ديار بكر تشتعل بعد توقيف رئيسَي بلديّتها

اندلعت في ديار بكر، أمس، اشتباكاتٌ عنيفة بين الشّرطة التركية ومحتجّين على إثر توقيف رئيسَي بلديّة المدينة على ذمّة التّحقيق بتهمٍ تتعلّق بـ "الإرهاب".

ورئيسا البلديّة الموقوفان هما جولتان كيساناك، التي كانت برلمانية قبل أن تصبح أول رئيسة لبلدية ديار بكر، والعضو في مجلس البلدية عن "حزب المناطق الديموقراطية " فرات أنلي. وتمّ توقيفهما في وقتٍ متأخّرٍ من ليل الثّلاثاء في إطار تحقيقٍ حول "أنشطة إرهابيّة" مفترضة، بحسب النّيابة العامّة التّركيّة.

وأشارت النّيابة العامّة إلى أنّ الموقوفَين "مشبوهان بأنّهما أذنا باستخدام سيّاراتٍ للبلديّة لدى تشييع عناصر من حزب العمال الكردستاني" قتلتهم قوّات الأمن، وأنّهما "حرّضا على العنف"، وأيّدا دعواتٍ تطالب بمزيدٍ من "الحكم الذاتي". ويطالب الادّعاء العام بسجن كيساناك من خمس إلى عشر سنوات، بتهمة "الانتماء إلى منظّمة إرهابيّة مسلّحة".

وبُعيد توقيف رئيسَي البلديّة الكرديّين نزل أكثر من ألف محتجّ، من بينهم برلمانيّون موالون للأكراد، إلى شوارع ديار بكر وكذلك اسطنبول. واستخدمت الشّرطة الغاز المسيّل للدّموع وخراطيم المياه لتفريق المحتجّين، كما اعتقلت أكثر من 24 منهم.

وردّد المتظاهرون شعارات "لن تخيفنا الضّغوط". كما حملوا لافتاتٍ كُتب عليها "البلديّات تنتمي إلى الشّعب".

وتعهّد الرّئيس التّركي رجب طيّب إردوغان بـملاحقة جميع النّواب المحليين الذين يقدمون دعماً لوجيستيّاً لـ "العمّال الكردستاني".

وعلّقت منسّقة السّياسة الخارجيّة للاتّحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني ومفوّض توسيع الاتّحاد يوهانس هان على عمليّة التّوقيف بالقول إنّ "الاعتقالات تبعث على القلق الشّديد".

والشهر الماضي، علّقت السّلطات التّركيّة مهام 24 رئيس بلديّة بتهمة الارتباط بـ "العمال الكردستاني"، وتمّ استبدالهم بمدراء مقرّبين من "حزب العدالة والتّنمية" الحاكم.

وفي السّياق، ذكر موقع "ترك برس" التّركي، أنّ السلطات أحالت زعيمة "حزب الشّعوب الدّيموقراطي" فيغين يوكسيك داغ إلى القضاء، بتهمة الدفاع عن الإرهاب والدعاية له، في تقريرٍ لها نشرته في صحيفة "دوتشي فيله" الألمانيّة عام 2015.

ونقلت "ترك برس" عن صحيفة "يني عقد" التّركيّة أنّ يوكسيك داغ دافعت عن "العمّال الكردستاني"، وعملت على التّرويج السّياسي له، في التّقرير الّذي قدّمته للصّحيفة الألمانيّة.

إلى ذلك، ذكرت الجريدة الرّسميّة التّركيّة، أمس، أنّ السّلطات استبدلت 75 في المئة من قادة الشّرطة في البلاد في إطار "حملة التّطهير" المستمرّة منذ محاولة الانقلاب في شهر تمّوز الماضي.