المحتوى الرئيسى

شاهد.. شيخ قهوجية كلوت بك: مهنتنا تراثية لكن مخاطرها كثيرة

10/22 14:58

كراسٍ مصفوفة يجلس عليها عدد من الرجال منذ بزوغ الفجر فى السادسة صباحًا وحتى الثانية عشرة ظهرًا بصورة يومية ودائمة فى انتظار النداء على دورهم للذهاب للعمل بإحدى المقاهى على اختلاف حرفتهم، فمنهم من يعمل "أرضية" وهو المسئول عن تنظيف القهوة وغسل الشيشة ومستلزماتها، وآخرون مختصون فى "البوفية"، ألا وهو عمل المشاريب وتقديم الطلبات للزبائن، ووسط ذلك يجلس رجل عجوز يتعدى من العمر 68 عامًا يقف بكل صلابة ليدير شئون قهوته القاطنة بمنطقة كلوت بيك، والمعروفة بـ"قهوة القهوجية".

الحاج عبدالسلام "شيخ القهوجية" بمنطقة كلوت بيك، تلك الكلمة تطلق على "معلم" القهوجية فى مصر، الذى امتهن شغل المقاهى بكل حذافيرها، بداية من صبى قهوجى وعامل بوفية حتى مساعد شيخ، وصولًا لشيخ القهوجية ذاته، مهنة يصعب الوصول إليها، فليس كل مساعد يصبح شيخ قهوجية، ولكن أمانته ومعاملته الحسنة لصبيانه أوصلته لتلك المشيخة والمستمر بمهامها منذ 40 عامًا.

استطرد عبدالسلام  فى حديثه لمحررة "الوفد"، أنه يبدأ عمله مع بزوغ الفجر، فيذهب للقهوة ليجلس وسط عماله فى انتظار المكالمات الهاتفية من أصحاب المقاهى الكبرى والكافيهات لإرسال عمال لها على حسب طلب كل متصل، فمنهم من يريد عامل بوفيه، ومنهم من يريد أرضية، أى عامل يهتم بشئون النظافة، قائلاً: "مهنة القهوجى تحتاج لخبرة يعنى لازم يكون صنايعى على حق".

أما عن عمله كشيخ قهوجية فقال "اشتغلت لمدة 20 سنة مساعدًا لشيخ القهوجية السابق، واسمه شحتة، وأنا ورثت منه المهنة بعد ما شربت الصنعة وبقيت مسئولًا عن تشغيل القهوجية فى المنطقة كلها، بيجيلى الواحد وبأصور بطاقته وباختبره فى القهوة كام يوم، بشوف هو صنايعى بوفيه ولا أرضية ولا خبرته فى ايه وببعته على القهوة اللى طالبة عمال، وباخد المعلوم بتاعى، لكن مرتب الصنايعى بياخده من المعلم بتاعه".

وروى شيخ القهوجية صاحب الـ68 عامًا، أن مهنة شيخ القهوجية ليست بهينة لتحمل مشاكل العاملين كافة بها على مستوى الرعاية الصحية والأجور، علاوة على ضمان المعاملة الحسنة وعدم الإساءة من أصحاب المقاهى الأخرى، قائلاً: "فى مخاطر كتير فى المهنة وأنا بفضل مع الصبى لو أتحرق أو حصله أى حاجة لحد ما يشفى منها".

وبسؤاله عن مهمته حال تعرض أحد من العاملين لديه للإهانة أو المعاملة السيئة من القهاوى المرسلين للعمل بها: "الصبيان فى منهم اللى بيشتغل 24 ساعة، ومنهم 12 ساعة بس على حسب معاملة صاحب القهوة المبعوت للشغل فيها، واللى بيستريح مع صاحب القهوة خلاص بيفضل عنده، واللى مش بيستريح بيرجع لعندى، وببعته لحد تانى، ولو فيه مشاكل فى راتب اليوم بتاعته ببعت المساعد بتاعى يحل المشكلة ويجيب للصبى حقه".

وأشار عبدالسلام إلى الفرق بين العامل بالقهوة "الصنايعى" ومساعد شيخ القهوجية، موضحًا أن الصنايعى يعمل بالقهوة كمشرف على الصبيان الجدد، أما المساعد فيقوم بتوصيل العمال على المقاهى الأخرى للعمل بها على اختلاف أماكنها.

وبخصوص طلب القهاوى الجديدة لعاملين قال: "بيبقى فى ترتيب تانى ليها غير القهاوى العادية فنبدأ بعمل افتتاح للقهوة أو الكافية وبنوفر كل العمالة إللى فيها".

وبالحديث عن أهم مخاطر المهنة "مخاطر المهنة كثيرة بالنسبة للقهوجى، بيطلعلوا دوالى فى رجله من كتر الوقفة طول النهار، ونظره بيروح من التهوية على الفحم، والقهوجية زمان كانوا أسطوات مش زى دلوقتى".

وبسؤال شيخ القهوجية، عن اختلاف العمل بقهوة القهوجية وتأثره بالأحداث التى مرت بها البلد: "مهنة شيخ القهوجية مش هتختفى.. مصر كلها قهاوى وتعتبر مهنة من تراث البلاد".

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل