المحتوى الرئيسى

حمزة نمرة: لا يشغلني التصنيف والغناء للأطفال حلم حياتي (حوار)

10/23 13:00

حوار- أحمد الليثي وإشراق أحمد:

بعد غياب دام لنحو العام عاد اسم الفنان حمزة نمرة لتضمه قائمة المشاركين في إحياء مهرجان الجاز. اعتلى "نمرة" خشبة المسرح المقام في "الجريك كامبس" بالجامعة الأمريكية والتقي الجمهور بعدد من أغانيه المختلفة، ليكسر الرهبة التي القت بظلالها عليه بعد فترة الابتعاد كما أوضح لـ"مصراوي" في لقاء معه قبل إقامة الحفل أمس، وأبدى "نمرة" في الحوار سبب غيابه، واستعرض تجربته الجديدة مع برنامج "ريميكس" عن الغناء في الشارع وتقديم أغنية فلكلور بشكل جديد في 8 ساعات فقط، تحدث عن الأغنية التي جاءت بعد اختيار رفيق الغناء، والحفلات القادمة له، وتطوره الفني المتحول من الحب الشديد للموسيقى الغربية إلى الاندماج في الشرقية، وصرح بحلمه عن الغناء للأطفال ما يتمنى أن يختتم به حياته.

-بدايةً حدثنا عن مشاركتك في مهرجان الجاز؟

حين عُرض علىّ المشاركة في مهرجان موسيقى الجاز لم أتردد لأنه مهرجان كبير ومهم ويشارك فيه موسيقيون من مختلف دول العالم، ورغم أنه مَعني بـ"الجاز" تحديدا، لكنه من الموسيقى التي أحب سماعها واعتبرها ذكية وفيها فكرة وليست مجرد شيء سهل يقدم للمستمع "يستطعمها وخلاص"، وهو مختلف عما أقدمه من موسيقى بها أنماط مختلفة، "الجاز" جزء منها لكن لا تعتمد عليه بشكل أساسي.

-وما الذي شجعك للمشاركة رغم اختلاف ما يتناوله المهرجان عما تقدمه؟

شجعني هدف المهرجان في جمع أنماط موسيقية أوسع لتعريف الجمهور على بعضه البعض "يعني الجمهور اللي هيجي يسمعني يتفرج ويسمع أشكال مختلفة من المزيكا، وكذلك جمهور الجاز هيسمع النمط اللي بقدمه" واعتقد هذا جزء من رسالة الفن في خلق نوع من التواصل مع الناس.

-ابتعدت فترة كبيرة عن الجمهور بالحفلات فما السبب وراء هذا الغياب؟

بالنسبة لي الفنان من غير حفلات "زي السمكة اللي بره المايه"، لكن المسألة تنظيمية بحتة. وقد يرجع الغياب للإشاعات واللغط الذي انتشر الفترة الماضية "فخوّف" المنظمين من التعامل معي، لكن لم يكن هناك مانع من جانبي بدليل حفلة مهرجان الجاز. وعلى أية حال أتمنى أن نكون تجاوزنا هذه المسألة لأن الفنان دائما في حاجة للتواصل مع الجمهور بشكل مباشر مثل الفنان المسرحي، ففكرة أنك تقدم أغنية ولا تعرف رد الفعل على "وشوش" الناس شيء قاتل للنفس.

-ما أكثر ما تخشاه قبل الحفلات بصفة عامة وقبل هذا الحفل القادم بعد غياب؟

كثيرا ما أشعر قبل الحفلات بالقلق لرغبتي في تقديم أفضل ما عندي. يشغلني كثير من الأمور "أني ذهنيا وصحيا لازم أكون كويس..صوتي يبقى مظبوط.."، فضلا عن رهبة الوقوف على المسرح وإن كانت تنكسر مع الوقت لكن الغياب لفترة طويلة ثم لقاء الجمهور يعيد الرهبة لتلقي بظلالها علىّ مرة ثانية.

-ظهرت في البرنامج التليفزيوني "ريميكس" تقدم وتغني وتلحن وتبحث عن ضيوف الحلقات.. كيف جاءت الفكرة؟

جاءت الفكرة حين طرح بعض أصدقائي على صديق لنا من دولة عربية أن نقوم بعمل شيء عن الفلكلور، فتحمس صديقنا للفكرة وطلب تصور لها، فوجدت نفسي أطرحها كبرنامج تليفزيوني، ثم أخذت تتطور للعب الموسيقى في الشارع وبمشاركة فرق أجنبية لرصد رد فعل الناس.

-وما الذي حققته لك تلك التجربة؟

اعتقد أن ربنا وفقني لأن دائما ما حلمت بعمل شيء عن الفلكلور، لكن كان يصعب تنفيذ هذا من خلال الألبومات المطالب أن تكون نابعة منك، وإن وضعت فيها أغاني تراث تكتفي بواحدة لا تشبع شغفك لأن لو أكثرت "هيقولوا أنك افلست"، لهذا أعطاني البرنامج فرصة "أعيش" فيها مع الفلكلور.

-قدمت 12 أغنية من التراث فما أساس الاختيار الذي اعتمدت عليه؟

المسألة إحساس بالقلب. استمر في البحث حتى تشدني أغنية، فاقرأ عنها "أصلها وفصلها"، وإن زاد تعلقي بها وضعتها في قائمة قصيرة لتمر بعدة مراحل، من تصور التغيير المقدم بها بما لا يخل بروحها، والفرقة التي تغني برفقتي ومكان تصويرها.. أطرح العديد من الأسئلة حتى الوصول للتنفيذ.

-وهل حدث العكس أن جاءت الاغنية بعد اختيار الفرقة أو شريك الغناء؟

نعم. حدث مع حميد الشاعري؛ كان لدي رغبة شديدة في العمل معه، وفي الوقت ذاته أريد تقديم أغنية للفلكلور الليبي، وكنت أتمنى تقديم أغنية ليبية بدوية أخرى لكنها لم تتجاوز مراحل الأعداد، لذلك اخترت أغنية "وين أيامك" لحميد الشاعري لتحقيق رغبتي في العمل معه خاصة وأنه لديه الكثير من الأعمال عن الفلكلور الليبي في بداياته. 

-لا تتجاوز مدة حلقة واحدة بـ"ريميكس" نحو نصف الساعة فكم استغرق الإعداد الحقيقي من الوقت؟

التحضير أخذ وقت لكن التنفيذ كان خطواته سريعة بشكل مؤذي؛ فكل ما كنت أعرفه في الغالب هو الفرقة التي سأعمل معها، أرسل لهم الأغنية، وقليل ما كان يرسل تصوره قبلها، لكن لا نجتمع إلا وقت التسجيل، نتقابل في الاستوديو الساعة 8 صباحا ويكون أمامنا حتى الواحدة ظهرا لنُخرج سويا "ريميكس" جديد للأغنية ونسجلها "عشان يبقي في حاجة معانا"، ثم ننطلق سريعا للتصوير قبل مغيب الشمس في لندن، فيكون أمامنا 3 ساعات نغني في الشارع الأغنية أمام الناس ونصور، بمعنى أنه يوم واحد "ويطلع الشغل في ساعتها زي اللي ناس شافته".

-ومن كان المسؤول عن اختيار أماكن التصوير؟

فريق الانتاج الخاص بالبرنامج اقترح بعض الأماكن في لندن ورحبنا بها، والفكرة في الأساس كان المفترض أن تكون في مختلف دول أوروبا لكن اللوجستية جعلت المسألة صعبة فاقتصرنا على لندن لأن فيها أماكن متنوعة، وبعض الأغاني كانت استثناء إذ تم تصويرها بين الاستوديو ولندن مثل أغنية وين أيامك ومال المقادير. 

-رغبت في تعريف الناس بأصل الأغاني التراثية فلماذا لم تكتفِ بتقديم هذا منفردا دون ظهور فرق موسيقية؟

بشكل أساسي لا أستطيع تنفيذ هذا العمل بمفردي لأن هناك أنماط موسيقية كثيرة "مش كلها في حتتي"، بالإضافة أن طول عمري أحب العمل في ورش عمل نتشارك فيها إنتاج أفكار "يعني لما أتكلم عن موسيقى الريجي أجيب ناس بتعيش ريجي ونعمل التماس أنا أمسك عود وهم يلعبوا درامز وجيتار" وهكذا.

-ماذا عن رد فعل الناس في الشارع عما كنتم تقدموه خاصة أن اغلبهم من الأجانب؟

على مستوى الأرض كان رد الفعل إيجابي جدا، وقد تعمدنا ألا يخرج الموضوع كأنه مرتب له فننتظر الناس ثم نعزف ونغني، بل كنا موسيقيين في الشارع نصور ما يحدث "اللي يقف ويتفاعل واللي مش عاجبه ويمشي".

-حدثنا عن موقف بعينه تأثرت به؟

أغنية "مانيش منا" المغربية موسيقتها راقصة جدا، وبعد عمل الريميكس جعلناها بتوزيع موسيقي آخر لكنه راقص بعض الشيء، فأردت أن نلعب الموسيقى في مكان مختلف غير الشارع المتوقع التفاعل فيه، فذهبنا إلى دار مسنين، لكن الحقيقة كان عكس توقعي، إذ كانت الدار مخصصة للأشخاص أصحاب الشيخوخة المتقدمة، فحالتهم الصحية لا تمكنهم أكثر من حركة الخبط على الأرجل حين التفاعل، وقتها توترت وفكرت أن أتوقف، لكننا استكملنا والإخراج قرر تعديل الفكرة، التي جاءت مقسمة لجزأين مصور بين الشارع يرصد رد فعل الشباب ودار المسنين. 

-سبق أن وصفت الفنان أحمد منيب بأنه الأب الروحي لك. كلمنا عن علاقتك بأغانيه؟

سمته صغيرا بالتزامن مع رغبتي في عمل "مزيكا"، وكانت أول أغنية "صدقني يا صاحبي"، ومنذ ذلك الوقت أخذت أبحث عنه وأسمع كل أغانيه واتابع مشروع محمد منير الناقل لبعض أغانيه، وتأثرت به بشده حتى شعرت أنه "طفح عليا" وحينها قررت أكسر الحالة دي لكن "الحاج منيب هو أبويا الروحي"، فتأثري به ليس في الموسيقى فقط لكن الحالة الإنسانية.

-ولماذا اخترت أغنية "مال المقادير" له دون غيرها؟

طول عمري أرغب في عمل شيء لأحمد منيب، "ومال المقادير" بالذات لا يعرفها إلا "سميعة" منيب لأنها خرجت في جلسة غنائية وحين وضعها في ألبوم لم تأخذ شهرة كبيرة رغم ما بها من فن كبير كان السبب وراءه عجيب حيث أنه وعبد الرحيم منصور كاتب الكلمات "كانوا مزنوقين في فلوس".

-وهل شعرت بالخوف وأنت تغني لأحمد منيب؟

أنا أحبه بشدة لهذا كنت خائف أن "أدخل في حاجة بحبها..أخاف أبوظها".

-منذ عام 2000 وحتى الأن ما التطور أو الاختلاف الذي مر عليك في مشوارك الفني؟

في أول الألفينيات حتى عام 2004 كان فكري غربي والشرقي بالنسبة لي "مبتذل"، لكن اكتشفت أني أحب الموسيقى الشرقية والشعبية لما أمسكت عود صديق لي وجربته فوجدتني أحب تلك الموسيقى بشدة "وكنت بس بقاوح"، وفي عام 2005 صنعت مزيج بين ما أحبه من الموسيقى الغربي وطعمتها بالشرقي أكثر، ومنذ 2010 وحتى الأن بدأت أركز أكثر في العود حتى حين يكون هو والجيتار بجانبي أمسك به وامضي الساعات وأنا مندمج معه أكثر من الجيتار الذي كانت بدايتي معه.

-هناك أغاني لك متربطة بالحفلات مثل يا إسرائيل ولسه العدل غياب ولم يضمها ألبوم فهل هذا مقصود؟

-دوما ما تواجه بعض التصنيفات السياسية والفنية.. كيف تتعامل مع الأمر؟

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل