المحتوى الرئيسى

مصطفى السيد صاحب "جزيئات الذهب"

10/22 20:24

الأول على دفعته طوال فترة الدراسة، هدفه تحصيل العلم دون الالتفات إلى أين يصل ابن مدينة "زفتى" بمحافظة الغربية، إنه الدكتور مصطفى السيد، العالم المصري مكتشف علاج السرطان بتكنولوجيا "النانو" بذرات الذهب،

الذي اعتصم مع زملائه لمدة أسبوعين أمام معهد العلوم للدراسات العليا، بعدما لم يعينه مجموعه على الالتحاق بكلية الطب، لمطالبتهم بالتساوي مع طلاب كلية العلوم بجامعة القاهرة في الحصول على شهادة "بكالوريوس" بدلاً من "الدبلومة"، باعتبارهم يدرسون المناهج العلمية بالقدر ذاته، وقابلهم الدكتور طه حسين، وزير التعليم آنذاك، وقرر تجميع معاهد الدراسات العليا لتصبح جامعة عين شمس.

ولد الدكتور مصطفى السيد في 8 مايو 1933، وكان يعمل والده مدرس رياضيات، انتقل مصطفى مع والده إلى القاهرة عندما كان في مرحلة الدراسة الثانوية، التحق بأكاديمية المعلمين العليا، ولم يمض على بدء الدراسة سوى شهرين إلا واعتصم الطلاب وطالبوا بتحويل دبلوم المعلمين إلى بكالوريوس، ووافق الدكتور طه حسين على تجميع كل المعاهد العليا للمعلمين في جامعة عين شمس، وتحول معهده لكلية العلوم بجامعة عين شمس.

وكان أول دفعته عندما تخرج عام 1953، مما أتاح له ولاثنين من زملائه العمل بوظيفة معيد بكلية العلوم بجامعة عين شمس، ويعتبر الدكتور السيد أول مصري وعربي يحصل على قلادة العلوم الوطنية الأمريكية التي تعتبر أعلى وسام أمريكي في العلوم لإنجازاته في مجال النانو تكنولوجي وتطبيقه لهذه التكنولوجيا باستخدام مركبات الذهب الدقيقة في علاج مرض السرطان.

وهو أول مصري وعربي يحصل على قلادة العلوم الوطنية الأمريكية التي تعتبر أعلى وسام أمريكي في العلوم لإنجازاته في مجال النانو تكنولوجي وتطبيقه لهذه التكنولوجيا باستخدام مركبات الذهب الدقيقة في علاج مرض السرطان.

كما يعد "السيد" من أفضل 10علماء في الكيمياء في العالم، وهو أستاذ الكيمياء بجامعة جورجيا الأمريكية للتكنولوجيا، وصنف في 2011 في المرتبة 17 ضمن تصنيف تومسون رويترز لـ"أفضل علماء الكيمياء في العقد الماضي"،وهو معروف في علم المطيافية بـ"قاعدة السيد".

ودرس الدكتور مصطفى السيد في العديد من الجامعات المرموقة في الولايات المتحدة، مثل "ييل وهارفارد ومعهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، وأخيرا معهد جورجيا للتكنولوجيا"، حيث يتربع على كرسي جوليوس براون هناك.

كان الدكتور مصطفى السيد يريد العودة إلى مصر بعد إنهاء منحته العلمية، والاستقرار في فيها بعد حصوله على الدكتوراه، ولكن لم يتحقق ذلك حيث تزوج من فتاة أمريكية وأتيحت له فرصة إجراء الأبحاث، فاندمج فيها وقرر أن يكمل حياته في الولايات المتحدة.

أصيبت زوجة الدكتور مصطفى السيد بسرطان الثدي، وتوفيت بعد حوالي خمس سنوات من إصابتها بالمرض، و كانت هي المدة التي حددها الطبيب المعالج كحد أقصى لبقائها على قيد الحياة، وهو ما دفع الدكتور السيد العمل على جزيئات أو رقائق الذهب والاستفادة منها في علاج مرض السرطان.

وتم تسليط الضوء على رقائق الذهب التي تتولد منها حرارة تميت الخلية السرطانية، ولاحظ الدكتور مصطفى السيد أن حبيبات الذهب النانونية تلتصق بالخلايا السرطانية ولا تلتصق بالخلايا السليمة، ولهذا فعند تسليط الضوء عليها فإن الخلايا السرطانية هي التي تتأثر بحرارة حبيبات الذهب فتسبح، أي تموت ولا تتأثر الخلايا السليمة.

كما أجريت تلك التجارب على حيوانات صغيرة مثل الفئران وعينات تحت الميكروسكوب، أما تطبيق تلك التجارب على جسم الإنسان فيشترط تصريح الإدارة الصحية الأمريكية، وقد اشترطت إجراء بحوث عن مصير حبيبات الذهب عند بقائها في جسم الإنسان، أي يجب أن يتبين أن تلك الحبيبات لا تضر الإنسان على المدى الطويل إذا ما تركزت مثلا في الكبد والكلى، ولا تزال الأبحاث جارية في هذا المضمار.

تم تطبيق هذه النتائج بمشاركة الدكتور أيمن مصطفى السيد أستاذ جراحة الأورام بجامعة كاليفورنيا نجل الدكتور مصطفى على خلايا سرطانية من حيوانات التجارب‏ حيث لم يتم تجريبها على البشر حتى الآن.

وقد أسس الأستاذ الدكتور مصطفى السيد مجموعة علمية بمصر تقوم بأبحاث في هذا المجال، ويشرف عليها بنفسه ويزور مصر بين الحين والآخر لمتابعة عملهم، وهو يمدح ما يقومون به من عمل في مجاله العلمي ويقول إنهم يحققون نتائج حسنة.

وكان الدكتور مصطفى السيد أول عالم مصري وعربي يحصل على قلادة العلوم الوطنية الأمريكية الذي ترشح له ثمانية من العلماء البارزين في الولايات المتحدة، وقد أقام البيت الأبيض يوم الإثنين 29 سبتمبر 2008 حفلاً كبيراً سلمه الرئيس الأمريكي "جورج بوش" خلاله قلادة العلوم الوطنية الأمريكية التي تعتبر أعلى وسام أمريكي للعلوم لإنجازاته في مجال التكنولوجيا الدقيقة وتطبيقه لهذه التكنولوجيا باستخدام مركبات الذهب الدقيقة في علاج مرض السرطان.

ذكر في مراسم منحه القلادة في أمريكا أنه يأتي تقديرًا لإسهاماته في التعرف على فهم الخصائص الإلكترونية والبصرية للمواد النانوية وتطبيقها في التحفيز النانوي - تقنيه النانو - والطب النانوي ولجهوده الإنسانية للتبادل بين الدول ولدوره في تطوير قيادات علوم المستقبل.

Comments

عاجل