المحتوى الرئيسى

فاروق شوشة عملاق الإذاعة والشعر وحارس اللغة العربية

10/22 11:57

فاروق شوشة ذلك الصوت الذى تربينا عليه فى لغتنا الجميلة كل مساء قبل العاشرة بعشر دقائق بالبرنامج العام، فاروق شوشة الشاعر والأديب ابن قرية الشعراء بدمياط، الذى تقلد أكبر المناصب الإذاعية وهو رئيس الإذاعة المصرية فى عصرها الذهبى وتغنى بأشعاره أعظم مطربى مصر صباح وفايزة ووردة.

رحل ليرحل معه آخر عناقيد من تربوا على أيدى ملوك الإذاعة والفن فى مصر تزوج من ابنة الإذاعى الكبير حلمى الحديدى الإذاعية هالة الحديدى التى كنت أسمع برنامجها وأنا صغيرة بانتظام عن الأغانى القديمة والموشحات ورغم أنها لا تعاصرنى لكنها كانت تجذبنى بتحليلاتها المبهرة التى استقرت فى وجدانى، فهى ابنة عظيم وزوجة عظيم.

قابلت الراحل مرة واحدة فى بداية حياتى العملية وكنت بالقاهرة أقدم أوراقى فور تخرجى للالتحاق بعضوية اتحاد الكتاب وجلست إليه فى حضرة المرحوم عبدالفتاح رزق رئيس قسم الأدب بروزاليوسف وعم الفنان أحمد رزق وعبدالعال الباقورى بنادى القصة ليتحدث إلينا عن ذكرياته مع الكبار ولما عرف أنى من عشاق صباح حكى كيف كتب لها أغنية «والله واتجمعنا تانى يا قمر» وهى الأغنية - تقريبا - الوحيدة التى كتبها بالعامية ولحنها محمد الموجى وكانت ستشدو بها صباح بعد غيبة سنوات عن مصر بسبب قضيتها مع الضرائب. ووقتها حكى كيف أن ملحنا عظيما حارب حتى لا تغنى صباح تلك الأغنية وتغنى الأغنية التى لحنها لها قبل خروجها من مصر وفشلت محاولاته لأن صباح وقتها كانت فى أوج مجدها الفنى وينتظرها الجمهور بالحفل وبالتالى كان هيبقى «سوكسيه جامد».

المهم انتهت الجلسة بأن الكبير فاروق شوشة كان ضامنا لى لدخولى الاتحاد مع الأساتذة الكبار، لأن من شروط الانضمام لاتحاد الكتاب وقتها - ولا أدرى الآن أم لا - أن يضمنك ثلاثة أو أربعة كبار من الشعر والأدب، ومن يومها ولم ألتق به مرة أخرى لكن ظل محفورا فى ذهنى ذلك اللقاء المصادفة والذى ترجم لضمانة لى ضمنت أن أدخل الاتحاد على طبق من ذهب لأكون وقتها أصغر عضو اتحاد كتاب - فاروق شوشة الذى لن أوفيه حقه فى تلك السطور وفى كلمة بسيطة هو حالة من الوهج الإذاعى والفنى والشعرى والأخلاقى لن تتكرر فى تاريخ المنطقة العربية.

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل