المحتوى الرئيسى

"عسل نجع حمادي" مهدد بالاندثار.. ومزارعون: "بندوق المُر" - النجعاوية

10/22 17:18

الرئيسيه » بين الناس » تحقيقات » “عسل نجع حمادي” مهدد بالاندثار.. ومزارعون: “بندوق المُر”

مزارعون يصرخون ” بيوتنا هتتخرب ده احنا بندوق المُر كل سنة “، وسط مطالب برعايتهم، والعمل على تسويق العسل الأسود ، وتوفير العمالة، وارتفاع سعر قنطار العسل الأسود.

هنا في نجع حمادي التي تشتهر بصناعة العسل الأسود، وتصدره للقرى والمحافظات المجاورة، وأيضًا خارج مصر، وعندما تتجول في شوارع القاهرة، ينادي الباعة ” عسل نجع حمادي ” الذي ارتبط اسمه بالمدينة، أصبحت هذة الصناعة التي تميز نجع حمادي عن غيرها مهددة بالخطر.

ويواجه المزارعون وأصحاب العصارات، عدة مشكلات مع بداية الموسم الجديد، الذي يبدأ في شهر أكتوبر، وينتهي في مارس أو أبريل، من أهمها نقص العمالة اليومية وارتفاع أجرة العمال، والعجز في كمية السولار اللازم لتشغيل الماكينات داخل العصارات، الأمر الذي آثار غضب المزارعين لعدم حصولهم على عائد مادي نظير مجهودهم طوال الموسم، قائلين “القصب مش جايب همه وبيوتنا هتتخرب”.

وقال عفت أحمد أبو المجد، صاحب عصارة، إن قنطار العسل هذا الموسم، وصل مع بداية الموسم إلى 185 جنيهًا، وسط حالة من الأنتظار، سواء بخفض السعر أو زيادته من تجار العسل، موضحًا أن السعر على حسب العرض والطلب.

وأشار عبدالصبور محمد، صاحب عصارة، إلى أن هناك انخفاض في سعر العسل الأسود مقارنة بالموسم الماضي، موضحًا أن العصارات البلدي، يعمل بها العديد من العمال، ينتظرون الموسم بفارغ الصبر، للحصول على عائد مادي نظير عملهم، كي يستطيعون الانفاق على أسرهم، ولكن المزارعين بدأوا يعزفون عن توريد القصب للعصارات بسبب قلة العائد.

وأضاف أن هناك عجز نسبي في كميات السولار، مما يضطر أصحاب العصارات إلى شراء السولار بسعر السوق السوداء، والذي تصل فيه سعر الصفيحة الواحدة إلى 45 أو 50 جنيهًا.

وأشار أبوالفضل أبوالمجد، تاجر قصب، إلى أن المزارعين يعاونون أشد المعاناة في البحث عن عمال لكسر القصب وشحنه على الجمال، لتوريده إلى العصارات، موضحًا أن أجرة العامل الواحد في اليوم تصل إلى 60 جنيهًا، في فترة زمنية قصيرة من اليوم تتراوح ما بين 5 إلى 6 ساعات، فضلًا عن ندرة العمالة اليومية، مما يجعل المزارع يبيع المحصول للتجار بسعر 400 جنيهًا فقط للقيراط الواحد، خاصة مع نقص “الرغّابة” وهم الذين يكسرون القصب لجمع ” القالوح” سواء لبيعه أو لتغذية للماشية.

وقال محمود عبدالله، مزارع، إن أهم المشكلات التي تواجه المزارعين، نقص العمالة اليومية، وقلة العائد المادي من المحصول، سواء توريده إلى عصارات القصب البلدي، لصناعة العسل الأسود، أو لشركات السكر لإنتاج السكر وهذا يهدد عملية زراعة القصب، ما يؤدي إلى مشكلات للمزارعين والعمال وأيضًا الدولة بأكملها.

وأشار صلاح محمد، مزارع، إلى أن المزارعين عانوا كثيرًا، كعادتهم كل عام، بسبب نقص الأسمدة ومياه الري، وأصبحوا معرضين بالسجن، بسبب عدم تمكنهم من سداد ديونهم سواء في بنوك التنمية والائتمان الزراعي، أو سداد الأموال التي اقترضوها من آخرين لتغطية مصاريف زراعة القصب، وهذا أثر عليهم بشكل كبير، خاصة بعد تعنت شركة السكر وتأخرها في سداد مستحقات المزارعين، نظير توريدهم القصب للشركة الموسم الماضي.

وقال عمر توفيق، نائب رئيس البنك الأهلي المصري فرع نجع حمادي، إنه تقدّم بدراسة بحثية لإنشاء شركة مساهمة لخدمة مزارعي القصب وأصحاب عصارات العسل الأسود بقنا.

وتناولت الدراسة المشكلات التي تواجه الصناعات القائمة على محصول قصب السكر والحلول المقترحة لعلاجه، موضحة أن أهم المشاكل التي تواجه المزارعين، هي ارتفاع أسعار الأيدي العاملة وندرتها التي تعمل في زراعة القصب وحصاده، وعدم ملائمة الزيادات السنوية في أسعار القصب، وعدم إدخال الميكنة الحديثة في الزراعة والمحصول، وانخفاض أسعار منتج العسل الأسود داخل العصارات حيث لا يتعدى سعره 4 جنيهات في حين يصل سعره عند التصدير إلى أكثر من 10 دولار أي ما يعادل 75 جنيه مصري.

وأضافت الدراسة أن منتج العسل غير مطابق للمواصفات القياسية، وبالتالي غير قابل للتصدير مباشرة قبل إجراء معالجة أخرى عليه، والطريقة الحالية لإنتاج العسل الأسود بدائية لم يتم تطويرها منذ الستينيات، وبالتالي فإن هناك فاقد في محصول قصب السكر يصل إلى 50 %، حيث يتم استخدام آلات العصر البدائية، واستخدام المصاصة في عملية الغلي مما ينتج عنه فقد في الكمية الضخمة من المصاصة، بالإضافة إلى ضياع منتج هام أثناء انتاج العسل، وهو المولاس فى صورة شوائب “غشيم” يتم التخلص منه، والذى يدخل في صناعة أكثر من 17 منتج آخر مثل العطور والخل والاسبرتو والخميرة وغيرها.

وأوضحت الدراسة أن تخزين المصاص في العصارات ينتج عنه الكثير من الحرائق مما يؤثر على أصحاب العصارات والسكان، كما أن الدخان الناتج من العصارات نتيجة لاستخدام المصاصة في عملية الحريق ينتج عنه تلوث للبيئة المحيطة وهو محل شكوى دائما من السكان المحيطين لها، بالإضافة إلى رفض البنوك إعطاء أصحاب العصارات أي تسهيلات بنكية “قروض” بشكلها الحالي، نتيجة لأن هذه العصارات ليس لديها سجلات محاسبية منتظمة يمكن الاعتماد عليها، أو سجلاً تجاريًا أو رخصة ضريبية، فضلًا عن أن العمالة المؤقتة التي تعمل بهذه العصارات عمالة موسمية غير مدربة وغير مؤمن عليها.

وأوصت الدراسة بعدة حلول لحل هذه المشكلات منها إنشاء شركة مساهمة مصرية تطرح أسهمها للاكتتاب العام وتساهم فيها البنوك ورجال الأعمال وأفراد الشعب والجهات الحكومية ويكون مقرها المنطقة الصناعية بنجع حمادي وتكون مهمتها استيراد المعدات الحديثة اللازمة لمحصول القصب وتصنيعها محليا، وبيع وتأجير هذه المعدات للمزارعين وشركات السكر وأصحاب العصارات، وتطوير عصارات العسل الأسود بإدخال نموذج مطور لعصارات تم تصنيعها محليا بالتعاون مع وزارة الصناعة والهيئة العامة للتنمية الصناعية، تعمل بالطاقة الشمسية والغاز الطبيعي ويكون بالتقسيط لأصحاب العصارات.

كما أوصت الدراسة بإنشاء مصنعين، إحداهما لصناعة الورق والآخر لصناعة الخشب الحبيبي، قائمين على القش الناتج من القصب، بدلا من حرقه والمصاصة الناتجة من العصارات وشركة السكر، وشراء القش من المزارعين والمصاصة من العصارات وشركة السكر واستخدامهم كمواد خام لهذين المصنعين، مما يؤدى إلى انتاج دخل إضافي للفلاح وأصحاب العصارات ولشركات السكر.

وأوضحت الدراسة أن هذا سيؤدى إلى توفير آلاف من فرص العمل الثابتة لأبناء المنطقة، واستصلاح الأراضي الصحراوية المحيطة وزراعتها بمحصول القصب بالطرق الحديثة في الري بالاعتماد على الآبار الجوفية المكتشفة حديثا في الصحراء المصرية، والتعاون مع الشركات التي تعمل في هذا المجال، مثل شركة الأهلي للتنمية الزراعية التي أقامها البنك الأهلي المصري في السودان لزراعة الأراضي السودانية وزراعة محصول القصب وتشغيل العمالة المصرية هناك.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل