المحتوى الرئيسى

صنع الله يروى مشواره الأدبى ..وكيف غير السجن حياته

10/28 03:55

كتبت “يوميات الواحات” على ورق “البفرة” داخل السجن

القمع البوليسى لدولة ناصر جعلت الكتاب يتجهون لقضايا أخرى

رفضت الجائزة فى عهد مبارك لأن الوضع لا يحتمل

نظام السيسى كناصر لا بديل عنهما ولا يسمحا بالمنافسين

لا يوجد تغيير ..والنظام القديم هو من يدير البلد 

التاريخ لا يصدق و المؤرخون كان يتم شرائهم

تحدث الروائى الكبير صنع الله إبراهيم عن مشواره مع الكتابة الذى بدأ بحب قراءة الروايات والقصص والاتجاه للكتابة منذ الطفولة ، ولكنه لم يأخذ الأمر على محمل الجد حتى مر بتجربة السجن التى شكلت محطة فارقة فى حياته الإبداعية ، فكانت له بمثابة تجربة مثيرة ومعقدة ومختلفة ، حملت جوانب سياسية و إنسانية ، سمحت له بالانفراد بنفسه و إعادة ترتيب حساباته واكتشاف ذاته وماذا يريد أن يكون .

ورغم دخوله للسجن كمناضل سياسى ، اكتشف عدم امتلاكه لمقومات المناضل السياسى من الكاريزما والقدرة على الدخول فى نقاشات وسجالات الأمر الذى لم يكن يحبذه ، فأحب أن يسجل تجاربه من خلال الكتابة .

جاء ذلك خلال لقاءه بمركز أوزوريس للحديث عن مشواره الأدبى ، و أدار اللقاء الصحفي هشام أصلان ، مضيفا : هناك سجلت “يوميات الواحات” وكتبتها على ورق السجائر “ورق بفرة ” ، وهربتها خارج السجن ، تلك اليوميات رويت فيها سبب دخولى للسجن وأيامى التى أمضيتها هناك ، ونشرتها كما هى فى التسعينات ولم أضف إليها سوى المقدمة والشروح .

وأوضح الروائى أنه لا يوجد عمل متخيل تماما ، الروائيون يبنون قصصهم عما رأوه أو سمعوه وعاشوه بشكل أو آخر ، والكاتب متقمص جيد للشخصيات.

لم يكن صنع الله من حرافيش محفوظ كباقية أدباء الستينات الذين كانوا يلتفوا حول الكاتب الكبير فى مقهى ريش ، فلم يكن صنع الله من هواة المقاهى ، ووصف أدب الستينات بـ “الأدب الملتزم ، فكل كاتب كان له قضية ولم يكونوا ينتمون للأبراج العاجية .

وعن فترة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر قال إن رغم الإصلاحات الاجتماعية ولكن كان هناك قمع بوليسى ، وهذا أثر على الكتاب وجعلهم يبتعدون عن الموضوعات الشائكة ويبحثون عن قضايا أخرى .

وأشار صنع الله إلى أن المعارضين لم يقفوا أمام نظام عبد الناصر لأنه كان يمثل الأحلام الكبرى للشعب فيما يتعلق بالاستقلال والتصنيع والعدالة الاجتماعية ، والتفكير المنطقي آنذاك أن تقف مع النظام وسط المؤامرات الأمريكية والسعودية والإخوانية ، كما أنه لم يكن هناك بديلا فنظام عبد الناصر لم يكن يسمح بأى منافس له وهكذا نظام السيسى الآن .

وعن رفضه لجائزة الدولة فى عهد الرئيس المخلوع حسنى مبارك قال : رفضت الجائزة لأن الوضع لم يكن يحتمل ، وأردت أن أوصل رسالة بذلك ، قصدت إحراج النظام ، و أن أوضح لهم أن المعارضة ترفض الإغراء المالى ، مشيرًا إلى أن رد فعل النظام على هذة الواقعة كان دلالة لضعفه ، وليس نوعًا ما من أنواع الديمقراطية، كما أدعى الفنان فاروق حسني وزير الثقافة الأسبق.

وعن حالة الإحباط العامة ، قال أنها طبيعية أمام كل التضحيات التى بذلت فى ٢٥ يناير ،و لم نرى اى تغيير ، ولكن الناس الآن أكثر وعيا، وأصبح الإعلام المتلون مكشوفا ، ومحاولة شغل الناس بقضايا ثانوية لإلهائهم عن القضايا الكبرى لم تعد تجدى .

وأضاف : “٣٠ يونيو كانت بالفعل استكمالا لانتفاضة ٢٥ يناير، ثم اتضح بعد ذلك في السنتين الأخريتين أن النظام الجديد هو نفسه النظام القديم الذي يحكم ويدير .

وانتقد الروائى الدكتور محمد البرادعى قائلا أنهقدم مظلة لأمريكا لدخول العراق ، متسائلا :هو ظهر فجأة واختفى فجأة ، فهل سيقود الجماهير من فيينا.

وعن فترة الرئيس عبد الفتاح السيسى قال صنع الله : لا يوجد اى تغيير والسيسى مهدد، ولا يمكن ان نظل خاضعين لصندوق النقد الدولى ونفوذ الشركات الأجنبية والظروف الاقتصادية العسيرة.

وعودة لمشروعه الروائى ، قال إن منذ روايته الأولى “فى تلك الرائحة” وقد اعتمد على الخط التجريبى فى السرد ، و قد استغرقت منه ” نجمة أغسطس ” 7 أعواما ، و عندما رسم برواز أبيض داخل روايته “ذات ” قدم النقاد قراءات وتفسيرات لهذا البرواز ، ولكنه أكد مازحا أنه لم يقصد من ورائه شيئا ، متذكرا الكاتب التشيكوسلوفاكي الذى أصدر كتاب كل صفحاته بيضاء وعمل النقاد دراسات عنه وقالوا أنه يحمل رسالة عظيمة ! .

وأشار أن رواية ” برلين 69 ” كانت أهم نتاج الفترة التى قضاها فى ألمانيا ، التى أعادت أيضا اكتشافه للفن الكلاسيكى ، ومكنته من التعرف على ثقافة مختلفة ، واصفا أسلوب الحياة الألمانى بالمنضبط ، كما استطاع أن يعيش جوانب مختلفة للاشتراكية ،فكان يحيا 18 مليون نسمة فى ألمانيا الشرقية وقتها لم يكن هناك أحد ينام فى الشارع أو بلا عمل ، بينما عانت ألمانيا الغربية من ذلك ، وفى ذات الوقت لم يكن هناك أحد يستطيع الحديث فى المانيا الشرقية ذلك التناقض العنيف الذى يصاحب الاشتراكية عندما تطبقها الأنظمة وقد شهدنا ذلك التناقض فى عهد عبد الناصر.

وأعرب قائلا أن التاريخ لا يصدق ، المؤرخون كان يتم شرائهم ، لذا لا يجب ان نتعامل معه كمسلمات وعلينا بإعمال الفهم ككتاب للرواية التاريخية .

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل