المحتوى الرئيسى

عودة الرومانسية إلى ملاعب الكرة | المصري اليوم

10/27 23:18

سهل جداً أن يقف أحدنا أو يجلس أو يكتب أو يصرخ مطالباً بعودة الجماهير إلى ملاعب الكرة.. وهذا الذى سيطالب بعودة الجماهير سيسهل عليه أيضاً أن يستعين بكلام الأغانى وقصائد الشعر ورومانسية الحروف فيطيل الحديث عن الملاعب المهجورة الحزينة والمدرجات التى اشتاقت لأصحابها وعشاقها.. أو يجوز لصاحب هذه الدعوة ممارسة الأسى والبكاء الحقيقى أو الزائف عن الذين دفعوا الثمن من استقرار بيوتهم نتيجة غياب الجماهير عن الملاعب.. ومن الممكن جدا الاكتفاء بذلك دون ضرورة الحديث عن الأسباب التى أدت لهذا الغياب، وهل لاتزال حاضرة حتى لو لم تكن ظاهرة.. من الممكن أيضاً عدم مصارحة الجميع بأخطائهم وهل بإمكانهم إصلاحها وتغيير أفكارهم ومناهجهم حيث الأسهل والأجمل هو تجاهل كل ذلك، والشروع فى هذه الدعوة الحماسية لعودة الجماهير للملاعب مع عبارة شديدة الرقة والعذوبة هى عودة الحياة والروح لكرة القدم المصرية..

وغالباً تزداد هذه الدعاوى ويعلو صوت أصحابها بعد كل مباراة قومية وحماسية امتلأت فيها المدرجات بالعشاق.. مثل مباراة الزمالك وصن داونز فى النهائى الأفريقى.. ومثلما سيحدث بعد مباراة منتخب مصر مع غانا قريباً جداً.. ويمسك كثيرون بصور لهذه الجماهير الرائعة ويرفعونها عالياً فى وجوه الجميع كدليل على أن الجماهير يمكن أن ترجع دون أى أذى أو ضرر.. ويتعمد هؤلاء تجاهل حقيقة فى غاية البساطة هى أنه لا خوف من المباريات التى لا يتلاقى فيها جمهوران كل منهما مسكون بالتوتر والغضب والاستعداد المسبق للعنف والانفجار.. فهناك فارق كبير جداً بين جمهور الزمالك أو الأهلى فى مباراة أفريقية يجلس هذا الجمهور يشاهدها فى المدرجات دون أى استفزازات أو هتافات معادية لأطراف أخرى.. ونفس هذا الجمهور حين يجلس معه فى المدرجات جمهور آخر.. فالستون ألف عاشق زملكاوى فى النهائى الأفريقى كانوا رائعين بالفعل دون أى خطأ أو تجاوز واحد..

لكن الستين شخصاً الذين حضروا مباراة طنطا والاتحاد السكندرى، أمس الأول، كانوا قادرين على إشعال حريق تم إخماده بمحاضر متبادلة فى أقسام الشرطة بمدينة طنطا.. وأن ستين آخرين من مشجعى وموظفى المقاولون العرب كادوا يفسدون مباراة المقاولون والشرقية أيضاً أمس الأول.. ولا يرى معظمنا ذلك أو يتوقفون أمامه.. فالمهم أن تعود الجماهير، ولابد أن يسكت كل من يريد ضمانات لعدم تكرار المآسى ووقوع الكوارث مرة أخرى.. لابد أن يسكت كل من يطالب بكثير من التغيير أولاً، سواء كان تغييراً فى سياسات الأمن أو الإعلام أو الجمهور.. المهم أن تعود الجماهير مهما كان الثمن أو كانت النتيجة.. ولست بالمناسبة ضد عودة الجماهير بل أريد فتح أبواب

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل