أسرة الطالب الذي دهسته مُعلمة تحت قدمها تروي لمصراوي تفاصيل الواقعة

صوت صفير دق في أذنيها، أثناء وجودها بأحد فصول الصف الثاني الإعدادي بمدرسة محمد عبده الإعدادية التابعة لإدارة عين شمس التعليمية، لتتوقع خروجه من الطالب محمد حمدي، فتشده بقوة ليسقط أرضًا وتضع قدمها على صدره، في مشهد يعيد إلى أذهاننا أساليب التعذيب التي كنا نشاهدها في الدراما المصرية.

لم يحاول الطالب ذو الثلاثة عشر عامًا المقاومة، بل أخذ في التوسل إليها لتتركه قائلًا: "قلبي هيقف"، ولكن أخصائية التربية النفسية لم تسمع إليه، موجهةً حديثها لزملائه "اللي هيدافع عنه هيجي مكانه".

وخلال 15 دقيقة هي عمر وضع المعلمة قدمها على صدر الطالب، تمكن أحد أصدقائه من التقاط صورة، كانت حديث مواقع التواصل الاجتماعي، أمس الإثنين، ما جعل وزارة التربية والتعليم تُقرر إحالة المعلمة إلى التحقيق بديوان عام الوازرة.

يروي حسن عزو عم الطالب، ووالدته، لمصراوي، ما حدث للطالب، موضحين حرصهم على التواصل مع وسائل الإعلام حتى لا يغلق التحقيق ضد المعلمة، كما حدث للطالب من قبل. تقول والدة "محمد" إن الواقعة حدثت، الخميس الماضي، حيث كان المعلم المقرر على الفصل غائبًا، فحضرت الأستاذة عديلة، أخصائية التربية النفسية، بدلًا منه.

وتابعت "ما إن سمعت صوت صفارة، ظنت أنها صادرة عن محمد، فشدته من قميصه ورفعت قدمها على صدره حتى انتهاء الحصة، وفضلت محتجزاه بعد انصراف الطلاب، حتى لا يبلغ عنها مدير المدرسة."

"ليست المرة الأولى التي يتم فيها الاعتداء على ابني"، تقول ولية أمر الطالب، مؤكدة أن العام الماضي اعتدى عليه معلم "بخرطوم" أدى إلى كسر أحد أصابعه، مضيفة "ابني مصاب بهشاشة عظام"، وأوضحت بنبرات صوتها الحزين "مدير المدرسة وعدهم باسترداد حق نجلها "قالنا هنجيبلكم حقكم وجبر بخاطرنا وفي الآخر ماحصلش حاجة".

كانت الصورة التي التقطتها له أحد أصدقاءه وهو تحت قدم المعلمة هي دليل إثبات الواقعة هذه المرة، تقول ولية الأمر "المرة دي واحد صاحبه صوره"، مؤكدة رغبة الطالب في عدم ذكر اسم زميله حتى لا يتم إيذائه "الدنيا اتقلبت في المدرسة على اللي صور الصورة ربنا يسترها عليه هي دي اللي هتجبله حقه".

وفي صباح الأحد الماضي، ذهبت ولية الأمر إلى المدرسة لتطالب الأخصائية النفسية بالاعتذار لابنها عما بدر منها، ولكنها أنكرت الواقعة "ابنك كان واقع على الأرض وانا كنت بقومه"، لترد ولية الأمر عليها: "انا معايا صورة ليكي وانتي وافقة على صدره، بقى دي صورة لواحدة بتقوم الولد من على الأرض"، لترد المعلمة "مش هعتذر عايزة تمشيها قانوني مشيها قانوني"، بحسب رواية ولية الأمر.

وتنفي الأم اعتياد ابنها الشغب داخل المدرسة "لو كان ابني مشاغب كان أبسط حاجة استنى المدرسة وحدفها بطوبة برا المدرسة".

أضافت"ابني رافض يروح المدرسة، عايزنا ننقله مدرسة تانية، لأن اصحابه بيسخروا منه، وبيقولوا له إزاي ماشدتش هدومها علشان ترفع رجلها من عليك"، مستنكرة أن يصدر هذا الفعل من "أخصائية تربية نفسية، أبسط حاجة كان المفروض تعرفها إن محمد بني آدم ربنا كرمه ماينفعش حد يحط رجليه عليه".

أصدرت وزارة التربية والتعليم، اليوم الثلاثاء، بيانًا تؤكد فيه رواية المعلمة على لسان الطالب وولي أمره، حيث أشارت إلى أن "التحقيقات داخل ديوان عام الوزارة والتي حضرها الطالب وولي أمره، أكدت أن الطالب سقط على الأرض نتيجة التزحلق، وأثناء مرور المعلمة رفعت قدمها عليه حتى لا تصطدم به".

وأشارت الوزارة إلى أن تحقيقات المدرسة مع المعلمة، أسفرت عن خصم يوم لها، لتأخرها في مساعدة الطالب على النهوض من على الأرض.