المحتوى الرئيسى

«السامريون».. الطائفة الأقدم على وجه الأرض

10/24 20:32

«السامريون» مجموعة عرقية دينية تنتسب إلى بنى إسرائيل لكنها تختلف عن اليهود، ورغم أنهم يعتمدون على التوراة إلا أنهم يعتبرون أن توراتهم هى الأصح، وأن ديانتهم هى ديانة بنى إسرائيل الحقيقية. ويقدر عدد أفرادها بـ800 شخص، ويقيمون ما بين مدينتى نابلس وحولون فى أراضى 1948. وكما يقولون، فهم لم يغادروا الأراضى المقدسة منذ خروجهم من مصر قادمين إلى فلسطين، أى قبل 3650 سنة حتى الآن. وكلمة «سامري» محرفة من الكلمة العبرية «شامري»، التى تعنى محافظًا، أى هم المحافظون على الديانة العبرية القديمة، والذين بقوا أمناء لها من بين سائر بنى إسرائيل.

ظهر الخلاف بين الفريقين بعد العودة من السبى البابلي، حيث تمسك كل فريق بتوراته على أنها التوراة الصحيحة غير المحرفة، وتتكون التوراة السامرية من خمسة أسفار هى التكوين والخروج واللاويين، ويسمى الأحبار والعدد وتثنية الاشتراع، وتختلف التوراة السامرية عن التوراة العبرانية فى بعض الألفاظ والمعاني.

وتركز «الديانة السامرية على المرأة بصفتها الأم والمربية والقادرة على اتخاذ القرارات التى تهم أسرتها، وهى التى تعلم الأطفال التربية الصحيحة التى تعتمد أولا وأخيرا على التمسك بدينهم وعقيدتهم، وكذلك الحلال والحرام، واحترام الغير»، وتؤمن المرأة السامرية بأن تمسك أولادها بالدين والعقيدة هو العنصر الأساسى فى بقاء طائفتها واستمرارية وجودها، وعدم ذوبانها فى المحيط. ومعظم النساء السامريات جامعيات، ويشكلن أكبر نسبة تعليمية جامعية فى العالم بالنسبة إلى عدد أفراد طائفتهن، ويعملن فى الوظائف الحكومية والمؤسسات الخاصة، كالبنوك والشركات، ويندمجن فى الحياة العامة».

وتعتبر المرأة السامرية أن سر بقاء طائفتها ووجودها، يكمن فى إيمانها بمبدأ معين ألا وهو المحافظة على الدين السامريّ، وكذلك العادات والتقاليد. كما أن عدم تعصب النساء السامريات سبب مهم فى المحافظة على بقاء هذه الطائفة. أما من ناحية الرجل السامري، فقد اعتاد الحفاظ على كرامة المرأة.

والسامريون لا يتزوجون من خارج أبناء الطائفة السامرية، إلا فى حالات معينة وبشروط مسبقة، يأتى فى مقدمتها الإيمان بالتوراة (العبرية القديمة السامرية)، والعمل بوصاياها وتعاليمها، وكذلك بالعادات والتقاليد. وبالأحرى، أن تتسمرن (تصبح سامرية)، ما يعنى أنه ممنوع على الفتاة السامرية أن تتزوج أى شخص من خارج الديانة السامرية حفاظا على ديانة الطائفة وكيانها وعددها. وإذا حدث مثل هذا فإنها تعتبر خارجة على الدين.

ويلتحق السامريون فى نابلس بمدارسها التى تعود مرجعيتها إلى وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، بينما يتلقى سكان مدينة حولون السامريون تعليمهم فى المدارس الإسرائيلية، ويكمل كل منهم تعليمه الأكاديمــــى فى جــــامعات مدينته. ويقول يعقوب: التعليم الدينى يبدأ بتدريس الأطفال قبـل دخولهم المدارس اللغة العبرية القديمة عند أستاذ سامرى خاص، حتى يتقنوا اللغة، ويختمون قراءة الأسفار الخمسة فى عمر السنوات السبع، ثم يتجه إلى تعلم التراتيل الدينية والصلوات والأنغام السامرية لدى أستاذ آخر. ويضيف: الصلوات لدى السامريين يسبقها الوضوء، وهى باللغة العبرية القديمة، وتكون بالركوع والسجود.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل