فى اليوم العالمى لـ"التأتأة".. الخوف والعنف أبرز الأسباب

"المرء مخبوء تحت لسانه" هذه أفصح عبارة وصف بها على بن أبى طالب "رضى الله عنه" لغة البشر، فإذا أردت أن تتعرف على أحدهم فأنصت إليه، فمشاعرنا وذواتنا تنقلها الكلمات فهي السبيل الوحيد الذى يصف بواطن أعماقنا ويعكس أروحنا.

فصاحة اللسان دليل على الثقة بالنفس وسرعة البديهه ولكن ليس الجميع يمتلك لسانا فصيحا فكثيرا منا لا يستطيع التعبير عما بداخله، والبعض الأخر تتشابك أفكاره وتتصارع فتخرج على هيئة تأتأة فى الكلام .

وفى اليوم العالمى للتأتأة نعرض لكم أبرز أسبابة وطرق علاجة.

التأتأة هى إضطراب في الكلام والنطق بحيث أن الشخص الذى يعانى منها لا يمكنه نظق الحروف بشكل سلسل وسليم، الأمر الذى يتسبب في تكرار أو إطالة الأحرف والمقاطع الصوتية، أو التردد الطويل قبل إخراج الكلام، أو إضافة بعض المقاطع بين الكلمة والأخرى من قبل “آآم، اااه، ممم” وغيرها.

وتتسبب التأتأة أيضا فى التوقّفٍ أثناء الكلام بشكل ملفت للنظر ، فيبدو المرء وكأنه بقيَ عالقًا عند ذلك المقطع، كأن يكرّر حرف معين، ويتوقّف عنده مطوّلًا قبل إكمال الكلمة، ويصاحب التأتأة إمتعاض وتشنجات لا إرادية في عضلات الوجه.

تعد العوامل الوراثية هى أبرز مسببات التأتأة فقد أثبتت الدراسات أن 60 % من الأطفال الذين يعانون من التأتأة يوجد شخص فى أسرتهم يعانى منها .

كما كشفت بعض الأبحاث أنَّ التركيب العصبيّ والدماغي للأشخاص الذين يعانون من التأتأة، يختلف عن الأخرين ، حيث أن الشخص المصاب بالتأتأة يعانى من إفراطٍ في نشاط الأعصاب الحركيّة في كلٍّ من المخّ والمخيخ، كما ان لديه خلل نسبيّ في النصف الأيسر من المناطق السمعية، أو تعطيل في أجزاء من الفص الصدعي للدماغ والتي تساهم في إنتاج الكلام.

وتلعب البيئة دور هام فى تكوين مخارج الألفاظ لدى الأطفال فأن الأفراد المحيطين بالطفل يؤثرون بشكل كبير على طريقتة فى النطق فعادة إذا كان هناك بعض الأشخاص الذين يعانون من التأتأة مقربين من الطفل فأنه يصاب بها ايضا.

كما تكون التأتأف فى بعض الأحيان مؤقتة إذا أن الأطفال فى سن صغيرة يعانون منها نتيجة لعدم قدرتهم على نطق بعض الكلمات ومن ثم يتوقفون عنها عندما يتقدموا فى العمر.

يبدأ علاج التأتاة بشكل تدريجى حيث يتم فى البداية التركيز على محاولة تعلّم نطق الكلمات البسيطة والسلسة، وتكوين الجمل القصيرة جدًا، ثمّ التدرّب على نطقها ببطء إلى أنْ يتمكن الشخص من نطقها بسرعة فينتقل إلى الجمل الأطول.

وينبغى أن يقوم الاهل بالعلاج المبكر لحل مشكلة التأتأة عند أطفالهم منذ الصغر ، وذلك عن طريق قيامهم حيثُ بتدريب أبنائهم على نطق الكلمات ببطء وتقليل الضغوط عن أطفالهم، وهذا هو أفضل علاج للمشكلة كما يراه المعالِجون.

ومن جانبها أكدت منال عاشور أستاذ علم النفس بجامعة حلوان أن العنف ضد الأطفال يعد أبرز الأسباب المؤدية للتأتأة فضلا عن أن الأفراط الزائد فى تدليل الأطفال يؤدى إلى النتيجة نفسها لذا يجب على الوالدين عدم الإفراط فى العقاب أو التدليل ليكى يتفادوا إصابة أولادهم بالتأتأة.