المحتوى الرئيسى

هل يشارك «شباب السيلفى» فى مؤتمر الشباب بشرم الشيخ؟

10/24 22:19

- من الذى اختار الشباب المشاركين فى المؤتمر؟ وأين أجريت حوارات الـ105 آلاف شاب؟

- كفة المحرومين من حضور المؤتمر أثقل بكثير من كفة المدعوين.. والموقف السياسى هو السبب

 ينطلق، غدُا الثلاثاء، المؤتمر القومى للشباب برعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى، انعكاسًا لما يروج له الرئيس والحكومة والكثير من الأبواق الإعلامية، من اهتمام بالشباب واستطلاع لرؤاهم تجاه المستقبل، وفتح قناة تواصل فعالة بينهم وبين الحكومة، لتفعيل دورهم فى تنفيذ رؤية مصر ٢٠٣٠، وكذا مشاركتهم فى الانتخابات المحلية، والتصدى للفساد.

وزير الشباب والرياضة المهندس خالد عبدالعزيز أكد أن المؤتمر سيشهد مشاركة 3 آلاف شاب، يمثلون جميع الشرائح والقطاعات من الجامعات والرياضيين والمثقفين وشباب الأحزاب والعمل السياسى، إضافة إلى أكثر من 300 شخصية عامة وخبراء متخصصين، كمتحدثين ومشاركين ومدراء للجلسات.

إلى هنا والأمر لا يعدو كونه تصريحات وآمالا وطموحات، لذا لا بد أن نقترب إلى أرض الواقع قليلا.

حديث الرئيس السيسى مع رؤساء الصحف القومية أثار اندهاش الكثيرين، لا سيما تأكيده متابعة تقارير دورية ترفع له حول نتيجة الحوار مع الشباب وأنه لدى رئاسة الجمهورية استطلاعات رأى إلكترونية شملت نحو 105 آلاف شاب، تمهيدا للمؤتمر.

الاندهاش يأتى مما أثاره الرئيس عن الحوار مع الشباب الذى يبدو أنه يجرى فى الخفاء أو بعيدًا عن أعين الشباب أنفسهم، أو ربما تُجريه الأجهزة مع نموذج من الشباب المؤيد للرئيس وسياساته، دون غيرهم، أو هو استطلاع ككثير من استطلاعات الرأى التى تـُجرى فى الرسائل العلمية (المضروبة) التى تفرز نتائج دائمًا ما تكون على هوى الباحث.

أمر آخر يثير الدهشة والريبة فى آن واحد، وهى الفئات المدعوة للمؤتمر، فالمعلومات الأولية تؤكد أن شباب الأحزاب المقربين من السلطة، وكذا شباب الإعلاميين المقربين من الرئاسة، وأيضا ترشيحات الشخصيات العامة، التى لا تختلف فى منهجها عن منهج الشخصيات التى ترشحها، هم فقط المدعوون، ولكن ماذا عن المعارضين؟

شباب كشباب حزب التحالف الاشتراكى الشعبى الذى لم يقرر حتى وقت كتابة هذه السطور إن كان سيشارك أم لا، هل سيكون له دور فى ظل أغلبية ساحقة من المؤيدين وملتقطى السيلفى.

مدحت الزاهد، القائم بأعمال رئيس الحزب أكد فى بيان له أن المباحثات الأولية للمكتب السياسى للحزب ترجح مقاطعة هذا المؤتمر، وتعجب الزاهد من هذه الدعوة التى لن تلبى الحد الأدنى من احتياجات الشباب الأساسية، التى طالبوا بها فى ثورة يناير، والمتمثلة فى العيش، والحرية، والعدالة الاجتماعية، والكرامة الإنسانية.

وأشار الزاهد إلى أن السلطة الحالية تتعامل بسطحية مع مشكلات الشباب فخروج المعتقلون من وراء القضبان، والقصاص للشهداء، بالإضافة إلى قضايا الحريات، والعدالة الاجتماعية، والكرامة الإنسانية، أهم وأجدر بالنقاش بالنسبة للشباب من العمل كنائب لمحافظ أو وزير. وأضاف، أن السيسى يدعو من يسمع فقط ولا يناقشه من الشباب، واللقاءت السابقة بالشباب تثبت ما أقوله، فالمؤكد أن السيسى لن يدعو أى شباب ممن يتبعون التيار الإسلامى كذلك التيار المدنى المعارض. وفقا لما قال الزاهد.

لنفرض أن السيسى اجتمع بالشباب وناقش مجموعة من القضايا وطرح بعض الحلول، من يضمن أنه سيقوم بالفعل بتنفيذ ما تم طرحه أو الوقوف عليه، لا سيما أن كل ما وعد به السيسى للشباب منذ توليه الرئاسة فشل فى الوفاء به.

يتضمن برنامج المؤتمر عقد 8 ورش عمل فرعية تخصصية ومعرض فنى وورشة اكتشاف مواهب، ووفقا للبرنامج المطروح على الموقع الإلكترونى للمؤتمر، فإن الجلسات العامة خلال المؤتمر تناقش (رؤية الشباب لإصلاح منظومة التعليم)، وتناقش أيضا (الفرص المتاحة للمشاركة الفعالة للشباب فى انتخابات المحليات)، وكذا (تقييم تجربة المشاركة السياسية الشبابية فى البرلمان)، فضلا عن (ربط منظومة التعليم باحتياجات سوق العمل)، و(دراسة مسببات العنف فى الملاعب وطرق التغلب عليها).

ومع الاحترام الكامل لكل العناوين الرنانة «المعتادة» فإن مناقشتها بالشكل المكرر المحفوظ سينتهى إلى لا شىء.

فهل تخرج رؤية الشباب لإصلاح منظومة التعليم عن كل ما طـُرح سابقا وانتهى إلى لا شىء؟

متى تُجرى أصلا انتخابات المحليات لكى يناقش الشباب الفرص المتاحة للمشاركة الفعالة فيها؟

هل هناك مشاركة سياسية شبابية فى البرلمان؟ ثم هل هذا برلمان يعبر عن المواطنين بالأساس؟

كيف يتم ربط منظومة التعليم باحتياجات سوق العمل والبطالة فى مصر تعدت معدلاتها المنطقية؟ كيف يحدث هذا والحكومة تخطط للتخلص من ملايين الموظفين دون توفير بدائل لهم؟

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل