المحتوى الرئيسى

هل يهدد النمو المتسارع لـAD Blockers العائدات الإعلانية؟

10/27 09:04

41.4 مليار دولار حجم الخسائر العالمية من برمجيات حظر الإعلانات فى 2016

مصر الـ17 عالمياً بمليون مستخدم.. و620 مليوناً يتفاعلون مع التطبيق

«جوجل» و«فيس بوك» يختبران حلولا تقنية لتحجيم فعالياتها.. والمنتديات والمواقع الصغرى أكبر المتضررين

مع تزايد الاهتمام بإعلانات الأون لاين فى السنوات الأخيرة إما من جانب الشركات التى تستهدف الوصول لعملائها مباشرة وبتكلفة أقل، وإما وسائل التواصل الاجتماعى التى تعتمد أرباحها على الإيرادات الإعلانية مثل «فيس بوك» أو المواقع التى تستهدف الربح من الإعلانات باستخدام منصة «Google Adsense» وغيرها، أصبح بعض هذه الإعلانات يمثل إزعاجا للمستخدمين بعد أن أساء بعض المواقع والشركات استغلالها بهدف إجبار العميل على مشاهدتها بطرق مختلفة تتعارض مع خصوصيته.

ومع تزايد الشكاوى من إعلانات الإنترنت المزعجة، عمل عدد من الشركات على ابتكار برامج جديدة عرفت بالـ«AD Blockers» لحظر مشاهدتها نهائيا على الإنترنت، سواء المربكة أو العادية، لتضع عددا من الشركات التى تعتمد أرباحها على الإعلانات بنسبة كبيرة مثل «فيس بوك» و«جوجل» فى ورطة، بالإضافة للمعلنين الذين أصبحت ميزانياتهم المرصودة لتلك المواقع مهددة بالإهدار بسبب انتشار البرمجيات التى تعمل على حظرها.

ففى عام 2015 ضمت قائمة أكثر 5 تطبيقات تحميلا على «Apple ios Store» ثلاثة برامج «Ad Blockers»، ومن أبرز البرامج والأدوات المستخدمة فى حظر إعلانات الإنترنت على الشبكة العنكبوتية سواء على الأجهزة المكتبية أو الهواتف الذكية «AD Block Plus»، «Ghostery»، «1 Blocker»، «Script Safe»، “Privacy Badger وغيرها.

وترتكز منهجية شركة جوجل فى العمل خلال الفترة الحالية على تحسين تجربة المستخدم مع إعلانات «Adsense» التابعة لها، بهدف تقليل الطلب على الـ«Ad Blockers»، والتى أصبح يستخدمها 200 مليونا حول العالم على أجهزة الديسكتوب، و 420 مليونا على الهواتف الذكية، وفقا لتقديرات شركة «Page Fair» المتخصصة فى تحليل إحصائيات هذه البرامج.

ووفقا للشركة نفسها بلغ عدد مستخدمى الـ«Ad Blockers» فى مصر مليونا عن شهر مارس 2016 فقط، لتحتل المرتبة الـ 17 على العالم بعد فرنسا بـ 1.3 مليون فى المركز الخامس عشر، وألمانيا بـ 1.1 مليون فى السادسة عشر، بينما تصدرت الصين المرتبة الأولى بـ 159 مليون مستخدم، قبل الهند التى وصل عدد متصفحى هذه البرامج إلى 122 مليونا.

وأشارت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية فى إحدى مقالاتها عن الـ«AD Blockers Softwares» إلى أن هذه البرامج أصبحت تمثل تهديدا للناشرين بما فيها «NY Times» و«Wall Street Journal» اللذان أصبحا يواجهان تراجعا فى العائدات الإعلانية بسبب تلك البرامج.

وبدأ عدد من الصحف والمجلات مثل «Wired» و«Forbes» و«The Times» اختبار حلول تقنية جديدة لمواجهة انتشار برامج الحظر، مثل سؤال المستخدم ما إذا كان يرغب فى وضع مواقعهم فى قائمة تسمى الـ «White List» ليتمكن من مشاهدة الإعلانات عليها حتى مع الـ «AD Blockers».

وفى أغسطس الماضى توصل موقع «فيس بوك» لآلية تتيح له تحجيم فعالية برامج الـ«Ad Blockers»، وقال أندرو بوسورث، نائب رئيس «فيس بوك” للإعلانات ومنصات البزنس، فى تصريحات لصحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، إن الإعلانات المزعجة باتت تمثل مشكلة كبيرة لمتصفحى الإنترنت، وإن النمو المتسارع فى برامج حظر الإعلانات يمثل إشارة قوية إلى أن المستخدمين لا يرغبون مشاهدتها، مؤكدا أن الـ «Ad Blockers» الحل الأسوأ للقضاء عليها.

فيما علق بن ويليامز، مدير العمليات والاتصالات بشركة «Eyeo G.m.b.H» مالكة تطبيق «AD Block Plus» فى إحدى مدوناته على الإنترنت على مساعى «فيس بوك» لمواجهة انتشار هذه التطبيقات بأنها مضيعة للوقت وتضر أعضاء الشبكة الاجتماعية، حيث تأخذ الطريق المظلم ضد اختيار المستخدم.

وقدر حجم الخسائر عالميا من حظر الإعلانات بنحو 41.4 مليار دولار فى 2016، مقارنة بـ21.8 مليار فى 2015 و 11.7 فى 2014 و7.2 فى 2013.

وقال محمد المهيرى، مدير وكالة «Connect Ads» إن هناك أنواعا كثيرة من الـ «Ad Blockers» أغلبها للإعلانات المقلقة، لافتا إلى أن الناشرين أصبحوا يعملون على محاربتها من خلال تقديم محتوى جيد سواء الخاص بالموقع أو المحتوى الذى يجب أن يصل للعميل المستهدف بشكل سهل وغير مزعج.

وأكد أن الموقع أو الوكالة الإعلانية إذا تعاملوا مع الإعلان كخدمة للقارئ يجب أن تضيف له وتفيده، مع الدقة فى الاستهداف ومدى الارتباط بالعميل المستهدف، لما زاد الطلب على استخدام تلك البرامج.

وأضاف أن هناك تكنولوجيا وطرقا جديدة للإعلان ظهرت مؤخرا مثل الـ «Native Ad Technology» والتى تربط الإعلان بالمحتوى الذى يقوم المتصفح بقراءته على أحد المواقع ليكون أكثر ارتباطا باهتماماته مع ضمان مشاهدة الإعلان بصورة ليست مزعجة، وهو ما يساهم فى الحد من استخدام الـ«Ad Blockers».

وأشار إلى ظهور برامج جديدة تسمى «Anti-AD Blockers» والتى باتت تستخدمها المواقع لمواجهة برامج حظر الإعلانات، إلا أنها لم تنتشر بصورة كبيرة حتى الآن.

وقال عمرو كيلانى، مدير الديجيتال ميديا بوكالة «Brand Worx» إن الشركات مثل «جوجل» و«فيس بوك» بدأت تبتكر حلولا أفضل للمستخدم الذى يشاهد الإعلانات حتى لا يضطر للجوء إلى الـ«Ad Blocking»، موضحا أن المعلن لم يتأثر بانتشار برامج الحظر حتى الآن لأنه يدفع مقابل التفاعل سواء عن طريق النقر أو المشاهدة.

وأشار إلى أن أكثر المتضررين من انتشار هذه البرامج المنتديات والمواقع التى تعتمد أرباحها على الإعلانات المزعجة أو المضللة أو المضرة للجهاز، على عكس الكبرى التى تعمل بشكل متواصل على وضع استراتيجيات تجعل تجربة المستخدم الذى يشاهد إعلاناتها شيقة دون ابتزاز أو ضرر له.

وأضاف أن الشركات الكبرى بدأت تنتهج خطط جديدة للتعامل مع المتلقى، مثل «فيس بوك» الذى مكن المتعامل من تحديد ما إذا كان الإعلان الذى يشاهده مناسبا له أم لا، كما خفض معدل وصول الإعلانات – والمعروف بالـ«Reach» – للتى تحتوى على جمل طويلة والتى قد تمثل إزعاجا للمتلقى.

فيما يرى أحمد الرفاعى، مدير وكالة «EGY Web» أن هذه البرامج تؤثر نسبيا على المواقع لأنها لا تستطيع تحويل الزيارات إلى مشاهدات للإعلانات، موضحا أنه رغم ذلك لكن المعلن لا يتضرر منها إطلاقا لأنه لا يحاسب عليها، وإنما يدفع عن كل تفاعل حقيقى مع إعلانه.

أهم أخبار تكنولوجيا

Comments

عاجل