المحتوى الرئيسى

شاهد.. "دراجة السندوتشات".. اختراع مصري يتحدى البطالة

10/23 14:13

عربة ذات ثلاث عجلات مصنوعة من الخشب، عرفها المصريون منذ عقود كعربة جامع "الروبابيكيا" يجوب بها الأحياء الشعبية بحثا عن "أى بكيا للبيع" ومثل كل الأشياء الأخرى حولنا لم تبقى على حالها طويلا حيث طرأت عليها بعض التغييرات حتى لم اعتقدنا أنها اختراع مستحدث و"تقليعة" غربية جديدة.

عربة ملونة ومزينة بالأضواء أصحابها شباب مصرى يقفون لبيع السندوتشات "الهودوج" أو "للكب كيكس" أو للبطاطا "بالنوتالا" أصبحت ذات شعبية كبيرة وخطفت "الزبون" من أشهر المطاعم الكبرى حيث تميزت بجودة منتاجاتها وأسعارها المعقولة.

أحمد ونهى جمعتهما قصة حب دامت لعدة سنوات وكغيرهما وفقت التكاليف المرتفعة عائقاً أمام إتمام الزواج، فقررا افتتاح مشروع صغير يعينهما على مواجة أعباء الحياة ففكرا فى إنشاء مطعم ولك أسعار الإيجار الخيالية كانت عائقاً أمامهما ولكنهما لم ييأسا واستبدلا الفكرة بكشك صغير إلا أن الحى اختار لهما مواقع غير ظاهرة وبعيدة عن عيون المارة.

دفع الخيال "أحمد "و "نهى" للتفكير فى " العجلة " كوسيلة سهلة ورخيصة لبدء مشروع أحلامهما وبالفعل اشترا جلة وشرعا فى تجديدها وطلائها بألوان زاهية.

وفى أواخر العام الماضى أتخذا الخطوة الأجرأ ونزلا يبيعان "البطاطا" فى الشارع، بطاطا "بالنوتيلا" وبطاطا بالموز أو الكيوى قائمة طويلة من الإضافات اللذيذة ستجعلك حائراً أى نوع ستختار.

وخلال مدة بسيطة اشتهرت " By Bike" لتصبح أول عجلة طعام فى مصر، ويقول "أحمد محسن" للوفد: لم تتجاوز التكلفة 3 الآف جنيه لكن الدخل لم يكن متوقعاً وأصبحنا مشهرريين ولنا زبائن يأتون لتناول البطاطا من أماكن بعيدة"

ويضيف: تقدمنا للحى بطلب لاستخراج رخصة لكن لاحياة لمن تنادى ولانطالب بغير تقنين الفكرة خاصة بعد أن أصبح للعجلة فروع أخرى بعدة محافظات وقريباً سنفتتح واحدة فى إيطاليا".

دينا ومرام تشبهان الكثير من الفتيات دفعتهن رغبتهن فى الاستقلال المادى والتخفيف عن كاهل والديهما فى التفكير فى افتتاح مشروع صغير لجنى بعض المال، وفى بداية هذا العام بينما لاتزالان تدرسان بكلية التجارة فى جامعة حلوان بدأتا تنفيذ مشروع العجلة بمساعدة أسرتهما.

وتقول دينا: شجعتنا والدتينا فى تنفيذ العجلة ورافقاتنا بكل خطوة بداية من تعليمنا الطهى وحتى النزول للبيع معنا فى الشارع.

وكالعادة لم تعجب الفكرة الجريئة الناس من حولهما حتى بدأت المتاعب كانت أولها بعض المضايقات من المارة ثم بلاغ ضدهما للشرطة من الجيران مما اضطرهما لنقل العجلة بعيداً عن المكان، وعلى الرغم من هذا فجودة الطعام والترحيب الذى يلاقيه الزبائن من دينا ومرام جعلت الزبائن تقف بالطوابير فى انتظار دورهم لتذوق "الذرة الحلوة" و "التشيز كيك" ووجبة "الهوت دوج", "البرجر" على الفحم.

وتختتم دينا قائلة: اتمن أن تنتشر الفكرة بكل مكان ونؤسس سلسلة "للعجل" تعمل بها البنات فقط"

فادى ندى" صحفى ترك بلاط صاحبة الجلالة من أجل عيون "العجلة" ، ويقول فادى:أعجبت بفكرة "    By Bike" وقررت أنا وزوجتى "سوزان"  تنفيذها على طريقتنا فاشترينا العجلة وأضفنا لها مظلة.

فما أن تلمح العجلة حتى يبهرك تصميمها الغير تقليدى وألوانها الزاهية ومع أول قضمة من سندوتش "الهوت دوج" بالجرجير ستقع فى غرامه للأبد.

ويستكمل "فادى": أول يوم نزلنا الشارع بداية شهر فبراير هذا العام وكانت الساعة 9 صباحاً مفعمين بالنشاط واحماسة لكن واجهتنا أول مشكلة وكانت حملة أمنية موسعة فأرغمنا الضباط على ترك العجلة ونقلوها معهم, لم نيأس وذهبنا لقسم مدينة نصر قابلنا ضابط متفهم جداً وساعدنا على إستعادة العجلة مرة أخرى.

ولم يكن الكمين هو أكبر المشاكل التى واجهت "فادى" و"سوزان"، فيضيف: لمضايقات كثيرة من الناس بداية من السخرية وحتى السب بأبشع الألفاظ"

ويضيف: حصلنا على شهادتى جودة من وزارة الصحة ولانطلب سوى أن تقنن المحافظة المشروع بمنحنا ترخيص للعمل.

ماجد ومحمد خريجا كلية تجارة جامعة القاهرة بعد تأدية خدمتهما العسكرية عملا فى مجال المحاسبة، ثم فكرا طويلاً فى افتتاح مشروع يدر عليهما دخل إضافى حتى استقرا تنفيذ العجلة.

يقول ماجد: ترددنا طويلاً خوفاً من الشرطة والناس وبعد فترة تخلصنا من هذا التردد ونزلنا الشارع, لم نواجه اعتراض من الشرطة على عكس ماانتظرنا ولكن تعرضنا للكثير من المضايقات من الناس.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل