المحتوى الرئيسى

حلب .. تسقط التغيرات الجيوسياسية وتنبأ بصحوة قومية

10/25 18:07

تفرض الأحداث الجارية باتباع خطوات سريعة وحسم كبير , خصوصا بعد أن أصبحت زمام المبادرة في محيط حلب بيد الجيش السوري وحلفاؤه والتي تهدف الى تعزيز الطوق المفروض ، تحسباً لأي جولة مرتقبة من المعارك التي يجري الإعداد لها، والتي من شأنها، رسم مسار جديد للمباحثات والمبادرات الدبلوماسية بعيداً عن تلك التي فشلت خلال الأشهر الماضية في التوصل إلى تهدئة مستقرة.

بعد يومين على انقضاء «الهدنة» المؤقتة،عادت جبهات حلب إلى الاشتعال, من دون أيّ ترقبّ لموعد اجتماع دولي مقبل، من شأنه إحياء التهدئة.

الا أن الجيش السوري لم يساوم على حلب يوماً , فكان من اولى أهدافه قضم المناطق في الريف الجنوبي,سيما في ضوء إعلان الفصائل المسلحة تباعاً عن تحضيرات تجري لجولة معارك تهدف إلى «فك الحصار» عن مدينة حلب.

تطورات متسارعة وتكتيكات عسكرية أفضت باستعادة كتيبة الدفاع الجوي أول من أمس، بالاضافة الى احكام السيطرة على تلّتي أُحد (بازو) ومؤتة الواقعتين جنوب مدرسة الحكمة، وهو ما يعني فرض سيطرة نارية على طرق إمداد المسلحين المتمركزين في مشروع 1070، التي تشرف عليها التلة وعلى أي هجوم نحو «الكليات».

ومن المتوقع أن تستدعي اندفاعة الجيش التي تعزّز الطوق المفروض جنوب غرب المدينة، رداً من جانب المجموعات المسلّحة خلال الأيام القليلة المقبلة، خاصة مع حديث مسؤولين في «جيش الفتح» وغيرهم عن انطلاق قريب لمعركة «فك الحصار». وبالتوازي مع اشتباكات شهدتها جبهات عدة أحياء في حلب، بينها بستان الباشا وصلاح الدين، ألقى الجيش السوري مناشير فوق الأحياء الشرقية تدعو المسلحين إلى إخلائها وإلقاء السلاح «قبل فوات الأوان».

ومع الاشتعال التدريجي للميدان، تبدو المبادرات الدبلوماسية الداعية إلى التهدئة خارج حسابات الوقت الحالي، رغم ما يجري من اتصالات أوروبية للتوصل إلى «هدنة إنسانية» مماثلة لسابقتها المنتهية، وإبقاء واشنطن على قنواتها مفتوحة مع موسكو، عبر اتصال وزير الخارجية جون كيري بنظيره الروسي سيرغي لافروف أمس، لبحث الوضع السوري، وفق ما نقلت وزارة الخارجية الروسية، التي أوضحت أن لافروف أبلغ كيري أنه يجب على الولايات المتحدة الوفاء بالتزاماتها بـ«فصل جماعات المعارضة المعتدلة عن الإرهابيين»، مشيراً إلى أن «الخبراء سيواصلون البحث عن سبل للتوصل إلى تهدئة في مدينة حلب».

وفي الجانب الاقليمي لازال النشاط الدبلوماسي المصري , قيد الترقب , كونه يسعى لإقرار مشروع «هدنة» جديد في مجلس الأمن، رغم عدم توفر الظروف الملائمة لتجديد اجتماعات لوزان، وفق ما أوضح نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، خاصة في ضوء «اقتراب الانتخابات الأميركية».

أما فيما يتعلق بـ «مسألة تجديد الهدنة الإنسانية غير مطروحة» حالياً، أوضح ريابكوف أن إقرار هدنة جديدة يتطلب «أن يضمن خصومنا التزام المجموعات المعارضة للحكومة (السورية) بسلوك مقبول، بعدما حالت هذه المجموعات دون تنفيذ عمليات الإجلاء الطبية». وانتقد موقف «التحالف الدولي» الذي تقوده واشنطن، الذي «يفضل انتقاد دمشق وموسكو على ممارسة نفوذه فعلياً على المعارضة والفصائل المقاتلة» من أجل ضمان استمرار الهدنة.

وضمن هذا الاطار، أعرب المتحدث باسم الكرملن، ديميتري بيكسوف، عن شكّ بلاده في «إمكانية فصل الجماعات الإرهابية عن جماعات المعارضة المعتدلة، أصلاً»، وهو ما يثير «تساؤلات حول إمكانية إعلان تهدئة جديدة أخرى» , مشيراً إلى أن الجماعات المسلحة في حلب واصلت خلال أيام التهدئة استهداف نقاط التفتيش والرصد، والهجوم على الطرق الرئيسية، وبينها طريق الكاستيلّو، مشدداً على أن كل ذلك «لا يشجع على أي توقف أو على بدء أي عمليات تقديم المساعدة الإنسانية».

وفي سياق متصل ، نقلت وكالة «انترفاكس» الروسية عن نائب وزير الخارجية الروسي، غينادي غاتيلوف، قوله إن وزير الخارجية السوري وليد المعلم سيزور موسكو في الـ28 من الشهر الجاري، لعقد محادثات مع نظيره الروسي لافروف.

وتبقى الأنظار متجهة تحو , حملة الدول الغربية ــ ضمن المنظمات الدولية ــ ضد موسكو وحلفائها،حيث  دعت أكثر من 80 منظمة تعمل في مجالات حقوق الإنسان والإغاثة، الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى إخراج روسيا من «مجلس حقوق الإنسان» التابع للأمم المتحدة، بسبب «حملة القصف التي تشنّها في سوريا».

ووقّعت تلك المنظمات، ومن بينها «هيومان رايتس ووتش»، على الدعوة التي أطلقت قبل الانتخابات التي تجرى على 14 مقعداً في المجلس، الجمعة المقبل.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل