المحتوى الرئيسى

هل دخلت مصر عهد الاغتيالات؟

10/24 15:26

فمع الساعات الأخيرة من مساء الأحد استهدف مسلحون مجهولون المقدم محمد مبروك الذي يعد -حسب الإعلام المحلي- من بين المسؤولين عن ملف جماعة الإخوان المسلمين في جهاز الأمن الوطني (أمن الدولة سابقا)، وأطلقوا عليه النار فأردوه قتيلا قبل أن يلوذوا بالفرار.

وطوال يوم الاثنين توالت ردود الأفعال التي كان أبرزها إدانات سياسية صدرت عن رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة، فضلا عن أحزاب وقوى سياسية محسوبة على السلطة الحالية وصفت الحادث بالجريمة وطالبت الحكومة بالتصدي لها.

كما عبّر حزب النور ذو التوجه السلفي الذي شارك في الخريطة السياسية الحالية التي أعلنها وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي مطلع يوليو/تموز الماضي، عن إدانته للعنف بكل صوره، وشدد على إعلاء مبدأ الحوار لحل أي مشكلة سياسية، وهو نفس ما ذهب إليه حزب الوطن وهو أيضا حزب ذو توجه سلفي لكنه يقف إلى جانب شرعية الرئيس المنتخب محمد مرسي الذي أطاح به الجيش.

لكن حزب الوطن ذهب أيضا إلى تأكيد وجود ما وصفها "بأصابع خفية مدفوعة من الخارج تريد العبث بأمن واستقرار البلاد وتسعى لإحداث فتنة بين أبناء الوطن الواحد".

على صعيد آخر، قالت وزارة الداخلية إنها توصلت إلى معلومات مهمة في واقعة اغتيال ضابط الأمن الوطني، في حين تحدث مصدر أمني عن القبض على عدد من المشتبه بهم وقال إن بعضهم يحمل جنسيات عربية ويجري التحقيق معهم.

في هذه الأثناء عج الإعلام المحلي الرسمي والخاص بتعليقات تتهم جماعة الإخوان المسلمين خصوصا بالوقوف وراء الحادث، وترجع ذلك إلى أن الضابط القتيل كان ضمن الفريق الذي سبق له تولي ملفات تتعلق بالجماعات الإسلامية قبل أن يتولى متابعة ملف الإخوان، فضلا عن التحقيقات في ما تسمى قضية تخابر يتورط فيها الرئيس المعزول محمد مرسي.

وحاول الإعلام التأكيد على الربط بين عمل الضابط وحادثة اغتياله، حيث أشار إلى أنه سبق له المساهمة في ضبط "خلية مدينة نصر الإرهابية"، كما شارك في ضبط عدد من قيادات جماعة الإخوان المسلمين في الفترة الأخيرة وبينهم خيرت الشاطر نائب مرشد الجماعة وعصام العريان ومحمد البلتاجي.

وفي المقابل، حرص حسن نجل خيرت الشاطر على نشر تغريدة على موقع تويتر تؤكد أن "الدم كله حرام" ويدعو الله أن "ينتقم من كل قاتل، ومن قاتل المقدم محمد مبروك، وممن قتل الأبرياء في كل مكان".

واعتبر العديد من الخبراء الأمنيين في مصر أن حادث اغتيال الضابط مبروك ومن قبله محاولة اغتيال وزير الداخلية محمد إبراهيم قبل عدة أسابيع، تؤكد أن مصر دخلت مرحلة الاغتيالات السياسية، وهو ما أكده اللواء فاروق المقرحي واللواء محمد نور وهما مساعدان سابقان لوزير الداخلية، حيث اعتبر نور في تصريحات صحفية أن هذه المرحلة تعد الأخيرة في تاريخ جماعة الإخوان المسلمين التي اعتبر أنها "تلفظ أنفاسها الأخيرة".

وبدوره، اعتبر الخبير الأمني اللواء محمد مختار قنديل أن اغتيال المقدم مبروك قد يكون انتقاما شخصيا تتبناه جماعة الإخوان المسلمين ضد جهاز الأمن الوطني الذي اعتاد على قيادة المواجهة الأمنية ضد الجماعات المتطرفة على حد قوله.

في المقابل، عبّر قطب العربي القيادي بحزب الحرية والعدالة الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين عن استغرابه للاتهامات التي تناثرت عقب حادث الاغتيال، وقال للجزيرة نت إنها شهدت ارتباكا وتحولا حيث أشارت المعلومات الأولية إلى أنه كان مسؤولا عن ملف الجماعات الجهادية قبل أن يركز الإعلام لاحقا على أنه كان مسؤولا عن ملف الإخوان.

وأضاف أنه لاحظ توجها نحو إلصاق التهمة بجماعة الإخوان، وقال للجزيرة نت إن التصريحات التي تواترت في الساعات الأخيرة تشير إلى نية واضحة لدى النظام بهذا الشأن من أجل التغطية على الجاني الحقيقي "الذي قد يكون قابعا داخل وزارة الداخلية نفسها أو في جهات أمنية أخرى كنوع من التصفيات الداخلية".

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل