المحتوى الرئيسى

من الصحافة المصرية

10/28 00:32

وسواء كان ما جرى، من خلال اختراق أو فساد، فإننا أمام أحداث جديدة من نوعها على المجتمع المصري، لم يكن يعهدها من قبل، ذلك أنه في ما يتعلّق بالأولى، لم يكن الأمر يتعدّى أبداً محاولات تهريب مساجين حين ترحيلهم من المحكمة إلى السجن، ذلك أنهم ما داموا قد وصلوا إلى السجن أصبح من المستحيل مجرد التفكير في مخططات من هذا القبيل، أما مسألة الاغتيالات فلم تكن تتعدى أيضاً الأشخاص المدنيين، ذلك أنهم كانوا معلومي العناوين والتنقّلات، سواء في ما يتعلّق بالمنزل أو العمل، لذا فإن هذا التطور في التفكير، والذى نتج من تطوّر في الفساد أو الاختراق، هو القضية الأساسية التي يجب أن تشغلنا.

الأسئلة التي تطرح نفسها إذن هي، كيف وصل مجتمعنا إلى ما وصل إليه من هذه الحالة أو تلك؟ لماذا أصبح من يحمينا مستهدفاً داخل الوطن؟ لماذا أصبحنا نتعامل مع مثل هذه الأحداث على أنها أمور طبيعية، أو أنها عنف متبادل، أو اعتبارها ضمن الجرائم والأحداث اليومية، على الرغم من خطورتها، ليس على الأمن العام فقط، وإنما على الأمن القومي ككل؟ ماذا ننتظر حتى يُمكن استشعار تبعات ذلك الذي يجري على المديين القريب والبعيد معاً، في كل المجالات من دون استثناء؟

(عبد الناصر سلامة ـ «المصري اليوم»)

من الإشارات الخطرة اغتيال قائد عسكري كبير أمام منزله، وهذه نقلة نوعية في الحرب مع الإرهاب بالنظر إلى دوره في هدم الأنفاق بسيناء.

مثل هذا الاستهداف قد تلحقه عمليات مُشابهة لضرب الروح المعنوية للمُقاتلين والمواطنين معاً في أجواء أزمة مُستحكمة.

القضية تتجاوز إجراءات التأمين الضرورية إلى إعادة النظر في استراتيجية الحرب على الإرهاب.

لماذا عاد بقوة من جديد يضرب في سيناء وعلى تخوم العاصمة؟

هناك كلام كثير عن شمول المُواجهة على جميع الأصعدة، لكن الأفعال تخذل التعهّدات، فلا جرى إصلاح في الخطاب الديني، ولا بادر مُثقّفون ومُبدعون بطرح ما لديهم من رؤى بالفكر أو الفن، فالمجال العام مُغلق وعلى أبوابه متاريس خوف، والبيئة العامة مسمومة بحملات التحريض على حرية الفكر والتعبير والحق في الاختلاف.

وهناك كلام كثير آخر عن ضرورات التوازن بين الأمن والحرية لا تسنده أي سياسات تمنع تغول الأولى على الحياة العامة وتسمح للثانية بالتنفس السياسي.

لواء الإرهاب لا لواء الثورة

المنطق الذي يُبرّر به البعض الجريمة بالقول إن السلطة تُصفّي خصومها خارج نطاق القانون وما حدث رد فعل هو أيضاً منطق معلول، فإذا كنت ثورياً ومُناضلاً من أجل دولة القانون فلا تسمح لنفسك بممارسة ما يفعله خصمك وتدينه، تسقط كل المبررات التي تدعو لعسكرة المجتمع وحمل السلاح وإشعال حرب أهلية بين المصريين.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل