المحتوى الرئيسى

إبراهيم الأطرش: ذهبتُ إلى الرقّة لاسترجاع ديون!

10/27 10:35

تغيّرت ملامح إبراهيم قاسم الأطرش عمّا كانت تبدو قبل توقيفه في أيلول 2015. كسب ابن الـ48 عاماً الوزن داخل السّجن وعمل على تخفيف لحيته الكثّة.

ألقاب «الشيخ أبو حسن»، «إبراهيم الطرق» و «أبو معتصم»، كلها لرجل واحد يُعادل بأهميّته أخطر الإرهابيين ذائعي الصّيت. يتشابه في بداية حياته بنعيم عبّاس. هو الذي سافر إلى العراق وانضمّ إلى تنظيم «القاعدة» قبل أن يعود ويبدأ بتجنيد أشخاص قاتلوا القوّات الأميركيّة التي احتلّت العراق في عام 2003.

لم يذع صيت الأطرش بسبب انضمامه إلى «القاعدة»، بل لكونه واحداً من أهمّ تجّار الأسلحة بين لبنان وسوريا. وهي التّهمة التي حوكم بها في عام 2011.

وما إن قضى «أبو حسن» محكوميّته، حتّى خرج للانضمام إلى التنظيمات المسلّحة مع بداية الأحداث في سوريا، مستنداً على علاقاته التي «شبّكها» مع المسلّحين. ولذلك، كان من الطبيعي أن يساعد الرّجل مسيرة صديقه أمير «جبهة النصرة» في القلمون أبو مالك التلّي.

مدّ يد المساعدة إلى «الصديق أبو مالك»، تلاه تشكيل مجموعتين مسلّحتين مقرّبتين من «النصرة»، هما «جند الحقّ» و «لواء الحقّ» التي ترأسها الأطرش وضمّت العديد من أبناء عرسال الذين لمع نجمهم في عالم الإرهاب لاحقاً كعمر الأطرش وسامح البريدي ومحمّد إبراهيم الحجيري المعروف بـ «كهروب» و «نسر عرسال» وآخرين..

وكانت هذه المجموعة مسؤولة عن العديد من السيّارات المفخّخة التي دخلت من القلمون إلى لبنان عبر عرسال، كالسيّارة المفخّخة التي انفجرت في محلّة الرويس وتلك التي ضبطت في المعمورة، ومسؤوليته عن السيّارة المفخّخة التي انفجرت بناقلَيها ابن عمّه عمر الأطرش وسامح البريدي أثناء محاولتهما إدخالها إلى لبنان وتفجيرها في البقاع.

كما شاركت المجموعة التي كانت متمركزة في جرود الرهوة في معارك عرسال وقبلها بقتل النقيب في الجيش اللبناني بيار بشعلاني والرقيب الأول ابراهيم زهرمان وخطف واغتيال لبنانيين وقياديين في «الجيش السوريّ الحرّ» كالعقيد المنشقّ عبدالله الرفاعي، بالإضافة إلى إطلاق الصواريخ على بلدتي اللبوة والهرمل.

ومن «النّصرة» انتقل «أبو حسن» سريعاً إلى أحضان «داعش»، إذ يتذكّر أبناء عرسال جيّداً حينما غادر الرّجل في أواخر عام 2013 وعاد بعد أشهر طويلة ليُروى أنّه كان يقاتل إلى جانب «داعش» قبل أن يختلف معه بسبب السّلاح.

كلّ ذلك نسفه الأطرش، بالأمس. أراد أن يظهر أمام المحكمة العسكرية بمظهر «الملاك البريء». كرر مراراً أنّه لم يشارك في الحرب الأهليّة اللبنانيّة ولا انتمى إلى أحزاب، حتّى ينفي التفاصيل التي وردت في إفادته الأوليّة ب ضلوعه بعمليّات التفخيخ والقتل والخطف، مكتفياً بتهمة تجارة الأسلحة.

صحيح أنّ الكثير ممّن سبقوه إلى هذه المحكمة، أقرّوا بما جنت يدا «أبو حسن»، وكان آخرهم ابن شقيقته «كهروب» الذي اعترف بأنّ الأطرش كان ينتمي لـ «داعش»، إلّا أنّ الموقوف أصرّ أنّه بريء وأنّه حاول التدخّل بمساعدة «هيئة علماء القلمون» لإيقاف معركة عرسال. ولمّا لم يستطع ذلك، اقتاد عائلته وبعض أقاربه إلى جرود عرسال ريثما تنتهي المعارك!

وإذا كانت هذه الحادثة قد تبدو منطقيّة برغم تعارضها مع إفادته الأوليّة وإفادات العديد من الموقوفين الذين انتموا إلى مجموعته، ما هو غير منطقي هو ما قاله الأطرش عن أسباب تركه لعرسال بين تشرين الأول 2013 ونهاية حزيران 2014.

لم ينكـر الموقوف أنّه كان في ســوريا برفقة أنس الحلق الملقّب بـ«أبو مالك» (أشار في إفادته الأوليّة إلى أنّه شكّل معه «لواء الحق»)، لتحصيل أموال «أبو مالك» كي يرجع الأخير الأموال التي استدانها منه.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل