المحتوى الرئيسى

"القيسارية" أقدم سوق تجاري في نجع حمادي - النجعاوية

10/22 18:30

الرئيسيه » بين الناس » وجوه » “القيسارية” أقدم سوق تجاري في نجع حمادي

شارع “القيسارية” من أقدم المناطق التجارية بنجع حمادي تم إنشاؤه حوالي عام 1930 في عهد البرنس يوسف كمال، صاحب المجموعة المعمارية المطلة على النيل، وكان يحتوى على محال المينفاتورة وأصحاب ماكينات الخياطة.

في الوقت الذي تشاهد عينك شارع القيسارية الآن تجده شارعا أثريا قديما، يوجد به بعض تجار  المينفاتورة الذين يعشقون هذه المهنة بالرغم من عدم وجود دخل مادي لهم بسبب الانخفاض في حركة البيع والشراء داخل المحال، إلا أن عشقهم لهذه المهنة جعلهم يستمرون في مزاولتها وفى نفس الوقت ترى أصحاب ماكينات الخياطة أو من يطلق عليهم “الترزية” كبار السن، يتحملون المشقة من أجل الحصول على عائد مادي لهم يساعدهم على مصاريف الحياة، بالإضافة إلى قهوة “عم نور” التي تعتبر من أقدم المقاهي بالمدينة، وبالرغم من أن شارع القيسارية أول مركز تجارى بالمدينة إلا أنك ترى بعض المحال الكائنة بداخله مغلقة والبعض الآخر يستخدمه التجار كمخازن لحفظ البضاعة بداخله.

في بداية دخولنا للشارع بحثا عن التجار القدامى؛ لكي نتعرف منهم على حكاية شارع القيسارية، وما يدور بداخله الآن، وجدنا على يميننا وعلى يسارنا محال أبوابها مغلقة وقديمة تتراكم عليها الأتربة دليلا على أنها مهجورة، وداخل الشارع  بحوالي 30م، وتحديدا على اليسار وجدت محل لوكاس طونى لتجارة المينفاتورة، فذهبت إليه فوجدت بداخله شخص لا تظهر عليه ملامح التجار القدامى فسألته عن شخصيته، فقال إنه يدعى إيليا لوكاس اسكندر، مهندس، وهو ابن “لوكاس اسكندر”، الذي كان يعتبر من أقدم تجار المينفاتورة في شارع القيسارية، وأنه يزاول مهنة والده الذي توفى منذ فترة، وهذه المهنة تربى عليها، بالرغم من أن هذه المهنة اندثرت بفعل الركود وانخفاض حركة البيع والشراء داخل المحال التجارية بشارع “القيسارية”.

وأضاف “إيليا” أن شارع القيسارية من أقدم المناطق التجارية بنجع حمادي، وهذه المنطقة ملك للأموال المستردة، حتى أن إيصالات الدفع كان مكتوب عليها من قبل “الدائرة اليوسيفية”، وكان إيصال الإيجار في هذه الفترة بقيمة 50 قرشا، وبعدها أصبحت المحال ملك للإصلاح الزراعي الذي بدأ في زيادة قيمة الإيجار حتى وصلت إلى 50 جنيها، وفى يوم من الأيام قام المسؤولون في الإصلاح الزراعي بمساومتنا أما، شراء المحال وإلا الطرد منها، وبالفعل قمنا بشراء المحال بقيمة 20 ألف جنيه للمحل الواحد، وتابع : أن في الفترة الحالية “الوقفة في المحلات مش جابية همها”، وأننا إذا فكرنا في بيع هذه المحال يصل سعرها إلى 50 ألف فقط بالرغم من أن المحلات التي تبعد عنها 50 م يصل سعرها إلى 250 ألف جنيه.

وفى داخل محل عجايبى طنيوس “تاجر مينفاتورة”، ظهر انخفاض نسبى في حركة البيع والشراء، وقال “عجايبى” أن هناك انخفاضا كبيرا في حركة البيع والشراء داخل المحال التجارية بشارع “القيسارية”، بسبب رغبة كثير من المشترين في الذهاب إلى المحال التجارية الكبرى لشراء الملابس الجاهزة، وعدم التفكير في شراء القماش بالإضافة إلى وجود الباعة الجائلين في الشوارع، مما يؤثر بشكل كبير على حركة البيع والشراء داخل القيسارية.

“أنا ما بعتش بتعريفة من أول الصبح” هكذا قال سمير جاد “بائع مينفاتورة”، وأضاف نحن ننتظر كل يوم أن تعود حركة البيع والشراء داخل شارع القيسارية كما كانت عليه من قبل، لكنه أصبح حلم صعب المنال، بسبب عدم العمل على تطوير المنطقة، وتحديثها وتطوير مداخلها ومخارجها وسيطرة الباعة الجائلين على أبواب القيسارية المتعددة.

وقال قديس أندراوس “ترزي”، إنه من مواليد 1917، ومقيم بقرية السلامية التابعة لقرى شرق بنجع حمادي، وأنه يأتى كل يوم لكي يزاول عمله بالرغم من بعد المسافة، وتحمل المشقة والتعب ولكنه فى النهاية لايجد شيئًا لمزاولته، وأضاف “يوم يوم أشتغل وممكن أقعد أسبوع ما شتغلش وأن أيام زمان كان فيها شغل كثير، وكان الأكابر والعمد والمشايخ ييجوا عندي علشان أخيطلهم هدومهم، ودلوقتى أدينى قاعد مستنى زى كل يوم ومافيش حد بيجيلى”.

“القيسارية ماتت” قالها متأسيا التاجر لطفي اسكندر، تاجر مينيفاتوره، على حال شارع القيسارية، الذي كان يعتبر من أشهر شوارع نجع حمادي بيعا ورواجا، والذي أصبح آثرا بعد عين وبعد أن كان يشغى بزبائنه المتميزين، وتابع : إن التجار داخل شارع القيسارية، كانوا من أهم تجار المينفاتورة بنجع حمادي  خاصة في المواسم والأعياد، مثل عيدي رمضان والأضحى، فكان جميع التجار والترزية يسهرون حتي الصباح للبيع وحياكة الجلابيب.

وأضاف “اسكندر” أن ابن عمه ترك محله نتيجة لانعدام حركة البيع والشراء حيث تحول نشاطه إلى بيع الأسماك. و آخر قد باع ما تبقى من محله وتركه، وذلك لأن جميع تعاملاته كانت مع أهل القرى الذين اتجهوا إلى شراء الملابس الجاهزة.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل