المحتوى الرئيسى

توجه الفلبين نحو الصين.. ضرورة سياسية أم مصلحة اقتصادية؟

10/26 19:02

وكانت واشنطن أرسلت الاثنين الماضي مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون شرق آسيا والمحيط الهادئ دانييل راسل إلى مانيلا، للوقوف على مدى جدية التصريحات التي أدلى بها الرئيس الفلبيني، والتي أثارت الكثير من التكهنات حول توجه جديد للفلبين نحو الصين.

وفي السياق، اعتبر مدير معهد السياسة العامة في جامعة جنوب الصين للتكنولوجيا لي مينغ بو أنه من المبكر الحديث عن تحول حقيقي في سياسة مانيلا الخارجية تجاه الصين، مشيرا إلى أن موقف الرئيس رودريغو دوتيرتي لا يمثل الحكومة.

واستدل مينغ على ذلك بتصريحات لوزير التجارة الفلبيني رامون لوبيز، الذي أكد أن بلاده ستحتفظ بعلاقاتها التجارية والاقتصادية مع واشنطن، لافتا إلى أن إعلان الانفصال الذي تحدث عنه الرئيس لا يتضمن ما يجري في التجارة والاستثمار.

وقال مينغ بو في حديثه للجزيرة نت إن تصريحات الرئيس الفلبيني نابعة من واقعيته، كونه يدرك أن التحالف مع واشنطن لن يحل الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها بلاده، وأن بكين قادرة على فعل ذلك في حال توصل البلدان إلى تفاهمات مشتركة بينهما بشأن النزاع في بحر جنوب الصين.

من جهته، قال الباحث بمعهد الدراسات السياسية في جامعة جينان شياو لونغ إن العلاقات بين الدول لا تحكمها التصريحات، بل المصالح المشتركة التي تترجم بأفعال على الأرض، مشيرا إلى أنه من الصعوبة بمكان البناء على تصريحات لم تصمد أكثر من 48 ساعة، واعتبارها محركا لسياسة دولة.

وأضاف شياو للجزيرة نت أن الصين ليست بحاجة لاختبار النوايا، كونها تدرك جيدا الظروف الاقتصادية والأمنية التي دفعت رودريغو دوتيرتي لإطلاق تصريحاته المثيرة للجدل، وهو الذي خاطب القادة الصينيين في أول زيارة له بالقول "جئت طالبا يد العون والمساعدة".

وكانت صحف رسمية صينية أفردت مساحة كبيرة لتصريحات الرئيس الفلبيني على صدر صفحاتها خلال اليومين الماضيين، في خطوة فسرها مراقبون بأنها محاولة للظهور أمام الرأي العام الصيني بمظهر المنتصر، وذلك للتغطية على التنازلات التي قدمتها بكين للرئيس دوتيرتي في زيارته الأولى.

وسمح دوتيرتي للصيادين الفلبينيين بالاصطياد في مناطق متنازع فيها، كانت محظورة عليهم في السابق، وتقديم مساعدات مادية لدعم حملته في مكافحة المخدرات ببلاده، إضافة إلى تمويل بعض مشاريعه الخاصة بالتنمية والبنية التحتية.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل