جدل حول تكريم مدرسة لطالباتها المحجبات .. نفاق اجتماعي أم تحفيز؟

حالة من الجدل والنقاش الحاد شهدتها صفحة المدرسة الدولية  Leaders' College Dr. Shereen Fathy على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، بعد أن نشرت صورا لتكريم مديرة المدرسة لمجموعة من الطالبات اللاتي ارتدين الحجاب، وتوجتهن، وقدمت لهن الهدايا أمام باقي زميلاتهن.

وتباينت آراء جمهور موقع التواصل الاجتماعي الذين شاركوا بتعليقاتهم على الصفحة، فمنهم من رفض إجراء المديرة داعما حملة "ضد إجبار الفتيات على الحجاب" التي تبناها بعض الإعلاميين، ومنهم من بارك هذا التصرف ويراه بادرة طيبة للطالبات.

دوت مصر تواصل مع إدارة المدرسة وخبراء تربية ومتخصصين، للتعرف عن كثب عن جدوى إجراء مديرة المدرسة ومدى تأثيره على الطالبات.

في البداية تواصلنا مع الدكتورة فاطمة خضر، مديرة مديرية القاهرة التعليمية، التي شنت هجوما حادًا على منتقدي تكريم الطالبات، وما أثير على الـ "فيس بوك" من قضايا مماثلة ، ووصفت إجراء مديرة المدرسة بأنه  تصرفًا محمودًا.

ومن ناحيتها، قالت مستشارة الصحة النفسية والتربية والإرشاد الأسري، الدكتورة زينب المهدي، إن هذا التصرف يندرج تحت بند التحفيز، وهذا الشيء يتكرر يومياً في المدارس الدولية والخاصة ويهتمون بتحفيز الطلاب دراسيًا واجتماعيًا، ولا يعتبر هذا التكريم تمييزا بين طالبة وأخرى، ولن يضر بنفسية الطالبات، إلا إذا قامت المديرة بتوبيخ غير المحجبات أو دفعهم لهذا التصرف.

اضغط هنا لتتعرف على رد مديرة المدرسة 

فيما خالفت الدكتورة سلمى محمود، استشارية الصحة النفسية الرأي مع  الدكتورة زينب، موضحة أن مثل هذه المكافآت أو التكريمات تجعل الفتاة المراهقة التي حصلت على مكافأة لارتدائها الحجاب، والتي لم يكتمل نضجها العقلي والوجداني تجعلها  تسلك سلوكيات ظاهرة لإرضاء المجتمع من حولها لتشعر بالتميز على زميلاتها- دون وجه حق- لمجرد أنها غيرت في شكلها الظاهري، ويخرج الموضوع عن سياقه الأساسي وهو التدين وعلاقة الشخص بربه إلى مظاهر مجتمعية يتبعها الأشخاص ليكتسبوا التأييد من الأخرين ويكتسبوا مدحا من غيرهم، وهو ما يعرف بـ "النفاق الاجتماعي".

كما أوضحت أن أسس التربية السليمة تنصح بعدم ربط الدين بالمكافآت والتأييد الظاهري حتى لا يترسخ في ذهن الأطفال أن التدين فعل سيكافئ عليه من البشر، والأفضل أن نوصل لهم فكرة أن علاقة الشخص بربه علاقة خاصة وإذا تقربت لله فالله وحده الذي سيكافئك، وإذا ابتعدت فالله وحده سيحاسبك.