المحتوى الرئيسى

السياسات الانكماشية تسيطر على شركات السمسرة بالإسكندرية

10/26 10:16

مسؤولون: استمرار معاناة البورصة يدل على غموض المستقبل

أجبرت ظاهرة انخفاض قيم التداول فى البورصة، وانخفاض العمولات، أغلبية شركات السمسرة العاملة فى محافظة الإسكندرية، لتبنى سياسات تحفظية، وتجميد أى خطط للتطوير، أو التوسع فى مجال السمسرة، خلال الفترة الحالية، ورغبتهم فى التكيف مع الظواهر الحالية، لحين انتعاش البورصة، واستعادة الربحية من جديد.

وأكد مسؤولى عدد من شركات السمسرة العاملة بداخل الإسكندرية، أن المرحلة الحالية، تتسم بالترقب، لمستجدات التداول فى البورصة، كما أن الشركات، لجأت لتجميد أى خطط توسعية، تخوفاً من تحمل أى أعباء مالية إضافية، فى توسعات لا تؤدى للنتائج المطلوبة، لاسيما أن شركات السمسرة بالإسكندرية تركز بشكل تام على تعاملات المستثمرين الأفراد، وهى الشريحة التى تأثرت سلبا خلال الأعوام الأربعة الماضية.

ولجأت شركة كيبت الاستثمار العالمى جلوبال لتجميد خطط التوسع سواء فى افتتاح فروع جديدة، وجمدت أنشطة إدارة المحافظن وإدارة الأصول، كما أن شركة الوطنية لتداول الأوراق لا ترغب فى إضافة أى توسعات جديدة فى الفروع، أو آليات التداول بداع أن المرحلة الراهنة لا تؤهل لتنفيذ الخطط، سواء من النواحى المالية، أو الاستراتيجة، وعلى نفس الشاكلة سارت شركة الخليجية.

وتعتبر شركات السمسرة فى الإسكندرية من نوعية الشركات صغيرة، ومتوسطة الحجم، وتركز بشكل كبير على تعاملات المستثمرين الأفراد من مواطنى مناطق الإسكندرية، ومطروح، وبعض محافظات الوجه البحرى، القريبة من الإسكندرية، تملك أغلبها مقرا رئيسيا واحدا.

ويبلغ عدد شركات السمسرة فى الإسكندرية 14 شركة، وتتسم أنها عائلية المنشأ، ومملوكة لشركات القطاع الخاص.

وقال محمد فاروق، العضو المنتدب لشركة بيت الاستثمار العالمى لتداول الأوراق المالية، إنه لا يمكن إغفال معاناة شركات السمسرة العاملة فى السوق المصرية، من انخفاض أحجام التداول، التى تؤدى لتراجع عمولات السمسرة، منذ الأزمة المالية العالمية فى 2008، التى استمرت معاناتها لمرحلة ما بعد ثورة يناير، وما زال القطاع يعانى حتى الآن.

ولفت إلى أن شركات السمسرة صغيرة، ومتوسطة الحجم، وهى المتضرر الأكبر من انخفاض قيم التداول فى البورصة، بخلاف شركات السمسرة العملاقة، نظراً لأن الشركات الصغيرة لا تمتلك مصدراً للإيرادات إلا من خلال التداولات المباشرة لعملائها فى البورصة، سواء بالبيع أو الشراء.

وأكد أن تدنى العمولات، والخسائر المستمرة للشركة على مدار الأعوام الخمس الماضية، أجبرت إدارة الشركة على تجميد أى خطط أو نوايا توسعية، لحين تحسن أوضاع سوق المال، واستعادة الربحية، محذراً من أن استمرار معاناة البورصة تدل على أن المستقبل مظلم.

وأشار إلى أن الشركة كانت تخطط لإضافة أفرع جديدة، فى أسيوط، ودمياط، مع تحويل فرع القاهرة، من تسويق إلى تنفيذ، خلال المرحلة المقبلة، كما أعدت دراسات الجدوى المرتبطة بذلك، إلا أن إدارة الشركة فضلت تأجيل تنفيذ الخطة، لحين تحسن مناخ الاستثمار فى البورصة، واستعادة التعافى، كما قررت تجميد نشاطى إدارة الأصول، وإدارة المحافظ، لعدم جدواهم الاستثمارية فى مصر.

وأوضح أن رأسمال شركته يبلغ 26 مليون جنيه، وتمتلك جميع رخص التداول المعمول بها فى السوق، ومنها البيع والشراء فى الجلسة الواحدة، علاوة على الشراء بالهامش المارجن، كما تهتم بتعاملات المستثمرين الأفراد، والمؤسسات العربية، ونجحت فى تفعيل نظام التسوية، والدفع المرتبط بتداولات المؤسسات «dvp».

ورأى أن تحسن تداولات سوق المال ترتكز على عدة محاور، أهمها حل أزمة نقص العملة الأجنبية، ووجود سعرين للدولار، ما يقلص من اهتمام العرب، من دخول السوق المصرية حالياً، ضارباً المثال أنه أحد عملاء شركته السعوديين لديه رصيد دولارى بقيمة تقارب 300 ألف دولار، يجد صعوبة فى تحويلها للخارج.

ومنذ عام نشرت «المال» تصريحات لفاروق تشير أن شركة جلوبال القابضة للاستثمارات الكويتية، قررت تجميد ذراعها فى مصر، المتمثل فى شركة "جلوبال مصر للاستثمارات المالية"، بسبب ضعف المناخ الاستثمارى فى السوق المحلية، ونقلت حصة ملكية جلوبال مصر، بشركة بيت الاستثمار العالمى لتداول الأوراق المالية، البالغة %84 لصالح شركة جلوبال الأم فى الكويت.

واحتلت بيت الاستثمار جلوبال المرتبة 54، بين شركات السمسرة خلال الـ9 أشهر الأولى من العام الحالى، بعد أن حققت قيم تداولات وصلت إلى 934 مليون جنيه، وحصة سوقية بـ %0.4.

وقال أيمن محروس، المدير المالى بشركة المحروسة، لتداول الأوراق المالية: «الوضع سئ، والتداولات منخفضة، وأغلبية الشركات تعانى فى تدبير المصروفات، والعمولات لتغطية الالتزامات المالية، ونحاول التكيف مع تلك الأوضاع قدر الإمكان، لحين التحسن».

وأكد أن شركات السمسرة فى الإسكندرية تعانى من تراجع التداولات، وصعوبة الترويج للبورصة، بداخل الإسكندرية، علاوة على التأثيرات السلبية، التى نتجت عن قرار إدارة البورصة بإلزام شركات السمسرة، بتنفيذ صفقات سوق خارج المقصورة، من خلال البنوك العاملة فى السوق المحلية، ما سبب تراجعأً لافتاً لإيرادات السمسرة.

ولفت إلى أن رأسمال شركته يصل إلى 5 ملايين جنيه، ولديها مقر رئيسى بالإسكندرية، وتمارس مهام التداول الإلكترونى، والسمسرة العادية، من البيع والشراء، ولا توجد نية حالية للتوسع، لأن الوضع الحالى للبورصة لا يعزز من أولويات التوسع بالفروع وزيادة العمالة.

ونوه إلى أن الشركة تطمح فى إضافة نشاط الشراء الهامشى، فى الفترة المقبلة، وتعمل على زيادة رأسمال بنحو مليون جنيه، للتوافق مع قواعد سوق المال، ومن المنتظر الانتهاء من إضافة النشاط الجديد خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، مبرراً الرغبة فى ذلك لتقديم خدمات جديدة للعملاء الأفراد، وتحثهم على تنشيط التداولات.

وجاءت المحروسة فى المرتبة 76 بين شركات السمسرة، وفقاً لتداولات الأشهر الـ9 الأولى من العام الجارى، محققة قيم تداولات بـ 422 مليون جنيه، وحصة سوقية بـ %0.2.

ومن جانبه، قال عمرو حمدى، العضو المنتدب لشركة الخليجية لتداول الأوراق المالية، إنه من الناحية النظرية، فإن توقيت تراجع السوق، الأفضل لشركات السمسرة، للبدء فى تنفيذ سياسات توسعية، تمهيداً لجنى الحصاد، بعد معاودة السوق للانتعاش، إلا أنه من الناحية الواقعية فإن شركته لا ترغب فى التوسع بالمرحلة الراهنة، سواء بافتتاح فروع جديدة أو إضافة آليات حديثة، مع استمرار الاهتمام بشريحة المستثمرين الأفراد.

وأوضح حمدى أن رأسمال شركته يبلغ 5 ملايين جنيه، ولديها فرع واحد فى الإسكندرية، وتقدم كل آليات السمسرة، والتداول الإلكترونى، ولا تملك رخصة للشراء الهامشى، مشيراً لعدم نية إدارة الشركة إضافة الهامش فى الفترة الحالية، نظراً لعدم جدواها فى فترة هبوط السوق، كما أنه مرتبط بشريحة من المستثمرين الأفراد، التى لا تفضل الشركة التعامل معهم

واحتلت الخليجية المركز 83 بين شركات السمسرة، خلال الثلاثة أرباع الأولى من 2016، بعد أن سجلت قيم تداولات قاربت 298 مليون جنيه، وحصة سوقية قدرها %0.1.

وقالت ياسمين إدوارد، العضو المنتدب لشركة الوطنية لتداول الأوراق المالية، إن عملية التوسع لشركات السمسرة فى الإسكندرية بات صعبا فى المرحلة الراهنة، لاسيما أن أغلبية الشركات تتكبد خسائر مالية، بسبب انخفاض الإيرادات، وعدم القدرة فى بعض الأحيان عن تغطية التكاليف.

وأوضحت أن رأسمال شركتها يبلغ مليونى جنيه، وتمتلك مقراً واحدا بالإسكندرية، وتقدم خدمة البيع والشراء فى الجلسة الواحدة، ولم تضيف نشاط الشراء الهامشى.

أهم أخبار اقتصاد

Comments

عاجل