المحتوى الرئيسى

هذا الكتاب | المصري اليوم

10/22 00:02

بعد 4 سنوات من صدور روايته «مولانا». يعود الكاتب الصحفى إبراهيم عيسى برواية جديدة بعنوان «رحلة الدم». الرواية عمل أدبى من النوع الطويل. تقع فى 700 صفحة. وجدت أننى فى حاجة لقراءة 35 صفحة يوميا على مدار شهر كامل منتظم. دون انقطاع، حتى أتمكن منها.

إبراهيم عيسى صاحب أسلوب مميز فى السرد الروائى. روايته هذه امتداد لروايته السابقة «مولانا». يتخذ من الوقائع الحية والأحداث المؤلمة على امتداد التاريخ الإسلامى وقودا للعملين. لم أرَ الرواية الثانية بعين منفصلة عن الأولى. تجمعهما وحدة الموضوع، ووحدة الهدف. هذا عمل يدعو للتفكير وليس للتكفير.

تتناول الرواية التى صدرت قبل أيام المسكوت عنه فى التاريخ الإسلامى. فى سرد مشوق. وأحداث متدفقة تسجل صراعات المسلمين الأوائل على السلطة. عقب وفاة الرسول. اغتيال عثمان بن عفان. اغتيال على بن أبى طالب. وملاحقة أسرة الرسول ذاتها. وقتل أحفاده بطريقة وحشية بربرية. تقشعر لها الأبدان. تقدم الرواية صورة أقرب ما تكون للحقيقة عن هذه المرحلة المهمة التى شهدت صراعات مؤلمة. لكن الأكثر إيلاما هو أن كل هذه الأحداث تستند إلى وقائع موثقة. وردت فى المراجع التاريخية المعتمدة. التى يجمع عليها العلماء. ولم يشكك فيها أحد يوما. مثل «تاريخ الرسل والملوك» للطبرى. «البداية والنهاية» لابن كثير. «الكامل فى التاريخ» لابن الأثير. «سير أعلام النبلاء» للذهبى. «فتح العرب لمصر» لألفريد فرج. «فتوح مصر» لابن عبدالحكم. «الطبقات الكبرى» لابن سعد.

صحيح أن كل ما جاء بهذا العمل الأدبى صادق فى مجمله. حيث تحرى المؤلف الدقة الشديدة. لكن ما حدث ما بعد وفاة الرسول ليس شاذا من الناحية النظرية. بل متسقا مع ما جاء فى التاريخ. وما عاشه أبناء الديانات الأخرى من صراعات دموية.

لا أتصور أن عملا هكذا قد يمر على مؤسسة الأزهر الشريف. صحيح أنه عمل روائى. عمل فنى أدبى وليس عملا بحثيا. لكن من واجب علماء الأزهر قراءته. مراجعته. الوقوف عند تفاصيله. حتى نقف عند الحقائق. نعرف المقدمات التى أوصلتنا للنتائج الكارثية التى نعيشها اليوم. فالعنف مستمر. القتل مستمر. نهر الدم لم يتوقف فى بلادنا حتى اليوم. الصراع بكل أشكاله حاضر فى كل البلدان العربية والإسلامية. أفغانستان. باكستان. سوريا. ليبيا. العراق. السوادن. اليمن. الذى نسميه كذبا بالسعيد وهو لم يعرف سوى التعاسة والبؤس والدم.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل