المحتوى الرئيسى

أزمات مصرية وصلت للعالمية.. السكر يفتح شهية الصحف الغربية.. طفل إيطاليا يفضح تقاعس الحكومة.. "التايمز" تحذر من تفاقم أزمة الدولار .. وتحذيرات من الغضب المختمر ضد النظام

10/25 19:34

أزمات متلاحقة أثقلت كاهل ملايين المصريين، بعد أن تركتهم الحكومة وسط كابوس الهجرة غير الشرعية واختفاء السلع الغذائية الأساسية والغلاء، والتي تحولت إلي حديث الساعة ليس بين المصريين بعضهم البعض فحسب، وإنما وصلت أصداءها أيضًا إلي كبري الصحف العالمية التي سلطت الضوء علي مختلف تلك الأزمات.

فعلي مدار شهرين متواصلين اجتاحت أزمة نقص السكر السوق المصرية، حيث شهدت الأسواق زيادة فى أسعار السكر، بعد أن تراجع المعروض منه بكميات كبيرة، تراوح من 6 إلى 8 جنيهات للكيلو فى القطاع الخاص حسب الجودة ودرجة البياض، كما شهدت المجمعات الاستهلاكية أيضا، نقصا فى المعروض من السكر.

وأمام تصاعد الأزمة التي سرعان ما تطورت من نقص المعروض إلي اختفائه تمامًا سواءً المدعم أو المستورد، سلطت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، الضوء علي الأزمة، بقولها: "أسابيع من النقص الواضح لتلك السلعة أصابت الشعب بالذعر، فلقد اعتاد المصريون تحلية أكواب الشاي بملعقة أو ثلاث أو خمس ملاعق من السكر، السلعة الرئيسية التي طالما تقترن بالدعم الحكومي لها بالنسبة لمعظم السكان".

ومضت تقول إن أزمة السكر سرعان ما اختزلت الغضب المختمر ضد إدارة الرئيس عبد الفتاح السيسي للاقتصاد وحكمه ككل، لافتة إلي أن الاقتصاد المصري يعيش حالة سقوط حر منذ 2011، إذ لم يعد الجنيه يساوي أكثر من 6 سنتات في السوق السوداء، نحو نصف القيمة التي كان عليها في ذات الوقت من العام الماضي.

وقالت الصحيفة إن السكر ليس السلعة الأساسية الوحيدة الشحيحة في السوق، إذ أن أزمة العملة أثرت على القوى الشرائية الاستيرادية، بعد أن اختفي زيت الطهي من الأسواق لفترة هذا العام، وكذلك لبن الأطفال، كما أن هنالك نقصا في إمدادات الأرز.

نوهت إلي أن السيسي بات يقبع تحت ضغوط إصلاح الاقتصاد، يتعرض للوم، جراء النقص في السكر، والسلع الغذائية الأخرى المدعمة التي يعتمد عليها المصريون منذ الحرب العالمية الأولى.

ودعمت الصحيفة حديثها بتحليل الباحث بـ"أتلانتك كاونسل" إتش. إيه هيلر، "الذي قال إنها الأزمة الأسوأ التي استطيع تذكرها على مدار حياتي، أعتقد أن الجميع يعتريه القلق من تكرار انتفاضة الخبز التي اندلعت عام 1977".

بيد أن توابع الأزمة من حملات مباحث التموين علي مصانع الحلوي لضبط محتكري كميات كبيرة من السكر، والتي كان آخرها واقعة مداهمة مصنع شركة إيديتا وإغلاقه بعد التحفظ علي مخزون السكر لديه، ما أثر موجة من الغضب والسخرية إزاء تعامل الدولة مع الأزمة بشكل عشوائي وغير منطقي، لاسيما وأن احتفاظ مصانع الحلوي بمخزون من السكر اللازم للإنتاج أمر طبيعي ولا يصنف كجريمة.

لكن أصداء الواقعة سرعان ما انتقلت إلي الغرب، بعد أن وصف الباحث الأمريكي إريك تراجر تقارير حول توقف مصنع شركة إيديتا للصناعات الغذائية في بني سويف عن الإنتاج بسبب مصادرة الدولة خامات السكر من المخازن بالعلامة المروعة.

وكتب تراجر، زميل معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، عبر حسابه على تويتر: “شركة إيديتا للصناعات الغذائية المصرية تتوقف عن الإنتاج بعد مصادرة السكر، وفقا لمصادر". وتابع: "إنها علامة مروعة".

