المحتوى الرئيسى

مدارس الحكومة: الصيانة «خارج المنهج» (ملف) | المصري اليوم

10/27 22:13

شارف الشهر الأول من العام الدراسى على الانتهاء، وما زالت صيانة المدارس مستمرة، لتثبت فشل خطط وزارة التربية والتعليم فى حل الأزمة المتكررة، كل عام، بلا انقطاع.

الدكتور الهلالى الشربينى، وزير التعليم، لم يتخيل أن يكون استمرار أعمال الصيانة عائقا أمام جولاته، حيث شهدت الجولة الأولى له فى أول أيام الدراسة حالة من الارتباك، وفوجئ بعدم وجود طابور الصباح بمدرسة المعادى الثانوية- بنات، والتى كان من المقرر أن يحضر طابور الصباح بها، وأنها لا تزال فى مرحلة الصيانة، كما أن فناء المدرسة غير مجهز لإقامة الطابور الصباحى، وقرر تغيير مسار جولته ليتوجه لمدرسة كلية النصر، وهو ما دفعه لتعنيف فاطمة خضر، مدير مديرية التربية والتعليم، بمحافظة القاهرة، بسبب الإحراج الذى تعرض له قائلا لها: «إزاى تحطى مدرسة فى الصيانة ضمن الجولة».

سقوط مراوح على رؤوس الطلاب.. حمامات غير آدمية.. أسقف من الأبلكاش.. وشروخ ومقاعد غير مؤهلة أبرز اللقطات التى ظهرت بقوة فى الأيام الأولى من بدء العام الدراسى، على الرغم من إعلان وزارة التربية والتعليم إنهاء أعمال الصيانة البسيطة للمدارس.

«المصرى اليوم» ترصد، من خلال هذا الملف، الأوضاع المتردية لمدارس مصر بمختلف المحافظات، واستمرار أعمال الصيانة، خلال اليوم الدراسى.

تعانى محافظة القاهرة مشاكل متعددة فى التعليم الأساسى، لا سيما المتعلق بالكثافة وبناء وصيانة المدارس، وعدم جاهزية 81 مدرسة لاستقبال طلابها، بسبب إجراء صيانة لها خلال اليوم الدراسى، الأمر الذى تسبب فى استياء أولياء أمور وتلاميذ تلك المدارس، بسبب نقلهم إلى أماكن أخرى بعيدة عنهم، فترة ثانية حتى انتهاء أعمال البناء والإصلاحات.

واشتكى أولياء أمور تلك المدارس من عدم إجراء ما يلزم للمدارس واستعدادها للدراسة خلال فترة الإجازة السنوية، متهمين القائمين على العملية التعليمية بالإهمال وعدم مراعاة أوضاع أبنائهم، مؤكدين أن بعد مسافات المدارس البديلة، والفترة المسائية يؤثران سلبا على مستوى أبنائهم ويكلفانهم مجهودا ماديا وبدنيا، بجانب التشتيت الذهنى، مطالبين بسرعة إصلاح مدارس أبنائهم وفتحها أمامهم للدراسة فى أقرب وقت ممكن.المزيد

أكد أحمد شوقى من شباب بركة السبع أن ارتفاع كثافة الفصول وعدم وجود مقاعد تكفى، أبرز الظواهر السلبية فى المحافظة، وأضاف أن أعمال الصيانة لا تكتمل بعدد من المدارس لقلة المبالغ المالية التى تخصص لصيانة كل مدرسة، بالإضافة إلى سوء حال المدارس المؤجرة بالمحافظة منذ عشرات السنين والتى تقدم الموت بدلا من العلم لأطفالنا لأنها لا تخضع لعمليات الصيانة لكونها غير تابعة للأبنية التعليمية بالرغم من كونها متهالكة وآيلة للسقوط.

وأوضح شوقى أن مدرسة كفر الحمادية الإعدادية بها شروخ بالجدران وحال قيام رئيس المدينة بجولة على المدارس فى بداية العام الدراسى قام بمشاهدة الشروخ وتهديدها للأطفال ووعد بالتحدث مع وكيل وزارة التربية والتعليم لترميمها ولم يحدث شىء حتى الآن، مشيرا إلى أن مدرسة عبدالعال حلمى الابتدائية ببركة السبع تم عمل الصيانة لنصف المدرسة دون الباقى وعدم تركيب الشبابيك والأبواب للجزء الذى تم به الصيانة.المزيد

رغم بدء العام الدراسى فى القليوبية إلا أن العملية التعليمية لم تستقر حتى الآن فى بعض مدارس المحافظة بسبب أعمال الصيانة ونقل طلاب ودمجهم فى مدارس أخرى، حيث إن المدارس مازالت توجد بها صيانة، بالإضافة إلى وجود مدارس غير مؤهلة للتدريس بها وآيلة للسقوط، كما أنها صادر لها قرارات إزالة وإحلال تجديد ولكن لم تفعّل.

ففى كفر شكر نجد مدرسة البنا الإعدادية المهنية بشارع قصر الثقافة حيث أكد الأهالى أن المدرسة آيلة للسقوط وغير صالحة لاستقبال الطلاب، رغم أن الإدارة تنفق آلاف الجنيهات على ترميمها ولكن المدرسة لا تصلح. يقول أسامة «ز» من الأهالى، إن المدرسة المهنية فى كفر شكر عمرها أكثر 100 عاما ورغم ذلك فإن المدرسة لم يتم إحلالها وبناؤها من جديد.

وقال مدرس بالمدرسة رفض ذكر اسمه، إن مديرية التعليم بالقليوبية تنفق سنويا على المدرسة 100 ألف جنيه ترميمات وهمية بها حيث يقوم المقاول بإجراء عمليات دهان على الأسوار والبوابة وواجهة المدرسة من الخارج فقط، بينما المقاعد الموجودة بالفصول لا تصلح للجلوس عليها، وأضاف أن سلم المدرسة آيل للسقوط فهو مبنى بطريق الدرجات وليس خرسانيا والطلاب حياتهم فى خطر. وأوضح رمضان عيسى أن مبنى مدرسة البنا الإعدادية عبارة عن فيلا سكنية من الطراز القديم مر على إنشائها أكثر من 100 عام، ولحقت بها تشققات وتصدعات ما حوّلها إلى كابوس مرعب وصداع فى رؤوس أهالى الطلاب الذين يتخوفون من سماع خبر انهيار المدرسة فى أى لحظة.المزيد

كشف مسؤولون بالتربية والتعليم فى مدارس متهالكة بمحافظة المنيا، حدوث حالة من الارتباك داخل 106 مدارس متنوعة على مستوى المحافظة، داخل المدن والقرى، بسبب أعمال الصيانة المتكاملة، التى أدت إلى تقسيم المدرسة إلى قسمين، الأول للتدريس والثانى للصيانة. مؤكدين أن الأسباب الحقيقية للارتباك الصيانة خلال العام الدراسى، وتأخر صرف الاعتماد البالغ قيمته 27 مليون جنيه.

كما كشف مسؤولون بتعليم مغاغة وجود مدرستين إحداهما حكومية، باسم المدرسة الخيرية الإسلامية الإعدادية بمدينة مغاغة، والثانية خاصة، باسم مدرسة الفتح بمدينة مغاغة، داخل مبنى واحد متهالك، ومهدد بالانهيار، بمدينة مغاغة، مما أدى لحدوث ارتباك وتهديد صحة التلاميذ، والطلاب بالخطر خلال العملية التعليمية. ويضم المبنى طابقا أرضيا وأول علوى، كمقر للمدرسة الحكومى، بعدد 17 فصلا دراسيا، وفى الطابق الثانى العلوى، عدد 12 فصلا دراسيا، كمدرسة خاصة. ودوره مياه بالطابق الأرضى، متهالكة وتهدد صحة التلاميذ والطلاب بالخطر.المزيد

لا يخفى على أحد الحالة المتردية التى وصلت إليها مدارس محافظة الجيزة، من مدارس بلا أسوار، إلى فصول بلا «مقاعد» أو مدرسين، إلى دورات مياه لا تعمل، ومعامل بلا أجهزة، وصولاً إلى حوائط قابلة للسقوط على رؤوس من فيها من طلاب ومدرسين.

«المصرى اليوم» حصلت على دراسة لأحوال المدارس بمحافظة الجيزة، وما تحتاج إليه من أعمال صيانة، والمتطلبات التى تحتاجها هذه المدارس لتتمكن من تقديم خدمة تعليمية جيدة، وعدد وأسماء المدارس الداهمة الخطورة، والمدارس التى سيتم عمل صيانة لها ضمن موازنة 2016-2017، بالرغم من بدء العام الدراسى.

بالنسبة للمدارس الداهمة الخطورة، التى تمثل خطرا على حياة الطلاب والمدرسين والعاملين بها، وصل عدد هذه المدارس إلى 40 مدرسة بالمحافظة موزعة على أحياء وقرى ومراكز المحافظة، وتوجد أكثر من شركة تعمل حالياً على صيانة هذه المدارس، لضمان الانتهاء منها وتسليمها للمديرية فى أقرب وقت ممكن، وعلى الرغم من تقارب مواعيد تسليم هذه المدارس للمديرية بعد الانتهاء من أعمال الصيانة والترميم بها، والتى كان من المفترض أن يكون الموعد الأقصى لتسليم آخر مدرسة منها هو الثانى من شهر يونيو الماضى، إلا أنه لم يتم تسليم أى منها حتى الآن.المزيد

تعانى مدرسة الحمودى الابتدائية للتعليم الأساسى بجزيرة الحمودى بمركز الوقف من تهالك حوائطها وقدمها، وبها دورات مياه قديمة وغير صالحة للاستخدام الآدمى، إضافة إلى سقفها الضعيف المبنى من العروق الخشبية وقطع الأبلكاش ما يهدد حياة التلاميذ ويعرضهم للخطر فى أى وقت دون تحرك من قبل المسؤولين رغم تقديم شكاوى من قبل أولياء الأمور والتبرع بقطعة أرض مساحتها 12 قيراطا لبناء مدرسة بديلة لكن بلا جدوى.المزيد

شكلت 11 مدرسة بالسويس خطورة شديدة على تلاميذها والمدرسين العاملين بها بسبب سوء حالتها الآيلة للسقوط وهو ما دفع الهيئة الهندسية للجيش الثالث الميدانى بالاشتراك مع الأبنية التعليمية بإعادة ترميم وصيانة هذه المدارس،

وكانت مديرية التربية والتعليم بالسويس أعلنت عن إتمام تنفيذ قرار الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بالتعاون مع الهيئة العامة للأبنية التعليمية والخاص بضرورة الإخلاء الفورى لعدد 15 مدرسة من مدارس المحافظة والتى صنفت حالتها بذات الخطورة الداهمة وبعد مناقشة القرار مع المديرية تبين احتياج 11 مدرسة فقط للإخلاء تمثل أبنيتها خطورة داهمة على أرواح الطلاب بعد إيجاد حلول بديلة لعدد 4 مدارس تابعة لإدارة جنوب التعليمية.المزيد

رغم بدء العام الدراسى منذ أكثر من أسبوعين إلا أن أعمال صيانة أبنية المدارس مازالت مستمرة بالعديد منها، ما يهدد بحدوث كوارث للطلاب إضافة لتعطيلهم عن الدراسة، وبالرغم من وعود المسؤولين بالتربية والتعليم بالمحافظة، وعلى رأسهم الدكتورة منى مصطفى يحيى، وكيل وزارة التربية والتعليم السابقة، التى تم نقلها لديوان الوزارة منذ عدة أسابيع، بأنه تم الانتهاء من حل جميع مشكلات أبنية المدارس بالمحافظة، إلا أن الواقع يؤكد عكس ذلك، حيث ما زالت 17 مدرسة بعدد من مراكز المحافظة تحتاج للصيانة والترميم حتى تدخل الخدمة بشكل مطمئن ومريح للطلاب وأولياء أمورهم.

وكشف مصدر مسؤول بمديرية تعليم كفر الشيخ أن عدد المدارس بالمحافظة يبلغ 2044 مدرسة عقب إضافة 5 مدارس جديدة هذا العام وأنه تم صيانة وترميم 29 مدرسة وعودتها للخدمة من إجمالى 46، ليتبقى بذلك 17 مدرسة مازالت تحتاج إلى الترميم والصيانة.المزيد

قال اللواء يسرى عبدالله، مدير الهيئة العامة للأبنية التعليمية إنه لا دخل لوزارة التربية والتعليم بأزمة صيانة المدارس التى تتكرر كل عام، وتقع المسؤولية على عاتق المديريات التعليمية والمحافظين لوجود ميزانية مخصصة لهم للصيانة السنوية للمدارس. وأضاف سالم فى حواره لــ«المصرى اليوم» أن المشروع القومى لبناء المدارس بالتعاون مع القطاع الخاص يستهدف بناء 100 ألف فصل لتقليل الكثافات العالية بالفصول.. وإلى نص الحوار:

■ فى البداية ما هو عدد المدارس التى دخلت الخدمة هذا العام، وكم عدد الفصول بها، وكم تبلغ تكلفتها؟

- وفقا لخطة 2015- 2016 فإنه تم تسليم 578 مدرسة بإجمالى 8420 فصلا دراسيا، وبالنسبة للعام الجارى فإن إجمالى عدد المشروعات المسندة 15164 فصلا دراسيا، وتم تسليم 122 مدرسة بإجمالى 1653 فصلا، وجار استكمال باقى خطة العام الجديد، وجميع المدارس التى دخلت الخدمة هذا العام متوقفة على توصيل المرافق «مياه وصرف وكهرباء» من قبل الوحدات المحلية، حيث ينتهى دور الهيئة العامة للأبنية التعليمية على إنهاء كافة الأعمال داخل سور المدرسة، وتبلغ تكلفة إنشاء المدرسة من 5 ـ 7 ملايين جنيه طبقا لنموذج كل مدرسة.

■ كم تبلغ ميزانية الهيئة الخاصة بصيانة المدارس؟

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل