الدليل المختصر لمساعدة المرأة الحامل (نسخة العائلة)
منذ أن تعلن الأسرة عن حمل الأم للعائلة والأصدقاء، تحدث العديد من المواقف، والتي قد لا تكون في جمال هذه الرحلة التي تقطعها الأسرة في انتظار وصول العضو الجديد لها، وتحدث بعض هذه المواقف عن حُسن نية.
إلا أن حسن النية لا يبرر سوء النتيجة الناجمة عن ذلك، كما أن تكرار بعض المواقف من أطراف مختلفة قد يؤدي لنتيجة عكسية. وبعد البحث وسؤال بعض السيدات عن المواقف التي حدثت معهن أثناء الحمل، أجمع العديد منهن على بعض النقاط التي قد تعتبرها العائلة دليلاً لمساعدة المرأة الحامل ومشاركتها بشكل أفضل في هذه التجربة:
1- عند سماع خبر الحمل، خصوصًا في حالة الحمل الأول، بارك للأب والأم بطرق مختلفة لكن حاول الابتعاد عن قول "عقبال ما تخاويه"، لأنهما لم يعيشا التجربة مع الحمل الأول أو الطفل، أحيانًا تقال هذه الجملة بشكل قد يجعل الأم تشعر من خلاله أنها ستقوم بإنجاب طفل وتربيته تمهيدًا لطفل آخر لا بد أن يأتي بعد ذلك.
2- نصائح النوم المتكررة، النصائح التي تشمل "نامي كتير عشان بعد كده مفيش نوم" هي نصائح كلها يتم تقديمها بنية حسنة، لكن في العديد من الأحيان لا تعرف المرأة الحامل ماذا تفعل بمثل هذه النصيحة، وهناك عدة حقائق ترتبط بهذه النصيحة تجعلها غير مجدية، من هذه الحقائق:
- لا يوجد بني آدم يستطيع النوم لمدة 40 أسبوعًا، فهذه النصيحة تجعل الحامل أحيانًا تشعر بالذنب تجاه نفسها إذا لم تستطيع استغلال وقت فراغها في النوم.
- النوم بالنسبة للمرأة الحامل من الأنشطة المتعبة، بسبب كِبَر حجم البطن والتغيرات الجسمانية والنفسية، وبالتالي فهو ليس راحة في حد ذاته كما يتم وصفه.
- المرأة الحامل مجرد إنسان، وليست من فصيلة الجِمال، لذا فإنها مهما كانت عدد الساعات التي تنامها في الحمل، لن تستطيع تخزينها واستخدامها عند الحاجة مثلما يفعل الجمل عندما يخزن طعامه حتى يتغذى عليه عند الجوع أثناء سيره في الصحراء.
3- نحتاج كمجتمع كبير أن نحذف مقولة "إنتي لسه شوفتي حاجة؟" من قاموس التعبيرات، ففيها من الهم والحزن والكآبة ما يكفي لعدم توضيح أسباب للإجابة على سؤال "لماذا تُعتبر هذه الجملة مؤذية؟".. هي شارحة نفسها.
4- شكل المولود وهيئته ومجموعة من طباعه تُحددها جينات الأب والأم والعائلتين اللتين ينحدر منهما الأم والأب، لذا مهما أرسلت للأم صور بنات أو أولاد شكلهم يرضيك كصديق أو أخ أو قريب، حتى تراهم الأم وفي اعتقادك أنها ستقوم بمسح ضوئي لهذه الصور ليتم طباعتها على شكل الجنين، فذلك لن يحدث أبدًا، وبالعكس فهو أحيانًا يؤذي نفسية الحامل. واحذر أن تتمنى للأم أن تنجب طفلاً يشبهها فقط أو يشبه الوالد فقط أو أحد أفراد العائلة ممن تراهم بمعاييرك لديهم باع أكبر من الجمال، فهذه الأمنية فيها من القُبح ما لا يوصف، فهي أقل ما تقوله أنها تنفي صفة الجمال عن الأم أو الأب، كما أنها تنفي صفة الجمال عن المولود إذا لم يكن بهذا الشكل.
5- اسم الطفل، الأم والأب هما فقط من يمتلك حرية اختياره، والباقي يصنف كاقتراحات، ذلك لا يعني أن محاولات العائلة والأصدقاء اقتراح أسماء شيء مؤذي أو سيئ، بالعكس فهو يساعد في الكثير من الأحيان، إلا أن المقصود هو عدم تمسك أسر الأب والأم بتسمية الطفل باسم ما بشكل متعنت لدرجة قد تصل أحيانًا لاهتزاز العلاقة مع الأسرة الصغيرة إذا لم يقوما بتنفيذ هذا الاقتراح، أو رؤية أحد الأصدقاء لاختيار الأب والأم على أنه اختيار سيئ. فتحديد اسم المولود يتبع عدة عوامل، منها رؤية الأسرة الجديدة لطفلهم وشخصياتهم والاسم المريح بالنسبة لهم في النطق، كما يحدد الاختيار الطبقة الاجتماعية المنتمي إليها الأسرة والبلد الذي سيتم تنشئة وتربية الطفل فيه، واللغة التي سيتم نطق اسمه بها في هذا البلد، خصوصًا مع هجرة العديد من الأسر الصغيرة لأماكن مختلفة عن أماكن نشأتها تتحدث لغات مختلفة تمامًا.
6- لا تشاركي هذه الجملة مع المرأة الحامل "التعب ده هيستمر معاكي طول فترة الحمل"، أو "كل فترة وليها تعبها". فالمرأة الحامل تمر بمراحل مختلفة من التعب خلال فترة الحمل، وهذا شيء معترف به. وقد اتفق عليه معظم من جربن الحمل، أن أول 3 أشهر هي أصعب فترة في الحمل، لأن الجسم يقوم بمحاولات التأقلم مع التغيرات الجديدة، والحامل عندما تعرف أنها فترة مؤقتة، قد تشعر بالأمل في أنها ستستطيع العيش بشكل أفضل بعد ذلك، ومثل هذه التعبيرات لا فائدة منها، بل يمكن أن تجعل المرأة تكره تجربة الحمل، لأنها ستتخيل أنها قد تستمر في هذا التعب المستنفِد لطاقتها لمدة 9 أشهر، والتصريح بالتعب القادم في المراحل الأخرى في الحمل لا يخفف عنها أو يعالجها.
7- المقارنة مع الآخرين داء؛ لا تقارنها بامرأة حامل أخرى في شكلها أو ارتفاع بطنها أو وزنها، لأن الحمل تجربة فريدة للغاية، وكل امرأة تعد حالة فريدة في التغيرات التي تمر بها خلال فترة الحمل.
8- "إنتي لسه حامل؟"، مثل هذه الجملة قد لا تقوم غير بملء فراغ حديث عادة. والحقيقة أن الحمل مدته 40 أسبوعًا، وهي بالفعل مدة طويلة على الحامل ذاتها، فلا تزِد من الإحساس بطول المدة بتعليق مثل هذا.
9- لا تذكر هذا التعبير أبدًا "طب كويس، كل اللي يجيبه ربنا كويس"، عادة تقال في المجتمعات العربية على إنجاب البنات، كأن هناك شيئًا ناقصًا وعلينا الرضا بقضاء الله بدلاً من الفرح والابتهاج به.
10- لا تقول لها "لسه أما ييجي ويكبر ويزحف ويوقع الحاجات، وبعدها الحضانة والمدرسة وتعب المذاكرة"، فالحياة مراحل وكل هذه التطورات لا تحدث مع بعضها بعض في نفس الوقت، وهي على علم بذلك كله بالفعل، وهي على علم أيضًا أن العديد من الأسر تمر بذلك وتعيشه وتستمتع به أيضًا.
تجربة الحمل من أهم التجارب التي تغذي علاقات الأسرة الصغيرة بالعائلة، لذا يجب الانتباه إلى أن تكون بالفعل مغذية أيضًا لنفسية الحامل وليس العكس، في إطار من الكلمات الطيبة والمشاركات التي لا يقدر عليها علاقة أخرى بعمق علاقة العائلة الكبيرة.
Comments