سبق أزمة السكر، كارثة أشد وطأه تعالت معها صرخات غضب واستياء أطلقها عدد كبير من الأمهات والآباء ممن اكتووا بنيران قرار وزير الصحة الأخير، في سبتمبر الماضي بشأن منع صرف ألبان الأطفال المدعمة بالصيدليات ومنافذ الشركة المصرية لتجارة الأدوية.

وإزاء ذلك، سلطت صحيفة "أورلاندو سنتينال" الأمريكية المعنية بالصحة، الضوء على الأزمة قائله أن تظاهرات الأمهات المصريات أظهرت أن الإجراءات التقشفية التي تتبناها الحكومة المصرية تطال في مجملها ، وبمنتهى القسوة" فئة كبيرة من المصريين وهم فئة محدودي الدخل.

ولفتت الصحيفة إلى أن مصر اتفقت مع صندوق النقد الدولي للحصول على قرض بقيمة 12 مليار دولار، وعلى الرغم من عدم إفصاح الحكومة عن التفاصيل، إلا أن تخفيض الدعم وفرض ضرائب جديدة على المصريين هي جزء من خطة الحكومة لبرنامج الإصلاح الاقتصادي.

وفي أغسطس الماضي، أثارت قصة الطفل "أحمد" الذي تم تداول أخباره بوسائل الإعلام الإيطالية، جدلًا واسعًا بين أهالي محافظة البحيرة، نظرًا لعدم معرفة حقيقة الطفل الذي أطلقت الصحف الإيطالية عليه وصف البطل لعبوره البحر الأبيض المتوسط على قارب صغير من أجل إنقاذ شقيقه الذي يعاني من سرطان الدم.

وسردت صحيفة "كورييرا ديلا سيرا" الإيطالية، قصة طفل يدعى أحمد ويبلغ من العمر (13 عاما)، ووصل إلى جزيرة "لامبيدوزا" على متن قارب هجرة غير شرعية، بهدف لقاء مسؤولين هناك لإنقاذ أخيه المريض.

ووفق ما قالت صحيفة "كورييرا ديلا سيرا"،أن أحمد أضاف الكثير من الألم في سرد قصته بقوله "حلمي أن أرى شقيقى يلعب كغيره من الأطفال دون ألم، أريده أن يشاركنى لعب الكرة دون خوف من دخوله في غيبوبة، لأنه لا يستطيع البقاء كثيرًا واقفا على قدميه".

وأضافت"كورييرا ديلا سيرا" ،و فى استجابة سريعة من الجانب الإيطالى عقب نشر قصة الطفل، أعلنت ستيفانيا ساكاردي، المسؤولية بقطاع الصحة في مقاطعة "توسكانا"، أن طبيبا يدعى "ماركو كاريني" أعرب عن استعداده لتحمل مسئولية علاج الطفل، وأنه سيتم نقل شقيق أحمد برفقة عائلته من رشيد لتلقي العلاج هناك.

وتحت عنوان " أين المرسيدس الخاصة بى؟ أزمة مصر المالية تضرب الأغنياء"، تناولت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أزمة الدولار، مؤكدًا أن الأزمة التى تشهدها مصر فى الوقت الراهن تؤثر على طبقة الأغنياء، ووصفته بالأمر الجديد الذى لم يحدث من قبل.

وقالت الصحيفة إن الأثرياء فى مصر كانوا من بين أكثر مؤيدى الرئيس عبد الفتاح السيسى فى فترة ما بعد يوليو 2013، وفضلوا الاستقرار وملاحقة الإسلاميين. إلا أن هذا الولاء يتعرض لاختبار الآن فى ظل النقص الشديد فى العملة الأجنبية الذى يعرقل النشاط التجارى، ويعيق الواردات من مستلزمات الرفاهية ويؤثر على نمط حياتهم، وهو ما أثار موجة من الانتقادات الحادة عير المعتادة للرئيس السيسى، بحسب الصحيفة.

وذهبت الصحيفة إلى القول بأن الرئيس السيسى يستخدم الموارد المحدودة التى لديه لمساعدة الفقراء، منهم سبعة ملايين مواطن يحصلون على رواتبهم من الدولة، وذلك بتعزيز قيمة الجنيه. ومن الناحية السياسية هناك ما يبرر هذا، فالسيسى مدرك أن الاحتجاجات الشعبية أطاحت بالرئيس مبارك من الحكم عام 2011. لكن حتى بالرغم من ذلك، فإن الفقراء عانوا من نقص بعض المواد الغذائية الأساسية مثل زيت الطهى، فى حين يواجه الأغنياء قيودا شبهتها الصحيفة بالقرصة الحادة، وإن لم تكن مؤلمة تماما على حد قولها.

نرشح لك

Comments

عاجل