تقدم طفيف في محادثات جنيف بشأن سوريا والهدوء يسود حلب
قالت وزارة الخارجية الأمريكية ليل الجمعة/ السبت إنه تم إحراز بعض التقدم في محادثات جنيف هذا الأسبوع بين الولايات المتحدة وروسيا ودول أخرى تحاول التوصل لوقف لإطلاق النار في مدينة حلب السورية. وقال أحد الدبلوماسيين، الذي رفض الكشف عن اسمه، لوكالة رويترز إن المحادثات تركزت على ما إذا كانت هناك وسيلة لفصل كل المقاتلين المرتبطين بالقاعدة في شرق حلب، ومن ثم حرمان القوات السورية والروسية من أهدافها الرئيسية في المدينة.
أعلن الجيش الروسي أن الهدنة الإنسانية التي ينفذها الجيشان السوري والروسي منذ صباح الخميس في حلب ستمدد مجددا لأربع وعشرين ساعة حتى مساء السبت لإفساح المجال أمام المقاتلين والمدنيين بالخروج من الأحياء الشرقية المحاصرة. (21.10.2016)
تباينت مواقف قادة الاتحاد الأوروبي في قمة بروكسل أمس الخميس والتي بحثت تدخل روسيا في النزاع السوري وخاصة قصف مدينة حلب. البيان الختامي للقمة كان موضوع تعليقات العديد من الصحف الألمانية. (21.10.2016)
وكان جون كيربي، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، قد قال عن محادثات جنيف "هناك بعض التقدم." وأردف قائلا للصحفيين إنه لا يريد أن يكون متفائلا بشكل مفرط ولكنه يأمل بتسوية القضايا التي لم تُحل خلال الأيام المقبلة. وأضاف "مازالت توجد فجوات."
وأوضح الدبلوماسي أن اهتمام الولايات المتحدة الرئيسي هو تقليل معاناة المدنيين إلى أدنى حد والحفاظ على قدر من الاستقلال المحلي في شرق حلب بدلا من رؤية الحكومة السورية تدخل من جديد بقوة وتفرض إرادتها. وكان الدبلوماسي حذرا جدا بشأن ما إذا كان من المحتمل التوصل لأي اتفاق بشأن حلب التي تحظى حاليا بفترة راحة طفيفة. وقال الدبلوماسي إنه يبدو أنه يتعذر أن يستسلم مقاتلو المعارضة في شرق حلب" وأضاف إن"الروس يصرون على أن كل ما يهمهم جبهة النصرة ومن ثم يحاول الناس التوصل إلى كيفية إخراج النصرة من حلب حتى لا يقوم الروس بقصف حلب (خلال النهار).
من جهته أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الهدوء ساد مدينة حلب بشمال سوريا، اليوم السبت (22 أكتوبر/تشرين الأول)، في ثالث أيام وقف لإطلاق النار أعلنته روسيا من جانب واحد، ويقضي بوقف القتال أثناء النهار لأربعة أيام متتالية. وأضاف أن عمليات الإجلاء الطبية وتوصيل المساعدات لم تنفذ بعد. وذكر أنه لا توجد تقارير عن ضربات جوية سورية أو روسية على الجزء الشرقي من حلب الخاضع لسيطرة مقاتلي المعارضة منذ أن بدأت روسيا وقف إطلاق النار يوم الخميس.
لكن مقاتلي المعارضة قالوا إنه لا يمكنهم قبول وقف إطلاق النار لأنه يرون أنه لا يفعل شيئا لتخفيف معاناة من اختاروا البقاء في الجزء الخاضع لسيطرة المعارضة المسلحة في حلب. ويعتبر المقاتلون وقف إطلاق النار جزءا من سياسة حكومية لتطهير المدن من المعارضين السياسيين. ودعا الجيش السوري وروسيا السكان ومقاتلي المعارضة في شرق حلب المحاصر إلى مغادرة المدينة عبر ممرات معينة والذهاب إلى مناطق أخرى تحت سيطرة مقاتلي المعارضة مع ضمان سلامتهم لكن عددا قليلا من مقاتلي المعارضة أو المدنيين استجاب فيما يبدو.
إلى ذلك أعلنت الأمم المتحدة يوم الجمعة عن إجراء تحقيق في الهجوم على قافلة مساعدات تابعة للمنظمة الدولية في سورية الشهر الماضي والذي أسفر عن مقتل عامل إغاثة و20 مدنيا. وقالت الأمم المتحدة في بيان إن الأمين العام بان كي مون "شكل لجنة تحقيق داخلية ومستقلة بمقر الأمم المتحدة للتحقيق في الحادث الذي تعرضت له عملية إغاثة للأمم المتحدة والهلال الأحمر السوري في قرية عرم الكبرى بسورية في 19 أيلول/سبتمبر". وسيقود التحقيق، المقرر أن يبدأ بعد غد الاثنين، اللفتنانت جنرال الهندي المتقاعد أبهيجيت جوها.
ع.أ.ج / ف.ي (رويترز، د ب ا)
بعد القصف تتسبب الأبنية المتداعية والمتهدمة في سد الشوارع والطرق. يتداعى منقذون إلى البحث عن جثث الضحايا، وربما ناجين محتملين.
تسيطر قوات نظام بشار الأسد وحلفائه على الجزء الغربي من المدينة، بينما يسيطر الثوار على الجزء الشرقي منها. وقد تعرض الجزء الشرقي لدمار كبير أكبر من نظيره الغربي. الصورة هنا لحي بني زيد، الذي سيطرت عليه قوات الأسد قبل حوالي أسبوع.
تقوم الآليات الثقيلة التابعة لفرق الإنقاذ بتعزيل وإزالة آثار قصف قامت به قوات الأسد. غير أنه وفي بعض الأحيان يضطر المنقذون إلى البحث عن الضحايا المدفونين تحت أكوام الركام بأظافرهم وأيديهم، بسبب نقص أبسط المعدات والأدوات اللازمة.
تجري محاولات في الأحياء التي يسيطر الثوار لوقف تقدم قوات النظام بشتى الطرق وبكل الوسائل المتاحة. وهنا في حي مشهد أُحرقت إطارات السيارات للتشويش على الطيران.
من يفقد منزله، يتعين عليه البحث عن مأوى. لا يأوي المشردين إلى الخيام وحدها؛ إذ أن الحاجة ألجأت البعض إلى الحافلات القديمة والخارجة من الخدمة.
طلب النظام السوري من السكان في مناطق الثوار مغادرتها، ومن ثم أنزلهم في مباني شمال المدينة، كما يبدو في هذه الصورة.
لم تنجُ الكثير من مساجد حلب من القصف والدمار. هنا تظهر قبة مسجد عمر بن الخطاب في حي كفر حمرة.
لا تهدأ العمليات الحربية لا ليلاً ولا نهاراً. مراراً وتكراراً تتصاعد أعمدة الدخان خارقة عنان السماء. في الصورة نشاهد انفجار مستودع ذخيرة للقوات الحكومية.
يتعين على المدنيين تدبر أمر طعامهم. يقوم عبد الله بزراعة الخضار في حديقة صغيرة وأكوام الحطام والدمار تحيط بها من كل الجوانب. وتستمر الحياة!
يتوجب على الناس انتظار ساعات وساعات للحصول على ما يسد الحد الأدنى من الرمق: بعض أرغفة الخبز. الصور في حي شمال حلب يسيطر عليه الثوار.
Comments