المحتوى الرئيسى

مقعد سوريا "المجمد" يعمق التوتر بين القاهرة والرياض

10/27 13:47

تدور داخل أروقة جامعة الدولة العربية، رحى معركة دبلوماسية شرسة بين مصر والسعودية حول مساعي القاهرة؛ لاستعادة نظام بشار الأسد، مقعده المجمد داخل الجامعة، بقرار من مجلس وزراء الخارجية العام نهاية عام 2011 بعد تصاعد آلة القمع للنظام السوري ضد ثورة شعبه المطالبة بالحرية.

وتقود مصر في ظل توتر علاقتها مع المملكة العربية السعودية، اتجاهًا لإعادة النظام السوري؛ لشغل مقعده بالجامعة العربية، متذرعة بأن عودة دمشق قد تعطي الدول العربية فرصة لإقناع النظام بالانخراط في حل سياسي للأزمة، والتعاطي الإيجابي مع جهود فرض هدنة علي جميع الفرقاء.

وأصرت مصر، على طرح هذا الأمر بشكل علني داخل أروقة الجامعة العربية، حيث ترددت أنباء عن قرب استعادة نظام الأسد لمقعده، مؤكدة أن الأمر يحظي بدعم دول عربية من بينها الجزائر وسلطنة عمان والأردن ولبنان والعراق؛ وهو أمر أغضب الرياض بشدة، ودفع الجامعة لإصدار بيان نفت فيه وجود أي اتجاه لاستعادة النظام السوري لمقعده داخل الجماعة العربية.

لوحت السعودية بحسب مصادر دبلوماسية بمواقف حادة ضد الجامعة؛ حال اتخاذ هذا القرار بدون العودة لمجلس جامعة الدولة العربية، مبلغة عبر القنوات الدبلوماسية الأمين العام للجماعة العربية أحمد أبو الغيط، برفضه التام لاتخاذ قرار بهذا الصدد دون العودة إلى مجلس الجامعة العربية، الذي أصدر قرار التجميد في نهاية عام 2011.

وأفادت المصادر، أن القاهرة رددت هذا الأمر في دوائر الجامعة العربية كنوع من المكايدة السياسية في الرياض؛ في ظل الأزمة التي تحكم علاقات البلدين؛ منذ قيام الرياض بمنع تزويد مصر بالوقود خلال شهر أكتوبر الحالي، وعدم وضوح الرؤية بشأن استمرار شركة "أرامكو" في بتزويد مصر باحتياجاتها، وهو الأمر الذي دفع بموقف حاد من الرياض التي تعد الداعم الأول للجامعة العربية، وحجر الزاوية في اتخاذ أي مواقف سياسية لبيت العرب من مجمل التطورات الإقليمية والدولية.

وتستند القاهرة في موقفها الداعم لاستعادة النظام السوري مقعده بالجماعة العربية لما تعتبره مصلحة عليا للشعب السوري، فوجود سوريا داخل الجامعة سيتيح للدول العربية فرصة لزيادة الضغوط لوقف الحرب وإعطاء فرصة للتسوية السياسية للمأساة السورية التي تقترب من دخول عامها السادس.

ومن جانبه أكد السفير هاني خلاف، مساعد وزير الخارجية الأسبق ومندوب مصر في الجامعة، تأييده لاستعادة النظام السوري مقعده في الجامعة العربية، واصفًا قرار التجميد بأنه موقف خاطئ، تسبب في عدم وجود متحدث باسم الحكومة السورية في الجامعة، وهو ما أدي إلى اتخاذها قرارات أحادية الجانب بشان الأزمة السورية.

 وأضاف خلاف، في تصريحات خاصة لـ"المصريون"، أن إعادة العضوية للمندوب السوري تعني بدء التواصل الفعلي بين الدول العربية والجانب السوري، مؤكدًا عدم قبول قطر والسعودية والإمارات لإعادة عضوية سوريا، وأن قرار الإعادة مخالف لميثاق جامعة الدول العربية الذي ينص في مواده الثانية والسابعة على عدم أحقية التدخل في شئون الحكم في أي دولة.

وأشار إلى أن الفرق في التناول السعودي والمصري في الأزمة السورية جوهري، فالسعودية تريد الإطاحة بنظام بشار دون أن تعرف من هو البديل له، ومصر تريد بقاءه حفاظًا علي الدول السورية ومؤسساتها.

وعن السيناريو المحتمل للأزمة بين البلدين، أكد مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن الاختلاف بين البلدين بشأن سوريا لا يجب أن يخلق أزمة بينهما؛ لأنه ليس اختلافًا جوهريًا في العلاقات الإستراتيجية بينهما التي تحكمها مصالح مشتركة.

بدوره أكد السفير معصوم مرزوق، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن موقف مصر من الأزمة السورية لا يعني الدفاع عن نظام بشار الأسد، حيث تدافع عن دولة وهناك فرق بين النظام عن دولة والدفاع عن نظام سياسي.

وقال مرزوق لـ"المصريون"، إن الأزمة بين السعودية ومصر بشأن الأزمة السورية يرجع إلى أن السعودية تسير وفقًا لنظرية الكفيل، ولا تقبل من أي دول عربية إلا الانصياع الكامل لرغباتها، مشيرًا إلى أن السعودية لا تعرف ما تريده الآن فقد تورطت في حرب اليمن، ودعمت بعض الجماعات المتطرفة في سوريا وتستنزف أموالها ومواردها؛ وهو ما دفع الكونجرس الأمريكي لإصدار قانون "جاستا " لمحاصرتها.

وأرجع مساعد وزير الخارجية الأسبق، الموقف السعودي من الأزمة السورية، إلى رغبتها في مواجهة التمدد الإيراني ولكن هذا لا يعني استنزاف دماء السوريين، حسب قوله، موضحًا أن موقف صانع القرار السعودي غامض، ويرتكب أخطاء إستراتيجية دولية قاتلة تهدد عرش آل سعود نفسه – حسب قوله.

وعن مستقبل العلاقات المصرية – السعودية في ضوء الأزمة السورية، أكد "مرزوق"، أن البلدين أساءا تفهم الموقف، فالسعودية أساءت فهم الموقف المصري واعتبرته أنه تحدٍ لها، وعدم انصياع لموقف الكفيل.

واستطرد أن مصر تفهمت أن الدعم المادي الكبير الذي تقدمه السعودية لها يعني تفهمًا للمواقف المصرية في المؤسسات الدولية ومن كافة القضايا والأزمات الدولية.

ونوه إلى أنه من المستحيل أن تغامر السعودية بعلاقاتها مع مصر لأنها مهددة من عدة دول منها أمريكا وإيران وإسرائيل، وفي ذات السياق لا تستطيع أن تغامر مصر بعلاقاتها بالسعودية لأسباب اقتصادية مرتبطة بالدعم المادي في المقام الأول.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل