المحتوى الرئيسى

الشباب.. بين محمد على والسيسى | المصري اليوم

10/26 01:02

ما دمنا وسط «معمعة» المؤتمر الأول للشباب والدعوة لهم للانطلاق والإبداع فلماذا نعود إلى دور محمد على باشا فى نفس الاتجاه..

إذ ما إن فرغ محمد على من تأمين الجبهة الداخلية ومواجهة دسائس ومؤامرة المماليك الذين كانوا يحلمون بالعودة إلى حكم البلاد - وكانت مذبحة القلعة أبرز عمليات التأمين، وذلك يوم أول مارس 1811.. ثم فشل المخاطر الأجنبية وأبرزها حملة فريزر ومحاولة الإنجليز غزو مصر بل احتلالهم الإسكندرية عام 1807.. ما إن حدث ذلك حتى برزت عبقرية محمد على الذى رأى أن الحل هو الاعتماد على الشباب لبناء الدولة الحديثة.. فكان أن انطلق يفتح المدارس فى كل مكان ويغرى الطلبة والصبية بالتعليم.. بأن كان يقدم لهم الطعام الممتاز والملابس الطيبة والدعاية الصحية.. بل يدفع لهم رواتب شهرية، فضلا عن أن بعضها كان بها أقسام داخلية لسكن التلاميذ.

ثم كانت خطوته الكبرى وهى إيفاد الشباب إلى أوروبا لتلقى آخر ما فيها من تعليم، وكانت هذه البداية عام 1813 وكانت البعثة الأولى إلى إيطاليا، ليس فقط لدراسة الفنون العسكرية - كما قال البعض - ولكن فى الهندسة وبناء السفن بل تعلم فنون الطباعة، ومجرد أن عاد الطالب الأول عيّنه لإدارة مطبعة بولاق!! وانطلقت بعدها البعثات إلى كل مكان.. حيث البعثات الكبرى التى انطلقت عام 1826 إلى فرنسا وتضم 44 طالباً. وتوالت البعثات حتى عام 1847 وهى البعثة التاسعة وأيضاً إلى فرنسا.. ولا ننسى بعثة الأنجال وضمت كثيراً من أحفاده وأبنائه وذلك عام 1844 وكل المبعوثين لدراسة أحدث ما فى أوروبا من علوم فى الكيمياء والطب والجراحة والزراعة والمعادن وهندسة الرى والميكانيكا والعلوم السياسية.. بل كان لطلبة الأزهر نصيب من هذه البعثات عندما أرسل مجموعة من طلبة الأزهر إلى فرنسا لدراسة وتعلم الحقوق والمحاماة أى الوكالة فى الدعاوى.. وأيضاً مجموعة من النجارين لإتقان فن بناء السفن.

وكان الهدف من ذلك كله هو إعداد وتوفير المعلمين اللازمين لقيادة عمليات التعليم فى المدارس المصرية العليا.. ليحلوا محل الخبراء الأجانب، أى أن محمد على رأى أن المستقبل كله فى يد الشباب.. ليكونوا نواة بناء النهضة التى يحلم بها.. وكان يمكن أن «يستورد» من أوروبا الخبراء الذين يتولون القيام بهذه المهام.. ولكنه - بعقله المتفتح - أراد أن يعطى الفرصة الأولى لشباب البلد أنفسهم.. بل هنا فى مصر - عرف العالم كلمة ومهمة «المعيد» إذ فى السنوات الأولى لعودة هؤلاء الخريجين كان من مهامهم أن يقوموا «عادة» بإعادة الدروس التى يلقيها الأساتذة الخبراء على الطلبة المصريين، فى المدارس الفنية العليا.. وذلك بلغة مصرية وربما عامية حتى يفهمها الدارسون المصريون!.

ولا جدال أن نتاج هذه البعثات من الشباب المصريين هم الذين عملوا بجانب محمد على وأنجاله وأحفاده، فى صنع المعجزة المصرية، ولم يبخل عليهم الرجل وأحفاده بالرتب والرواتب.. بل النياشين والأراضى الزراعية والباشوية وغيرها وتعيينهم فى أعلى المناصب.. ومتابعة نشاطهم فى كل مكان وُضعوا فيه.. وهذا هو ما نريده.. وإذا كان من شبابنا الآن من يعمد إلى الهجرة غير الشرعية فهذا طارئ.. سرعان ما نتخطاه لينطلق شبابنا إلى العمل الجاد للمساهمة فى إعادة بناء الوطن.. مهما كانت التحديات، وليس سراً أن الرئيس السيسى - منذ اليوم الأول لتوليه المسؤولية- يعطى الشباب، بل الأطفال اهتماماً خاصاً، ويحرص على أن يكونوا بجواره فى كل المواقع التى يذهب إليها.. ليس فقط ليساهموا ويشاهدوا المعجزة التى يجرى تنفيذها.. بل لتحفيزهم ودفعهم للمساهمة فى عمليات البناء.

■■ وربما كان محمد على نفسه سعيداً وهو يشاهد ذلك الآن، لأنه نفسه كان يتابع ودورياً أى شهرياً نتائج شباب مصر وهم يتلقون العلوم فى أوروبا.. وكان أيضاً يحرص على استقبالهم بمجرد عودتهم إلى الوطن بل يتابع أعمالهم بمجرد تعيينهم كل فى موقعه.. والمتابعة هنا من أهم الأمور.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل