المحتوى الرئيسى

من يرأس "بلاد الأرز" بعد عامين من الفراغ؟

10/26 17:27

فراغ سياسي، يعيشه بلاد الأرز (لبنان) منذ عام 2014، تتطاحن فيه طوائفه الـ18ما بين سني وشيعي وقبطي، فالجميع يترقب جلسة البرلمان اللبناني يوم 31 أكتوبر الجاري، التي من المقرر أن تفضي إلى انتخاب رئيسًا جديدًا.

والمشهد اللبناني الحالي، يحوي ثلاثة من أقوى المرشحين ذوي الظهير السياسي القوي، والدعم الشعبي المتصاعد، بعدما انقسم حولهم الشعب اللبناني، وتساوت التوقعات بنجاحهم، ويتطلب انتخاب الرئيس تأمين نصاب من ثلثي أعضاء البرلمان أي 86 من أصل 128 عضوًا.

أول من كشف النقاب عن وجهه، لخوض غمار الانتخابات هو "سمير جعجع"، رئيس حزب القوات اللبنانية، المدعوم من تحالف 14 آذار، والمتهم بارتكاب أكثر من 21 جريمة خلال الحروب الأهلية التي شهدتها بيروت، ويلقب في الأوساط السياسية بـ"السفاح"، وفقًا لصحيفة "الشعب" السعودية.

"جعجع" انحدر من عين الرمانة في بيروت عام 1952 ، وانضم في صباه إلى الذراع الطلابية لحزب الكتائب، وباشر دراسة الطب في الجامعة الأمريكية، إلا إنه ترك دراسته إثر بدء الحرب الأهلية عام 1975.

شارك في القتال ضد التنظيمات الفلسطينية، والحركة الوطنية اللبنانية، وبعد دخول الجيش السوري ووقوع معركة "تل الزعتر" عاد إلى دراسته في الجامعة، لكنه تركها قبل تخرجه بشهور معدودة إثر تجدد القتال.

في عام 1994 سجن بسبب اتهامه بتفجير كنيسة "سيدة النجاة" في "كسروان" وقد حصل على البراءة من هذه التهمه، إلا أنه حوكم بتهمة اغتيال رئيس الحكومة الأسبق "رشيد كرامي"، ورئيس حزب الوطنيين الأحرار "داني شمعون"، كما اتهم باغتيال النائب "طوني فرنجية".

بالإضافة إلى الاتهامات الموجهة إليه في المشاركة في تنفيذ مجزرة صبرا وشاتيلا؛ حيث تشير المعلومات إلى اختيار الموساد الإسرائيلي "جعجع" لتنفيذ تلك العملية؛ نظرًا لإبداعه في المجال الإجرامي.

وتم اتهام بتدبير فضيحة الزيتونة، حين جمه ما يزيد على 50 محجبة وجعلهن يمشون في الشارع عاريات من دون أي لباس ثم من معه قام بالاغتصاب، وقضى بعدها 11 عامًا في السجن لاتهامه بجرائم ارتكبت إبان الحرب الأهلية اللبنانية، كما من مناهضي الرئيس السوري بشار الأسد.

من وزارة الخارجية اللبنانية إلى أعتاب قصر الرئاسة، صعد السياسي المحنك والدبلوماسي المخضرم "جان عبيد" إلى الأسماء المرشحة التي طرحت مؤخرًا في المشهد اللبناني، ويوجد عليها شبه توافق إقليمي روسي ما عزز موقفه.

في مدينة "علما قضاء زغرتا" شمال لبنان، ولد "عبيد" عام 1939، لتستقبله كلية الحقوق في جامعة "القديس يوسف" قبل أن ينصرف في السنة نفسها الى العمل في الصحافة، وتكون بوابته للنضال العربي.

ومن هنا شارك "عبيد" في عدة مسيرات ومحاضرات واعتصامات دعمًا للقضايا العربية على مر الزمن، ما أدى إلى توقيفه قصرًا في فترتي دراسته التكميلية والثانوية، ودخل الحياه السياسية حين عينه الرئيس الأسبق للجمهورية "إلياس سركيس" مستشارًا له.

ودعم تواجده السياسي بخوض تجربة الحياه النيابية، وفاز بعضويته لعدة دورات من عام 1991 وحتى 2005 ، حتى تم تعيينه وزيرًا للخاريجة، وساهم في تقريب وجهات النظر بين الفرقاء اللبنانيين المتخاصمين على اختلاف مناطقهم وطوائفهم وارتباطاتهم، ولعب دورًا بارزًا في مفاوضات إلغاء اتفاق 17 مايو مع إسرائيل.

يتهم "عبيد" بالتورط في علاقات مشبوهه مع المخابرات السورية، وفقًا لما كشفته وثيقة صادرة عن رئاسة الجمهورية في دمشق نشرها مركز بحوث الإرهاب في فرنسا تشير إلى وجود علاقة بين عبيد والسلطات السورية.

آخر المرشيحن لذلك المنصب المثير، هو الجنرال المسيحي "ميشال عون" حليف إيران الذي ظهر مؤخرًا وأربك جميع الحسابات، بسبب دعم سعد الحريري، رئيس الحكومة اللبنانية السابق له، بعد تخليه عن حليف السعودية "سليمان فرنجيه".

يُمكننا وصف "ميشال"، 81 عامًا، بالرجل العسكري العملي، الذي انحدر من منقطة "حريك" عام 1932، فحياته لم تخرج عن الإطار العسكري، بين ‏قيادة الجيش اللبناني ورئاسة حكومة عسكرية، حيث عين رئيسًا لأركان قوات‎ ‎الجيش‎ ‎المكلفة بحفظ الأمن في‎ ‎بيروت،‎ ‎وفي عام 1984 عين قائدًا للجيش اللبناني، وبات لقب "الجنرال" منذ ذاك الحين ‏ملتصقًا باسمه.‏

كما‎ ‎كان أحد المتسببين في الحرب الأهلية التي ضربت لبنان لمدة ‏‏15 عامًا، في تسعينات القرن الماضي، ترك الحياة العسكرية واتجه إلى عوالم السياسة حين كلفه الرئيس اللبناني "أمين الجميل" آنذاك، بتشكيل حكومة عسكرية.

وخلال رئاسته لها قام عون بحرب التحرير  ضد الجيش السوري عان 1979، وجلب التحرير إلى وطنه لبنان حينما حصل على بند هام في اتفاق الطائف الموقع في السعودية 1990 الذي أنهى الحرب الأهلية، بخروج ‏الجيش السوري خلال سنتين من لبنان‎

إلا أن الأمور انقلبت عليه، ففي عام 1990، اجتاحت القوات السورية قصر "بعبدا" فهرب إلى السفارة الفرنسية كلاجىء، وظل بها مدة 15 عامًا، أسس فيها "التيار الوطني الحر"، وعاشت بيروت من بعده حربًا أهلية ‏ضارية.‏

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل