المحتوى الرئيسى

«فريز» نحات بالفطرة يخشى من موهبته لأنها تُعيد الأصنام

10/22 21:11

تنتابه لحظات من الشرود والحيرة وهو يقف جوار تشكيلات الطين التى شكلها بأنامله الصغيرة ببراعة وموهبة فطرية، يؤرق الولد النحيل التحذيرات من المحيطين به من نشاطه الفطرى فى الإبداع فى تشكيل ونحت خيالاته على الطين والحجر كونها لا يجدى نفعًا فى طاحونة الحياة، يزعج الولد النحيل أيضا أنه متهم بصناعة الأصنام !

فى دقائق معدودة يستطيع محمد محمد فريز عبد الكريم، 22 عامًا، أن يخرج منتجًا فنيًا رائعًا بيديه الصغيرتين من طمى النيل، تماثيل نصفية لوجوه مصرية قديمة بالغة العذوبة، الوقت الزمنى الذى يحتاجه لإنجاز تشكيلات الطين لا يستغرق ساعة واحدة، وهو يبهرك فى سرعته ودقته وخيالاته فى التشكيل الدقيق لنسب الوجه وهو لا يعرف معلومة واحدة عن مدارس النحت أو الفن.

«فريز» مولود فى أسرة بسيطة فى محافظة قنا، بدأ نشاطه الفطرى فى طفولته يقول «كنت أتحصل على الطين من أسفل الزير فى منزلنا وأشكل منه خيالاتى وأول ما صنعته كانت سيارة ألهو بها مع أخواتى».

أنهى الفنان الفطرى تعليمًا متوسطًا ودخل فى دوامة البطالة، ولجأ إلى العمل صيادًا فى النيل مع أهل بلدته لجمع جنيهات معدودة تعينه على شراء احتياجاته الضرورية من حصيلة بيع السمك لجيرانه فى بلدته، وهو يحب مهنته لأنها فيها الكثير من الهدوء الذى يجعله يسبح فى خيالاته ويخطط لتشكيلات فنية جديدة من الطين.

وما بين رغبته الجارفة التى تغذيها موهبته الفطرية فى الاستمرار فى تشكيلات الطين، والتحذيرات التى تجعله متهمًا بصناعة الأصنام، يقف «فريز» فى مساحة من الحيرة والقلق، يقول «أحب ما أفعله وعندى طاقة كبيرة وأريد أن أستمر»، وذهبت إلى قصر الثقافة وتشككوا فى أنى لست صاحب تماثيل الطين، حتى جلبت كتل طين وشكلتها أمامهم فصدقوا أنى أفعل ذلك، ووعدونى أنهم سيجلبون الطين الأسوانى وسأدخل مسابقة بتمثال فرعونى.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل