت (160 كلم شمالي بغداد) تعرضت للنهب والسلب ثم التدمير بالعبوات الناسفة.

واتهم الشيخ فلاح حسن الندى أحد شيوخ قبيلة البوناصر في تكريت مليشيا الحشد الشعبي بمنع أهالي تكريت من العودة إلى منازلهم.

وقالت مصادر أمنية عراقية بمحافظة صلاح الدين (شمال العاصمة بغداد) في يوليو/تموز 2016 إن عناصر من مليشيا حزب الله التابعة للحشد الشعبي اختطفت ستين نازحا من أهالي الشرقاط (شمال تكريت).

وأضافت المصادر أن قوة من مليشيا حزب الله داهمت مركزا للتحقيق مع النازحين من أهالي الشرقاط واقتادت ستين نازحا إلى جهة مجهولة، مبينة أن هذه الحادثة ليست الأولى.

كما أظهر تسجيل مسرب حصلت عليه الجزيرة تفجير قوات أمنية ومليشيات طائفية جامع "حجي إبراهيم الحسن" في ناحية العوجة التابعة لقضاء تكريت في العراق.

أوضح شهود عيان عام 2014 أن ميليشيات محسوبة على الحشد الشعبي ارتكبت جرائم كبيرة بإحراق منازل وإتلاف الحقول الزراعية ومنع أبناء الطائفة السنية من العودة إلى منازلهم.

واتهم مؤتمر عشائر محافظة ديالى (شمال شرق بغداد) عناصر الحشد الشعبي بتدمير مئة مسجد في المحافظة عام 2014.

وفي أغسطس/آب 2014، قتلت مليشيات الحشد الشعبي نحو سبعين مصليا وأصابت عشرات آخرين بجروح أثناء أدائهم صلاة الجمعة بمسجد مصعب بن عمير بمحافظة ديالى، وقبل ذلك جرت عمليات عنف عديدة لا سيما في بعقوبة والمقدادية.

وفي نهاية فبراير/شباط 2016 اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش هذه المليشيا بقتل عشرات العراقيين السُّنّة في قضاء المقدادية بديالى، عقب تفجير مزدوج تبناه تنظيم الدولة، كما اتهم سكان في سامراء بمحافظة صلاح الدين المليشيات بخطف مدنيين.

وقال محافظ ديالى السابق عمر الحميري في أكتوبر/تشرين الأول 2016 إن أكثر من 250 من مساجد أهل السنة دُمرت كليا أو جزئيا في محافظة ديالى.

واتهم الحميري -الذي فرّ من المحافظة في وقت سابق بعد أن أرغم على الاستقالة من منصبه من قبل قوى سياسية لديها أجنحة مسلحة- قوى وصفها بالمتطرفة بالوقوف وراء عمليات التدمير، وقال إنها تمثل سياسة الطائفيين الذين يسعون إلى تمزيق النسيج الاجتماعي في المحافظة، حسب وصفه.

ومنذ 2003 تتهم أطراف سنية في العراق المليشيات الشيعية بممارسة حملات تطهير طائفي ومحاولة تغيير سكاني لحساب المكون الشيعي في محافظة ديالى.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل