المحتوى الرئيسى

«الخريف العربي».. كتاب يكشف كيف فاز الإخوان بمصر وخسروها في عام

10/22 18:47

كتاب لـ"إريك تراجر" يوضح أسباب «فشل الجماعة» في الحكم و«فشل واشنطن» في تقييمها

تراجر: مرسي وصف مظاهرات 30 يونيو الحاشدة للمسؤولين الأمريكيين بأنها "غير مهمة"

الكاتب: بعد 3 يوليو 2013 عادت مصر لـ«الحكم العسكري» الذي اعتادت عليه 6 عقود

نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، اليوم السبت، عرضًا لكتاب "الخريف العربي: كيف فاز الإخوان المسلمون بمصر وخسروها في 891 يومًا؟" للكاتب إريك تراجر، واذي يناقش الأحداث في مصر منذ ثورة 25 يناير وحتى الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي.

تراجر، وهو زميل معهد "واشنطن لدراسات الشرق الأدنى" كما أنه متخصص في الشؤون العربية والإسلامية، قال في كتابه إنه بعد أحداث 3 يوليو 2013 عادت مصر إلى الوضع الذي اعتادت عليه لأكثر من 6 عقود وهو "الحكم العسكري".

الصحيفة الأمريكية قالت إن الرواية المعروفة للأحداث في مصر، هي أن الرئيس المخلوع حسني مبارك تنحى عن الحكم بعد 18 يومًا من المظاهرات الحاشدة التي اجتاحت البلاد بقيادة الشباب الثوري، ثم اختطفت جماعة "الإخوان المسلمون" الثورة، وتمكنوا من السيطرة على مجلس النواب ونصبوا رئيسًا للجمهورية من حزبهم، وبعد سنة واحدة، نزل المصريون للشوارع في احتجاجات شعبية ضد الجماعة، فتدخل الجيش وأطاح بالرئيس مرسي.

ولكن كتاب تراجر يأتي بعكس هذه الرسالة، إذ يقول إن "الإخوان المسلمون" كان لهم وجودا قويا في الثورة منذ بدايتها، كما أن "الجماعة لم تختطف شيئًا، في الحقيقة كانت هي الحركة المنظمة والمنضبطة الوحيدة في مصر بما يكفي لمواجهة النظام السابق في الانتخابات".

ويؤكد الكتاب أن تحرك الجيش في 2013 ضد الرئيس مرسي لم يكن النتيجة الحتمية لتصميمه على الإطاحة بالجماعة من السلطة، ولكنه كان نتيجة لعجز الجماعة جراء افتقارها للرؤية هو السبب وراء نزول الشعب في مظاهرات لم تشهدها البلاد من قبل تطالب بالإصلاح.

"وول ستريت جورنال" قالت إن الكتاب بني على عشرات اللقاءات مع أعضاء وقادة جماعة "الإخوان المسلمون" قبل وأثناء الثورة، ويوضح حقيقة فشل الجماعة في إدارة البلاد، وكذلك كيف فشلت واشنطن في تقييمها.

الكتاب ذكر أنه بمجرد انتخاب محمد مرسي رئيسًا في 2012، بدأ فترة حكمه بعدم كفاءة صدمت الجميع، بما فيهم المؤلف، إذ يقول "لم يكن له أي رؤية السياسية سوى ملء الحكومة بأعضاء جماعة الإخوان أو بأصحاب الفكر المشابه".

ولحل مشكلة الاقتصاد المصري المتعثر، على سبيل المثال، قدمت حكومة مرسي "مشروع النهضة" الذي وعد بخفض معدل التضخم للنصف، وحماية كرامة الفقراء، ومضاعفة أعداد الأسر التي تتلقى الضمان الاجتماعي، وأكد الكاتب أنه لم يتم توضيح كيف يمكن تحقيق هذه الأهداف أبدا.

وبعيدًا عن الاقتصاد، مرسي بدأ في استهداف الصحافة، وذكر الكاتب أنه تم توجيه تهمة "إهانة الرئيس" لأربعة صحفيين في أول سبعة أشهر من حكمه وهو نفس المعدل، الذي حققه مبارك في 30 سنة.

وفي نوفمبر 2012، انتزع مرسي السلطة بطريقة لم يجرؤ مبارك على القيام بها، من خلال الإعلان الدستوري الذي حصن قرارت الرئيس بعيدًا عن السلطة القضائية، وبعد عدة أسابيع، اندفع الرئيس من خلال دستور تم صياغته من قبل نواب الجماعة والسلفيين.

ومع تزايد أصوات المعارضة، تحول الرئيس إلى "نظرية المؤامرة"، متهمًا أنصار النظام السابق والأجانب ورجال الأعمال بتغذية الاضطرابات، ومع تحول المعارضة إلى مظاهرات حاشدة، أكبر مما كان في 2011، تجاهلها الرئيس ووصفها للمسؤولين الأمريكيين بأنها "غير مهمة".

وفي يونيو 2013، عندما نزلت كوادر الجماعة بالخوذات والدروع والعصي "لحماية الثورة" فقد أكدوا بـ"غباء" المخاوف من اشتباكات في الشوارع بين مؤيدي ومعارضي مرسي، وبالتالي عززوا التفويض للجيش بالتدخل.

الكتاب أشار إلى أن مرسي في 2 يوليو 2013، قدم تنازلات جزئية ولكنها "جائت متأخرة جدًا" وأفادت تقارير بأن وزير الدفاع في وقتها، المشير عبد الفتاح السيسي، أبلغ الرئيس بأن رحيله "مطلب الجماهير"، وذلك قبل قليل من احتجاز الجيش له.

ويوضح الكتاب أنه مع تدخل الجيش، اعتقدت الجماعة أن الاحتجاجات الطويلة ستجعل النظام ينهار، بما يمهد الطريق لعودة مرسي، مؤكدا أن "الإخوان أخطأوا في الحسابات بدرجة سيئة مرة أخرى".

المؤلف يرى أن الجماعة بالغت بشدة في تقييم قدراتها وهونت بدرجة تصل حد الكارثة من حماس النظام الجديد لسحقها، وكما هو حال الإخوان، اعتبر النظام الجديد المدعوم من الجيش الفترة التالية لمرسي "معركة وجود"، وهي معركة كان يبدو مصممًا بنفس الدرجة على كسبها".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل