المحتوى الرئيسى

«الكساد الكبير»| الرأسمالية ليست في أزمة.. الرأسمالية هي الأزمة

10/27 21:50

كيف تفجرت الأزمة الاقتصادية الشهيرة في 2008؟ كيف حدث هذا الكساد الذي ضرب سوق العقارات في العالم كله؟ السينما هنا تلعب دورا رائعا وتجيب عن ذلك.

فيلم The Big Short "الكساد الكبير" أو "العجز الكبير"، من إنتاج 2015، يتتبع بداية انهيار الأسواق العالمية عبر قصة حقيقية لأربعة من المستثمرين الذين قرأوا السوق مبكرا وتنبأوا بما سيحدث وحققوا أرباحا خيالية فيما انهار الجميع دونهم.

الفيلم من بطولة كريستيان بيل وستيف كارل ورايان جوسلينغ وبراد بيت، ومن إنتاج الأخير، وإخراج آدم مكاي، الذي كتب السيناريو أيضا وحصل على جائزة الأوسكار لأفضل "سيناريو مقتبس".

قصة الفيلم باختصار هي أن مايكل بوري، الذي يلعب دوره كريستيان بيل، وهو صاحب شركة استثمار يستنتج أن هناك خلل في سوق العقارات سيؤدي إلى انهياره بالكامل، فيخطط للمضاربة ضد هذا السوق. و"بوري" ليس وحدة الذي يكتشف ذلك، فلدينا أيضا المستثمر الشاب جاريد فينيت الذي يؤدي دوره ريان جوسلينج، وبراد بيت في دور بين ريكريت، وستيف كارل في دور مارك بوم.

قلة من الأفراد لا يتعدى عددهم أصابع اليد الواحد تتسبب في انهيار اقتصاد علامي عابر للقارات، هكذا هي الصورة في السوق الرأسمالية، أن مضاربة تافهة في وول ستريد يمكنها أن تشرد الملايين في إفرقيا.

كيف حدث ذلك؟ الأزمة بدأت تحديدا منذ بداية عام 2006 بسبب العجز عن سداد القروض العقارية، أدى ذلك إلى بيع الممتلكات قبل أن تصادرها البنوك التي فعلت ذلك ايضا، سبب ذلك خللا في سوق العرض والطلب، فانخفضت الأسعار، وزادت الديون وانسحب ذلك على أغلب دول العالم تقريبا.

أبطال الفيلم الأربعة استفادوا من هذا الوضع كثيرا، لأنهم ضاربوا ضد الرهنيات أو القروض، وعندما انهارات الأخيرة جمعوا هم الكثير والكثير.

كيف قدم الفيلم هذه القضية الاقتصادية المعقدة؟ لا شك أن العمل وقع في فخ "التخصص" في أوقات ما لكن المخرج آدم مكاي كانت له حيله لتخطي ذلك، فنرى كثيرا جاريد فينيت يخاطب الكاميرا، وهي طريقة واقعية لكن الهدف منها إشراك وتبنيه المتفرج، لكي لا يتوه وسط الأرقام ومداولات البورصة.

بالنسبة للشخصيات، لدينا البارع كريستيان بيل في ظهور هادئ لكنه متقن، فبوري يأكل ويشرب وينام في شكرته، يتابع تطورات السوق ويقتنص أي فرصة، هو شخص حاد الذكاء في هيئة طريفة لمستثمر يرتدي تي شيرت وشورت وشبشب ويكون علامة على طريق انهيار الاقتصاد في العالم.

ريان جوسلينج في دور كوميدي خفيف يجذب المشاهدين، وبراد بيت في هيئة هادئة للغاية، وستيف كارل في شخصية متوترة، كل هؤلاء يشكلون المحاور الأربعة للفيلم، ونتتبع فيما بينهما الأسواق وهي تصعد وتهبط ثم تنهار فتنهار فتنهار.

نرشح لك

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل