المحتوى الرئيسى

بعد إثارتها للجدل بالمشاركة في المسلسل الأمريكي Tyrant.. «بسمة»: حملات التشويه لن تكسرنى

10/25 10:10

- لم أهاجر إلى أمريكا.. وإقامتى مرتبطة بظروف عمل زوجى فى جامعة «ستانفورد»

- أتعجب لاتهامى بالتطبيع مع شخص انتهت علاقته بالمسلسل قبل أن يبدأ.. ولا أفهم لماذا تستخدم أصول جدى اليهودية فى انتقادى

- هناك إصرار على اعتبارى ناشطة سياسية منذ مشاركتى بـ«ليلة سقوط بغداد».. ونزولى الثورة وزواجى من حمزاوى رسخا هذا الاعتقاد

- من المستحيل أن أشارك فى عمل يستهدف بلدى.. و«الطاغية» يدافع عن المسلمين ويرفض وصفهم بالإرهابيين

- لا أحب أن أعيش دور الضحية ولكنى انتظرت كلمة «برافو» والاحتفاء بمشاركة ممثلة مصرية فى مسلسل أمريكى

- حرام تكون «الأدراج» نهاية مسلسل «أهل إسكندرية».. وأفكر فى العودة لمهنتى السابقة بتقديم البرامج

حالة من الجدل صاحبت الإعلان عن مشاركة الفنانة بسمة فى الجزء الثالث والأخير للمسلسل الأمريكى (Tyrant ــ الطاغية)، فالى جانب اتهامها بالتطبيع مع إسرائيل، يضم المسلسل مشاهد عنف وجنس، ويتعرض للشرق الأوسط بعد ثورات الربيع العربى.

وتلعب فيه بسمة شخصية «صافية»، امرأة براجماتيه لديها نفوذ وأموال، وفى سبيل الحفاظ عليهما تتحالف مع الجميع.

فى هذا الحوار، توضح بسمة لـ«الشروق» موقفها من كل الاتهامات التى وجهت إليها، كما تكشف أسباب إقامتها فى أمريكا، وكيف جاءتها فرصة المشاركة فى مسلسل أمريكى، وما هى العوائق التى واجتها خلال التجربة، كما تتحدث عن عدم المشاركة فى أعمال مصرية منذ إلغاء عرض مسلسل «أهل إسكندرية»، وهل لتصنيفها «ناشطة سياسية» علاقة بذلك، كما تعلن عن قرارها بالعودة لمهنتها السابقة كمقدمة برامج تلفزيونية.

تقول بسمة: سافرت لأمريكا بعد أن جاءت لزوجى الأكاديمى عمرو حمزاوى فرصة عمل فى جامعة ستانفورد، ولأنى كأى زوجة مصرية مرتبطة بعائلتها، سافرت معه، ولكن ذلك لن يمنعنى عن ممارسة عملى بمصر، بدليل أننى فى مصر حاليا لتصوير مشاهدى فى فيلم «الشيخ جاكسون»، فاتفاقى مع زوجى أننى سأعيش بين مصر وأمريكا.

وأنا لم أسافر بنية العمل فى هوليود، ولم أتوقع أن تأتينى فرصة المشاركة فى مسلسل (Tyrant - الطاغية) بهذه السهولة والسرعة.

* كيف جائتك فرصة المشاركة فى (Tyrant)؟

كان لزوجى، محاضرة فى لوس أنجلوس، حضرها هوارد جوردون الشخص المسئول عن الجزء الابداعى فى الشركة المنتجة للمسلسل، فهو مهتم بمعرفة ما يحدث فى الشرق الأوسط ليستفيد به فى المسلسل.

ورغم أننى لم أذهب لهذه المحاضرة، تبادل زوجى مع «جوردون» وسائل الاتصال، ولم أتردد فى الاتصال به خاصة أننى كان لدى شغف كبير منذ دخلت مجال التمثيل، أن أتعرف على منظومة العمل فى هوليود، وإلى أى مدى هى مختلفة عن منظومة العمل فى مصر.

ولحسن الحظ، تصادف ظهورى فى طريق صناع المسلسل مع حاجتهم لممثلة شكلها شرق أوسطى، فأعطونى على الفور نسخة لأول جزءين من المسلسل، لأشاهدهما، وبدأت بعدها التحضير للدور مباشرة.

ورغم أن المشاركة فى عمل عالمى جزء من أحلام أى ممثل، لكن هذا لا يعنى أننى سعيت اليه، لأنى مثل معظم الممثلين المصريين ليس لدى نافذة تقول للعالم إننى موجودة، لذلك أعتبر نفسى محظوظة جدا بمشاركتى فى هذا العمل بعد فترة قصيرة من سفرى لأمريكا، لأن غيرى انتظر سنوات طويلة، ومر بتجارب أداء كثيرة جدا حتى جاءته فرصة المشاركة فى مسلسل أو فيلم فى هوليود.

* ألم يقلقك أن تكون أول تجاربك خارج مصر تتعرض للعالم العربى بشكل سلبى؟

كان لدى تخوف فى البداية من المشاركة فى عمل يتعرض لمنطقة الشرق الأوسط، خاصة أن الحوادث الإرهابية التى طالت العالم أخيرا، للأسف رسخت صورة نمطية عن العرب والمسلمين بأن أغلبهم إرهابيون.

ولكن بعد قراءة النص، كانت مفاجأة سارة جدا بالنسبة لى، لأن هذا المسلسل الذى ينتجه الغرب، يؤكد على فكرة أن العالم العربى يوجد به نماذج إيجابية أيضا وليس فقط نماذج سيئة. فالمسلسل يعمل على تحسين صورة العرب، ويؤكد على أن المسلمين ليسو إرهابيين، ولا متخلفين، وهذا شىء يدعو للفخر، وليس للخوف.

* وهل يعقل أن عملا أمريكيا يمكن أن يكون جادا فى تحسين صورة العرب؟

الحقيقة، أن هذا المسلسل رغم أنه إنتاج أمريكى، إلا أن صناعه لم يهتموا بأن يحسنوا من صورة بلادهم، على حساب الواقع.

وكان أولى أن يصنع العرب أعمالا ضخمة تحسن من صورتهم، وتساهم فى تغيير الصورة النمطية المأخوذة عنهم، ليؤكدوا على أن المسلمين ليسوا بإرهابيين، ولكن هذا لم يحدث، لأسباب كثيرة منها أن العالم العربى حاليا يمر بظروف قاسية، يصعب معها التفكير فى تقديم أعمال فنية كبيرة قادرة على مخاطبة العالم، حتى إذا حدث ذلك ربما لا يصدقها المواطنون فى الغرب، لذلك، الرسالة الإيجابية يكون مفعولها أقوى عندما تأتى من مسلسل إنتاج أمريكى.

والمسلسل تدور أحداثه فى دولة خيالية فى منطقتنا العربية دون تحديد اسم معين، يوجد بها نماذج إيجابية وأخرى سلبية، وهذا طبيعى، لكن من المستحيل أن أشارك فى أى عمل فنى يستهدف بلدى أو العالم العربى.

* كيف واجهت اتهامك بالتطبيع بعد المشاركة فى المسلسل؟

رغم أن البحث عن جنسية جميع العاميلن بالمسلسل ليس أمر طبيعى، إلا أننى قبلت بأن تتم محاسبتى على جميع الأشخاص الذين تعاملت معهم، سواء هاورد جوردون الذى اتفقت معه على المسلسل، أو كتاب ومخرجين الحلقات التى ظهرت فيها.

أما بالنسبة للشخص الإسرائيلى الذى قيل فى مصر إنه مؤلف المسلسل، فرغم أننى لم ألتق به على الإطلاق، إلا أننى بحثت عن اسمه، واكتشفت أنه كان من الشخصيات التى تبنت فكرة المسلسل فى مهدها، ولكنه انسحب قبل إنتاج الجزء الأول للمسلسل عام 2012، لذلك أتعجب لأن البعض يتهمنى بالتطبيع مع شخص انتهت علاقته بالمشروع قبل أن يصلنى بـ4 سنوات.

الأهم من ذلك، أننى وقعت مع «فوكس 21»، والمعروف أنها من أكبر شركات الإنتاج الأمريكية، لذلك لا يصح أن يقال إننى عملت مع شركة إنتاج إسرائيلية، ورغم أن معظم من هاجمنى يعرف أننى مظلومة، لم يعتذر أحد عن تشويهى.

* هل هذا الهجوم أفسد فرحتك بأول مشاركة لك فى عمل عالمى؟

لا أريد أن أضع نفسى فى موقع الضحية، لأن هذا المسلسل خطوة جيدة ومهمة فى مشوارى وفخورة بها جدا، والناس التى تحبنى فرحت من أجلى، خاصة أننى الممثلة المصرية الوحيدة حاليا التى شاركت فى عمل أجنبى، إلى جانب تجارب زملائى خالد النبوى وعمرو واكد وخالد أبوالنجا، وكان الطبيعى أن يواجه ذلك باحتفاء وليس تشويها، فأنا لم أكن أنتظر سوى كلمة «برافو».

لكن أكثر ما أزعجنى فى حملة التشويه التى تعرضت لها، هو الزج باسم جدى الراحل يوسف درويش، ولا أفهم لماذا البعض يتخيل أن أصوله اليهودية، يمكن أن تكسرنى أو تجعلنى «أكش». بالعكس أنا فخورة به جدا، وأعلنت كثيرا أنه من أكثر الشخصيات المؤثرة فى حياتى.

ولأن له تاريخا وطنيا مشرفا ونظيفا، كلما حاول أحد النيل منه وتشويهه يجد الملايين غيرى أنا ووالدتى ليتحدث بإنصاف عن سيرته.

وبالمناسبة، من يعمل فى هوليود، مؤكد أنه سيلتقى بفنانين يحملون جنسيتين، ولديهم انتماءات فكرية وثقافية مختلفة.

* هل احتواء المسلسل على مشاهد جنسية مثل عائقا أمامك أثناء التصوير؟

هذا المسلسل مصنف عمريا لأكثر من 18 سنة، لاحتوائه على مشاهد عنف وجنس، ولكن إذا أراد أحد محاسبتى، فلابد أن يكون على المشاهد التى قدمتها، وأدعى أن جميعها يتسق مع المنظومة الأخلاقية المصرية.

وهنا لابد من توضيح أن أحكام الغرب الأخلاقية والرقابية على الفن مختلفة تماما، فمثلا كما نتعجب من تقديمهم مشاهد جريئة على الشاشة، يتعجبون هم من رفضنا قبول هذه المشاهد، وبالتالى، لن يكون مسموحا ولا مقبولا لديهم أن يفرض ممثل من الشرق الأوسط ثقافته وقناعاته على منظومة العمل لديهم.

كما أننى لست ميريل ستريب أو جوليا روبرتس حتى أختار أو أستبعد من يعمل معى، أو أساهم فى الشكل الذى يخرج عليه العمل.

أما بالنسبة للعوائق التى واجهتنى أثناء التصوير، فكانت متمثلة فى الخجل والشعور أننى أمثل لأول مرة، وبالفعل أخذت بعض الوقت حتى تغلبت على خوفى و«كسوفى». فهناك رهبة كبيرة من فكرة العمل مع فريق لا تعرفه ولا يعرفك، ولا يتحدث نفس لغتك، وطريقة تفكيره مختلفة، وهذا شىء لا يستهان به.

* ألم يكن لديك مشكلة فى أن تخضعى لاختبارات أداء وأنت ممثلة معروفة فى بلدك؟

اعتبرت نفسى أبدأ من جديد، لأنهم فى أمريكا لا يعرفون بسمة الممثلة التى تعمل بالسينما والدراما المصرية منذ 16 سنة تقريبا، فهم يتعاملون معى كممثلة مبتدئة، وأنا فى المقابل أملك من التحدى والإصرار ما يشجعنى على الاستمرار.

والحقيقة أننى كنت محظوظة بأننى لم أخضع لتجارب أداء للمشاركة فى مسلسل «الطاغية»، وتم اختيارى بعد مشاهدة أجزاء من شغلى فى مصر، إلا أننى فى المستقبل لن أتردد فى الخضوع لتجارب أداء، حتى إذا لم أحصل على الدور فهذا لا يعنى أننى سيئة، ولكن يعنى أننى ليس الممثلة الموجودة فى خيال المخرج، وهذا لا يقلل منى كممثلة.

* هل الفرق كبير بين منظومة العمل فى مصر وأمريكا؟

الحقيقة أننى كنت أتخيل أن المخرج الخواجة يعمل بطرق وأساليب لم نسمع عنها من قبل، ولكنى اكتشفت بعد هذه التجرية اننا فى مصر «جامدين قوى»، وأن طريقة إدارة المخرج للعمل وتوجيه الممثل تقريبا واحدة، لذلك أصبح لدينا مسلسلات قادرة على منافسة نظيرتها الأمريكية «راس براس»، خاصة بعد أن اتجهت الدراما للاعتماد على ورش الكتابة وأفرز ذلك تجارب مميزة مثل «جراند أوتيل»، و«تحت السيطرة».

وأدعى أن الفرق الواضح والأبرز، أننا فى مكان بعيد عنهم فى أمريكا تنظيميا، على سبيل المثال قبل كل حلقة كان يأتينى جدول تصويرها، ويجتمع كل فريق العمل فى جلسة قراءة مع المخرج والمؤلف، يضاف إلى ذلك أن هناك «رحرحة» إنتاجيا، لدرجة أن التصوير كان 5 أيام فقط أسبوعيا، والأحد والإثنين إجازة دائما، واليوم الذى نضطر فيه للعمل 14 ساعة يتقدمون باعتذار لطاقم العمل على هذا الوقت الطويل، أما هنا فى مصر فيمكن أن نعمل 7 أيام فى الاسبوع، و18 ساعة فى اليوم.

كما لفت انتباهى أنهم فى أمريكا يعاملون الممثلين من أكبرهم لأصغرهم سواء، الجميع يملك نفس المميزات، يتعامون مع نفس الماكير والكوافير والاستايلست، وفى وقت الراحة الجميع يأكل فى نفس القاعة، ويقفون فى نفس الطابور للحصول على الطعام، والتفرقة الوحيدة أن المجاميع يكون لهم مكان مختلف عن الممثلين والفنيين، لكن الحقيقة أنه من أول آدم راينر البطل الأول للمسلسل وحتى أصغر دور فى المسلسل، الجميع يملك نفس المميزات.

* قبل عامين أعلنت ندمك على اهتمامك بالسياسة على حساب الفن.. هل يزعجك وصفك بالناشطة السياسية؟

بالتأكيد يزعجنى، لأنى بالفعل لست ناشطة، ولا أفهم لماذا يحسبوننى على السياسة، رغم أن ذلك ليس صحيحا بالمرة، فأنا مجرد فنانة، حصل أنها شاركت مثل غيرها فى الثورة، ثم ابتعدت تماما.

والقناعة الراسخة لدى الكثير بأننى مرتبطة بالسياسة، بدأت منذ مشاركتى فى فيلم «ليلة سقوط بغداد»، وحينها البعض كان يحسبنى على الأوساط السياسية، رغم أننى قدمت الفيلم من وجهة نظر فنية لأنه خطوة مهمة فى مشوارى، إلا أن أحدا لم يصدقنى.

وفى 2011، شاركت مثل معظم الشعب المصرى، وتخيلت أننى قادرة على تغيير شىء، وبعد فترة اقتنعت أن السياسة ليست وظيفتى، وأن رسالتى يجب أن تصل عن طريق الفن، فابتعدت عن السياسة تماما منذ 2013، ورغم ذلك البعض يعتبرنى سياسية.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل