المحتوى الرئيسى

«شباب».. افعل ما تؤمن به قبل فوات الأوان

10/25 17:30

الفيلم يسخر من القيم المادية.. ويعلي من معنى الروح الإنسانية

الحياة وُجدت لنحقق ذواتنا ورغباتنا قبل فوات الأول، هذا بعض ما يريد أن يقوله فيلم Youth أو "شباب"، إنتاج 2015، وعُرض لأول مرة في 21 مارس من نفس العام.

الفيلم من إخراج وتأليف الإسباني باولو سورينتينو، وبطولة الممثل البريطاني المخضرم مايكل كين، والبريطانية راشيل وايز، والأمريكي هارفي كيتل، مع ظهور قصير للأمريكية جيبن فوندا نجلة أسطورة السينما الأمريكية هنري فوندا.

يتناول فيلم حيوات عدد من الشخصيات في فندق على جبال الألب يقصدونه للاسشفاء والنقاهة، وهناك نرى أن كل منهم لديه مشكلة وصراع مع ذاته، سواء كان الكبار أو الشباب.

فريد بالينجر الذي يؤدي دوره مايكل كين موسيقار وقائد أوركسترا شهير متقاعد، يطل منه إحياء حفل ملكي لكنه يرفض، أسباب الرجل هي أنه فقد الإلهام الذي كانت توحي له به زوجته الراحلة. في نفس الوقت تتقاطع قصة العجوز مع ابنته "ليبدا" وتؤدي دورها راشيل وايز، التي تعاني من إهمال وخيانة زوجها لها، والمشاكل الأسرية التي كانت تشعر بها بين والديها من تفكك عائلي واضح.

أما مايكل بوبلي الذي يؤدي ردوه هارفي كيتل فهو مخرج كبير يعكف مع فريق عمل تابع له على سيناريو فيلم يتمنى أن ينجزه، هو مشروعه الأخير على ما يبدو، لكنه ينتحر في النهاية عندما تواججه الممثلة القديمة في أفلامه بأن المخرجين في أواخر حياتهم لا يقدمون جديدا.

هناك شخصية أخرى مهمة، وهي ممثل شاب معروف بأدائه دور رجل آلي كوميدي، لكنه يتعجب من أن الكثيرين لا يقدرون له أدوارا مهمة قام بها ويحبها، حتى تقالبله فتاة صغيرة وتبدي إعجابها بدور غير معروف له فيشعر أخيرا أن ما يفعله بحب يصل إلى الناس.

لدينا أيضا لاعب كرة معتزل، بدين للغاية، ولا يزال يأتي إليه المعجبون لتوقيع الأتوجرافات، لكن مأساة الرجل هنا هي في النتاقض بين اللياقاة في الماضي والسمنة المفرطة في الحاضر.

هناك شخصيتين في الفيلم مثيران للانتباه، زوجان عجوزان يجلسان سويا ولا يتحدثا أبدا، ويبدو أنهما في حالة خصام دائم، ورغم أننا نكتشف أنهما أبكمان، فإن خروجهما إلى الحديقة وممارستهما الجنس بعنف معا يبدو رسالة إلى لغة الجسد التي قد تكون معبرة أكثر من ألف لسان في بعض الأوقات، وبديل جيد عن الكلام.

الفيلم يضع نماذج عجوزة مهزومة في مقابل نماذج شبابية لكنها خاوية، مثل ملكة جمال العالم متفجرة الأنوثة والتي تثير الرغبة الميتة عند الموسيقار والمخرج العجوزين، ولدينا الرجل الذي يتسلق الجبال ويستقي من ذلك معنى للحياة ويستطيع من خلال ذلك أن يخرج "ليبدا" ابنة الموسيقار من كبوتها بعد أن تركها زوجها واختار امرأة أخرى.

لكن الفيلم يسخر فيما يبدو من القيم النمطية والاستهلاكية للحياة، مثل الجسد والمال والشهرة، ويتطلع إلى نفوس أكثر شبابا حتى لو كانت في طور الكهولة، يريد المخرج الإسباني هنا أن يقول أن الإنسان يجب أن يفعل ما يرغب فيه، وألا يضحي بالحب من أجل الماديات، وأن يبحث كل منا في روحه وروح الآخر، وأن هذه الحياة وجدت لنحقق ذواتنا لا أن ندفنها قبل فوات الأوان.

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل