المحتوى الرئيسى

"ختان الإناث".. حفاظ على الشرف أم أضرار صحية ونفسية؟ - أسايطة

10/27 11:38

الرئيسيه » بين الناس » تحقيقات » “ختان الإناث”.. حفاظ على الشرف أم أضرار صحية ونفسية؟

“ختان الإناث” أو” تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية”، مصطلحات تختلف بحسب السياق اللغوي المستخدم، ومصطلح تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية فهو المعتمد من قبل منظمة الصحة العالمية ، وتُعرفه الدكتورة حسناء حسن محمد، 45 عامًا، أخصائية نساء وتوليد برعاية طفل منفلوط، أنه(أي عملية تتضمن إزالة جزئية أو كلية للأعضاء التناسلية الأنثوية دون وجود سبب طبي لذلك)، ورغم صدور قانون وزارة الصحة المصرية عام 2008 بتجريم الختان في مصر إلا أنه مازال يمارس تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية باعتباره أحد الطقوس الثقافية أو الدينية.

مصر الأولي عالميا في ظاهرة الختان

تحتل مصر المركز الأول في ظاهرة  ختان الإناث طبقا لدراسات اليونيسيف عام  2015م ، ويبلغ عدد النساء التي وقع عليهن الختان في مصر 27.2 مليون أمرآه، ووصلت معدلات الختان بين الزوجات المصريات إلى 92% والمعدلات تنطبق على السيدات من عمر 15 عامًا حتى 49 عاما، وينتشر الختان بنسبة 75% في المناطق الريفية.

تقول نفسيه السيد أحمد، 50 عامًا، ربة منزل، لو تركنا البت كده هتطلع عنيها زايغه، والختان يحافظ علي عفتها وعذريتها، ويقلل من شهوتها الجنسية، وعندما تتزوج ستخلص لزوجها ولا تسرف في طلب الجنس.

وتضيف فايزة عبد العزيز، 42 عامًا، ربة منزل، ولما بناتنا تتجوز أزواجهم يقولوا علينا إيه؟، الناس يأكلوا وشنا، دى عادات وتقاليد اتربينا عليها كلنا ما ينفع نغيرها عشان الناس ما تكُلش وشنا.

وتتابع إيناس محمود، 33 عامًا، مدرسة، كنت رافضه أختن إبنتي، ولكن والدها صمم وقال ختان الإناث سُنه نبوية، وعملية تجميل للأعضاء التناسلية فإن تُركت دون قطع تكبر وتصبح فى حجم أعضاء الذكر.

وتقول عطيات حشمت، 47 عامًا، موظفة بالتأمينات، الختان ضروري للزواج والحمل، ” علشان تبقي نظيفة و خلفتها كويسة، وعملها لها عند اكبر دكتور من أجل أن أكون مطمئنة.

قتلوا طفولتي، وحفروا في ذاكرتي يوم يبكيني منذ 15 عام، بهذا الكلام بدأت أسماء.ع .م ، 26 عامًا، حاصلة علي ليسانس آداب، حديثها معي عن قصة ختانها، وقالت كنت في العاشرة من عمري، وفي اليوم المشئوم وضعت أمي الحناء في يدي وبعد أن جفت غسلت لي يدي وأحضرت لي  فستان أبيض، وقامت بتلبيسه لي بعد أن أوهمتني إننا سنذهب لفرح أحد أقاربنا، وأنا في قمة سعادتي كنت أجلس علي مصعد المنزل العب بعروستي وأمشط شعرها، وجاءت امرأة عجوز لمنزلنا ودخلت الشقة، فإذا بأمي تأخذني للداخل، فرأيت العجوز تجلس علي الأرض وتفترش قطعه من القماش وعليها زجاجه ومشرط، وأمسكني والدي لتقوم المرأة بجريمة الختان وتشويه عضوي التناسلي، ولم يكترثوا لصوتي وبكائي الشديد ليحفروا بجريمتهم يوم من أسوأ أيام عمري جعلني أكره والدي ووالدتي وأفقد الثقة بهم.

تقول الدكتورة حسناء حسن محمد، 45 عامًا، أخصائية نساء وتوليد برعاية طفل منفلوط، ينقسم الختان إلي أربعة أنواع رئيسة، النوع الأول قطع البظر وهو استئصال البظر جزئيًا أو كليًا(والبظر هو جزء حسّاس من الأعضاء التناسلية الأنثوية)، والقيام في حالات نادرة، باستئصال القلفة، وهي الطيّة الجلدية التي تحيط بالبظر، والنوع الثاني الاستئصال وهو استئصال البظر والشفرين الصغيرين جزئياً أو كلياً، مع استئصال الشفرين الكبيرين وهما “الشفتان” المحيطتان بالمهبل، والنوع الثالث الختان التخييطي تضييق الفوهة المهبلية بوضع سداد غطائي، ويتم تشكيل السداد بقطع الشفرين الداخليين، أو الخارجيين أحياناً، ووضعهما في موضع آخر، مع استئصال البظر أو عدم استئصاله، والنوع الرابع جميع الممارسات الأخرى التي تُجرى على الأعضاء التناسلية الأنثوية بدواع غير طبية، مثل وخز تلك الأعضاء وثقبها وشقّها وحكّها وكيّه.

 وأضافت أخصائية النساء والتوليد أن ممارسة الختان لا فائدة منها، ولا تجلب إلاّ الآذي وتشويه الأعضاء التناسلية، ولا يعود بأيّة منافع تُذكر، بل إنّه يلحق أضراراً بالفتيات والنساء من جوانب عديدة، فتلك الممارسة تنطوي على استئصال نسيج تناسلي أنثوي سوي وعادي وإلحاق ضرر به، كما أنّها تعرقل الوظائف الطبيعية لأجسام الفتيات والنساء.

وتتابع قائلة من المضاعفات التي قد تظهر فوراً بعد إجراء تلك الممارسة الإصابة بآلام مبرّحة، وصدمة، ونزف أو إنتان(عدوى بكتيرية)، واحتباس البول، وظهور تقرّحات مفتوحة في الموضع التناسلي، والتعرّض لإصابات في النسيج التناسلي المجاور، وقد تشمل الآثار الطويلة الأجل التعرّض، بشكل متكرّر، لأنواع العدوى التي تصيب المثانة والسبيل البولي،والإصابة بتكيسات، والإصابة بالعقم، وزيادة مخاطر التعرّض لمضاعفات أثناء الولادة ومخاطر وفاة الجنين، والحاجة إلى الخضوع لعمليات جراحية في مراحل لاحقة، فلا بدّ، مثلاً، من فتح الفوهة المهبلية التي تم سدّها أو تضييقها لتمكين المرأة من ممارسة الاتصال الجنسي أو الولادة ويتم في بعض الأحيان، سدّها عدة مرّات، بما في ذلك بعد الولادة، وبالتالي تضطر المرأة إلى الخضوع لعمليات سدّ وفتح متكرّرة ممّا يزيد من احتمال تعرّضها، بشكل متكرّر، لمخاطر فورية وطويلة الأجل على حد سواء.

 صدر قرار وزير الصحة 271 لسنة 2007، تضمن في مادته الأولى، أنه “يحظر على الأطباء وأعضاء هيئة التمريض وغيرهم إجراء أي قطع أو تسوية أو تعديل لأي جزء طبيعي من الجهاز التناسلي للأنثى (الختان)، سواء فى المستشفيات الحكومية أو غير الحكومية وغيرها من الأماكن، ويعتبر قيام أي من هؤلاء بإجراء هذه العملية مخالفًا للقوانين واللوائح المنظمة لمزاولة مهنة الطب”.

و طبقاً للمادة 241، و242 من قانون العقوبات: “يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن 3 أشهر ولا تتجاوز سنتين أو بغرامة لا تقل عن 5000 جنيه، كل من أحدث الجرح المعاقب عليه”.

 يقول الدكتور مختار مرزوق عبد الرحيم، عميد كلية أصول الدين بجامعه الأزهر، الختان لا يجب على الأنثى وتركه لا يستوجب الإثم، ولم يأت في كتاب الله ولا سنة رسوله عليه الصلاة السلام ما يثبت أنه أمر لازم، والواجب لا يكون واجباً إلا إذا كانت هناك آية قرآنية توجبه، أو حديث صح سنده و مصدره أو إجماع من الأئمة، وهذا الأمر لم يرد فيه آية ولا حديث صحيح ولم يجمع عليه العلماء، وفي الشريعة الإسلامية لا يمكن الاعتماد على شئ إلا إذا كان هناك دليل، والدليل منعدم في هذه الحالة، فإذا لم يحدث الختان بالنسبة للبنت فهذا لا يُعتبر خروجاً على الشريعة و لا مخالفة لدين الله.

القانون المصري يعتبر ختان الإناث أحد الأفعال المعاقب عليها بالمادة(240) بقانون العقوبات، وينص على العقاب بالسجن من ثلاث لخمس سنوات لكل من أحدث بغيره جرحًا أو ضربًا نشأ عنه قطع أو انفصال عضو فقد منفعته، أو نشأت عنه عاهة مستديمة يستحيل برؤها.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل