المحتوى الرئيسى

مشاركون ومقاطعون لمؤتمر الشباب: مواقف حزبية أم مزايدات سياسية

10/26 14:52

منذ أن أعلنت الأحزاب السياسية مواقفها المؤيدة أو المعارضة لمؤتمر الشباب "ابدع.. انطلق" المنعقد في شرم الشيخ من ٢٥ حتى ٢٧ أكتوبر الجاري؛ حتى توالت التصريحات الهجومية على الموقف من المشاركة أو المقاطعة، الأمر الذي فسره بعض أساتذة العلوم السياسية بـ"المزايدة"، فيما اعتبره آخرون "مناخ سياسي طبيعي".

كانت أحزاب تحالف التيار الديمقراطي قد قررت مقاطعة المؤتمر الوطني الأول للشباب، في بيان لها الجمعة الماضية.

وعلقت الأحزاب أسباب مقاطعتها في أنه "إهدار أحلام الشباب وطموحهم في دولة العدل والكرامة والحرية بسبب سياسات الحكم الحالي، وإصراره على استمرار حبس العشرات من شباب ثورتي 25 يناير 2011 و30 يونيو 2013 في قضايا تظاهر سلمي أو لدفاعهم عن أرضهم".

وطالبت الأحزاب، وهي الكرامة والتحالف الشعبي الاشتراكي والدستور ومصر الحرية والتيار الشعبي (تحت التأسيس)، بـ"تنفيذ المطالب العاجلة للشباب من خلق لفرص العمل وترك مساحة للخيال والحرية والابداع، وليس القمع والحبس وتزييف الواقع"، وفقا للبيان.

يرى محمد كمال، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن الجدل حول المشاركة من عدمها يدخل في إطار "اختلاف وجهات النظر بين الأحزاب"، مشيرا إلى أن هذا الاختلاف هو "سياق طبيعي للحياة السياسية، بعيدا عن المزايدات بين الأطراف المختلفة".

ومن وجهة نظر كمال، فإن هذه الخلافات لن تؤثر على المؤتمر ولا في المناخ السياسي في مصر بشكل عام، مرجعا السبب لـ"أن معظم الأحزاب السياسية حاليا ضعيفة ونخبوية وغير متواصلة مع الجماهير بشكل فاعل، حتى تؤثر مواقفها السياسية على الرأي العام".

من جانبه تمنى السفير معصوم مرزوق القيادي بتحالف التيار الديمقراطي -المقاطع للمؤتمر-، أن يكون هناك إنجازات تتحق لصالح "الكثير من الشباب في السجون، ووجود قانون التظاهر المعيب".

وأضاف مرزوق، بشأن موقف حزبه الرافض للمشاركة في المؤتمر، في تصريحات سابقة مع مصراوي، أن التحالف يرى أن الموضوع "عبارة عن تمثيلية وديكورات وتزيين الرئاسة".

فيما قال عمرو هاشم ربيع نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، إن حلول الأزمات لا تتم بالمؤتمرات، باعتبار أنه "ليس من المنطقي محاربة الشباب، ثم عمل مؤتمر لهم".

وعبر أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أحمد عبد ربه، عن رفضه لـ"المزايدات السياسية"، من خلال تدوينة له عبر حسابه الرسمي على موقع فيسبوك، حيث قال إنه تابع ساعة ونصف من من ندوات مؤتمر الشباب في اليوم الأول، ووجد فيه "كلاما معقولا ومنطقيا".

وتابع عبد ربه "لكن أنا تعلمت من خبرات مشابهة سابقة أن الإطار، مهم لكي يتحول الكلام لفعل، وللآسف كالعادة ده إطار (معسكرات إعداد الطلبة) بنفس الفكر العقيم القديم في حشدهم وتغيير موقفهم بالاستمالة الشخصية، والصورة الحلوة، وحشد نفس النخب السلطوية بدرجاتها المتفاوتة لكي يملؤا دماغهم بشعارات قديمة ومنطق معوج حتي لو الكلام كان شكله حلو".

وقال عبد ربه "مش هزايد على الشباب اللي راح لآن من حقهم يشاركوا ويجربوا ويخوضوا التجربة كاملة وبعدين يحكموا بنفسهم، المهم إنهم يتعلموا من الخبرات المختلفة ويستفيدوا بقدر الإمكان من التجربة لعل فيها أفكار جديدة مطروحة لكن في نفس الوقت يفهموا أن الآزمة فى مصر ليست أفكار ولا مبادرات ولا اجتماعات، الآزمة هي أزمة سياسات ووعي".

ويشارك حوالي 120 من شباب الأحزاب المصرية، في المؤتمر تلبية لدعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي للمشاركة في "المؤتمر الوطني الأول للشباب" والذي سيناقش كل المشكلات التي تواجه الشباب، من خلال ندوات متخصصة تتشعب لكل نواحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

كانت مواقع التواصل الاجتماعي، قد شهدت على مدار اليومين الماضيين، حالة واسعة من الجدل والمزايدات والتخوين بين المؤيدين والمعارضين للمشاركين في مؤتمر الشباب، من ضمنهم رموز سياسية محسوبة على ثورة ٢٥ يناير.

وكتب الإعلامي محمد سعيد محفوظ، عبر حسابه الخاص على "تويتر" في سياق المزايدات على المواقف السياسية المؤيدة والمعارضة للمشاركة في المؤتمر "كفوا عن إهدار الوقت في تصيد زلات اللسان.. وانظروا الصورة الأوسع قد تجدون فيها تفاصيل أهم للوطن".

فيما طرح الكاتب الصحفي، حسام السكري، عدة تساؤلات "يا ترى مؤتمر شباب شرم الشيخ هيقدر يطرح مشاكل حساسة ويلاقيه حلول؟ هيقدر يناقش مشكلة تكدس السجون واستمرار وجود أعداد كبيرة من الشباب خارج أسوارها؟!".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل