المحتوى الرئيسى

سمير البحيري يكتب: 11 /11 لا جدوى منها ولا بها! | ساسة بوست

10/27 16:22

منذ 1 دقيقة، 27 أكتوبر,2016

جار الترويج والتعبئة  لنزول الشعب إلى الشوارع 11 / 11 / 2016 المقبل تحت مسمى (ثورة الغلابة) وحقيقةً هذا أمر متوقع وممكن حدوثه في ظل الأوضاع المتردية على مستوى معيشة الفرد، لكن مع إيماننا القاطع بأن النظام الحالي فشل في حل أغلب مشكلات المجتمع المصري، إلا أن النزول وإثارة البلبلة والفوضى في ظل الوضع الذي نحياه الآن أمر معقد ومرفوض، وقد يتفاقم الوضع الاجتماعي أكثر مما هو عليه الآن، خاصة أن المجتمع في وضع هش لن يتحمل ثانية مثل هذه الأمور التي تضر بالاقتصاد ضررًا بليغًا، وينعكس هذا بدوره على الرجل الغلبان الذي ينوي أن يثور مرة أخرى ولا تنعكس على كبار القوم، بل هم المستفيدون في النهاية فهم لا يتأثرون بأزمات السكر والبنزين ورغيف الخبز والغاز واللحم والشاي…إلخ، حيث يتم نقلها إلى بيوتهم وفيلاتهم في سيارات الحكومة بالأطنان!

وإذا وقع هذا الأمر سيكون المسئول الأول والأخير هو النظام الحالي، لأنه فشل في اقتحام أوكار اللصوص ممن يتاجرون بقوت الشعب ويصدرون الأزمات للغلابة يوميًّا، كما أنه فشل في تفكيك مراكز القوى الموجودة في السلطة، خاصة الأجهزة السيادية وعدم المساس بها، في الوقت الذي لم يلتفت فيه إلى رجل الشارع العادي الذي لا يعنيه تفريعة قناة السويس الجديدة ولا خط سكك حديد جديد، أو تعبيد طرق أو شق ترع جديدة…إلخ، بل ما يعنيه قوت يومه وكيفية تدبير أموره حياةً وبيتًا، والحفاظ على أولاده وتعليمهم بما يتسق وطموحاته مثله مثل الغير ممن ينهبون قوته ويطلق عليهم (وجهاء المجتمع وعالية القوم)، هذا ما يفكر فيه الفرد تحديدًا ولم ينتبه له النظام الحالي، أو أنه يعرف خطورة الوضع ولا يهتم.

ونقول ربما تكون الثورة أداة للتغيير، لكنها في الوقت الحالي لن تكون أداة للتغيير بل (أداة للتدمير) فمن يريد أن يثور لا بد أن يثور وهو يعلم أنه قادر على اتخاذ الخطوات التي تلي هدوء الأوضاع وعودة الشعب إلى ثكناته بعد أن قام بالتغيير المأمول، وهذا يحتاج لقائد أو قيادة مشتركة، وهو غير متوافر ولن يسمح بوجوده أصلا في ظل وجود شعب غير مدرك وغير واع لكيفية التغيير، ولهذا فشلت ثورة 25 يناير فشلًا ذريعًا؛ لأنها بقيت بلا قائد فاندثرت وطويت ضمن صفحات أخرى طواها التاريخ.

أما من يريد التغيير فعليه أن يتشبث فقط بحقه في التوجه لصناديق الاقتراع واختيار من يمثله بشكل صحيح، ليقوده في المستقبل ويضع كل طموحاته وآماله على طاولته، وإن تقاعس عن تنفيذ النسبة الأدنى من هذه المطالب فعليه انتخاب غيره.

قد يكون الجميع محبطا بعد الأحداث التي مرت بها مصر منذ 25 يناير 2011، لكن هذا الإحباط مصدره الوحيد هو الشعب نفسه الذي لم يحسن الاختيار، وعليه أن يتحمل تبعات اختياراته، أو يواصل صبره ويبلع لسانه ويسكت ولا يلومن إلا نفسه فقط، أما ثورة الغلابة في 11/11 التي يروجون لها فلا جدوى منها ولا بها، بل ستزيد الأمر سوءًا وتعقيدًا.

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل