المحتوى الرئيسى

"بوعزيزى" الإسكندرية.. رحلة ظلم وانتحار نهايته براءة

10/22 13:25

منذ أيام قليلة وانتفاضة مدينة الإسكندرية بخبر إضرام أشرف شاهين النيران في نفسه في منطقة سيدي جابر، ولم تمض ساعات قليلة على الخبر حتى بدأت وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي في رصد روايات عدة عن حقيقة بو عزيزى الإسكندرية، «بسبب الغلاء وارتفاع الأسعار» هكذا برر البعض سبب حرق شاهين لنفسه على مرمى ومسمع من المواطنين في الشارع وربما كانت هذه الرواية الأكثر تداولا من شهود العيان الذين أكدوا أنه كان يشكو ارتفاع الأسعار وقتها.

«شعوره بالظلم» لم يدر بخلد الجميع أن يسوق الظلم شخصًا لحرق نفسه، ولكن ربما كان الجرح كبيرا والشعور بالظلم والخوف أكبر من الرغبة في البقاء على قيد الحياة، لم ينتظر القاضي يومين لينطق بحكم براءته وإنما استعجل ليذهب لمن "لا يظلم عنده أحد".

شاب من منطقة سيدي جابر بالإسكندرية ذاق مرارة تجربة قديمة له مع الشرطة المصرية 1996 وتعرض وقتها للإهانة والظلم وبعد 20عامًا من الواقعة تتجدد الذاكرة بواقعة ربما ستعيده بين مخالب قوات الشرطة، حيث تقدم رجل أعمال بالإسكندرية ببلاغات كيدية ضده يتهمه فيها بسرقة مشغولات ذهبية ومبلغ من المال من شقته بشارع 25 بمنطقة المعمورة، وقتها قال إنه يريد إما أن يعيش بكرامته أو يموت بكرامته ولا يكرر تجربة الظلم مرة أخرى ويذهب لقسم الشرطة ثانيًة.

«نحمد ربنا أننا عايشين في آمان.. إحنا مؤيدين البلد باللي فيها وهنعيش ونموت فيها، وكل الناس بتكتب اللي هي عايزاه، والقضية بقت رأي عام، وأنا عايز أوضح للناس أننا مالناش دعوة بأي حاجة» جمل بسيطة تحمل معانى عدة قالها شقيق "شاهين"،  قد تتحدث عن "المشي جنب الحيط"كما يقول المثل الشعبي الشهير وربما هى كلمات من شخص بسيط تعبر عن حزنه العميق، مُشيرًا إلى أن ما وصفهم بـ"الأطراف الخارجية" كانوا يحاولون إلصاق مسمى "إخوان" بشقيقه، وأنه حاول الانتحار لأنه ضد النظام الحاكم، وبسبب غلاء الأسعار.

اليوم وبعد 7 أيام على الواقعة توفى المواطن صاحب واقعة الانتحار داخل أحد مستشفيات مدينته "مستشفى مصطفى كامل"  بعد أن بلغت نسبة الحروق 90 % من جسده على أن يتم إتمام إجراءات نقل الجثمان تمهيدًا لدفنه بمثواه الأخير بمقابر العائلة في كفر الدوار بالبحيرة.

وبعد يومين من وقوع الحادث أصدرت محكمة جنح المنتزه ثان بالإسكندرية، الاثنين الماضي، حكما ببراءة أشرف شاهين في قضية السرقة المتهم فيها، والتي تحمل رقم 26815 جنح المنتزه ثان، توفى بو عزيزى الإسكندرية بعد أن انتشرت أخبار براءته كل الصحف التي ذاعت خبر انتحاره وبعد أن رفض أن يهان على أرض ذاق مرارة الظلم فيها من قبل.

قيل عنه: "مسجل خطر وسبق اتهامه في العديد من القضايا، وتزوج ثلاث مرات، ولم ينجب أطفالاً، ومسجل شقي خطر من فئة "ب"، وسبق اتهامه في 8 قضايا سرقات متنوعة" ولم يكن أحد يعلم أن بهذه الكلمات والاتهامات غير المحققة ومؤكدة يكتبون السطور الأخيرة في حياة شخص يأس من الحياة بكرامة رغم " مشيه جنب الحيط". 

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل