المحتوى الرئيسى

"انتفاضة 77" تلاحق النظام

10/21 16:12

قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إن مصر تواجه أزمة حادة فى نقص السلع الأساسية، وغضب شعبى لم تشهد مثله منذ ما عُرف بـ"انتفاضة الخبز" 1977،لافتة إلى أن الشعب المصرى أصبح لا يتحمل تلك الأوضاع، حسب الصحيفة.

وأضافت الصحيفة، فى تقرير لها تحت عنوان "مصر المحبة للحلوى تعاني من أزمة سكر .. الشعب هَيْطَقْ"، أن المصريين اعتادوا تحلية أكواب الشاي بملعقة أو ثلاث أو خمس ملاعق من السكر، غير أن أسابيع من النقص الواضح لتلك السلعة أصابت الشعب بالذعر، وسرعان ما اختزلت الغضب المختمر ضد إدارة  الرئيس عبد الفتاح السيسي للاقتصاد وحكمه ككل.

وقال أحمد الجبالي صاحب محل سلع تموينية مدعمة في بولاق، مبتعدا عن زبائن يطلبون الحصول على سكر: "الشعب هيطق، لم يعد أحد يستطيع الوقوف بجانبه بعد الآن، السكر مثل الأرز والنفط والقمح، سلع لا يمكن احتمال نفادها، ولا تستطيع أبدا العبث معها، هل يقدر المرء على الحياة بدون سكر؟"

وأوضحت الصحيفة أن السكر ليس السلعة الأساسية الوحيدة الشحيحة في السوق، إذ أن أزمة العملة أثرت على القوى الشرائية الاستيرادية، كذلك زيت الطهي اختفى من الأسواق لفترة هذا العام، بحسب بعض السكان، وكذلك لبن الأطفال، كما أن هنالك نقصا في إمدادات الأرز، وعبر بعض الناس عن شكواهم من عدم استطاعتهم العثور على أدوية معينة، أو  من الارتفاع الصاروخي لتكلفة الدواء.

وعن موقف الرئيس عبدالفتاح السيسى قالت الصحيفة إن الرئيس يقبع تحت ضغوط إصلاح الاقتصاد، ويتعرض للوم، جراء النقص في السكر، والسلع الغذائية الأخرى المدعمة التي يعتمد عليها المصريون، وخفض حصة الدعم في الموازنة هذا العام بنسبة  14 %،  لتتراجع إلى مستوى  8.7 مليار دولار،وبرر موقفه في مقابلة حديثة مع الصحف القومية بقوله: "هذه التخفيضات وقرارات أخرى كانت حتمية لإنقاذ الوضع الاقتصادي".

وعلق إتش. إيه هيلر، الباحث بـ "أتلانتك كاونسل" قائلا: "إنها الأزمة الأسوأ التي أستطيع تذكرها على مدار حياتي، أعتقد أن الجميع يعتريه القلق من تكرار انتفاضة الخبز التي اندلعت عام 1977"، هيلر يقصد الاحتجاجات الشهيرة التي أعقبت محاولات الرئيس الراحل محمد أنور السادات إلغاء نظام الدعم.

من جانبه، قال عمرو علي، أستاذ الاجتماع في الجامعة الأمريكية بالقاهرة :" لقد كانت المحاولة الوحيدة، الدعوم غير قابلة للمساس، إنها بمثابة "كريبتونايت".

وألقى أحمد كمال، مساعد الوزير المسئول عن الدعوم، باللوم على القطاع الخاص، ونقص العملة الصعبة، وزيادة الأسعار العالمية للسكر.

كمال لفت إلى أن مستوردي القطاع الخاص كان يتوقع منهم جلب جزء من إجمالي 800 ألف طن سكر ينبغي على  مصر شرائها سنويا، ما يمثل ربع الاحتياجات السنوية للشعب من السكر، البالغة 3.2 مليون طن، إلا أن الهدف لم يتحقق هذا العام.

وأردف كمال أن المشكلة تفاقمت جراء تخزين أصحاب البيزنس للسكر، ووسائل الإعلام التي تؤجج الذعر، مضيفا أن الحكومة ما زالت تمتلك احتياطيا من السكر يكفيها 4 شهور.

سمية عويس،37 عاما، ذكرت أنها توقفت عن إعداد الأرز باللبن، وجبتها المحببة، وقلتت معدل شرب الشاي.

وفي صباح أحد الأيام، قامت سمية عويس بضرب ابنها الصغير ذي الأعوام الأربعة، بسبب إمساكه بوعاء السكر، واستطردت وهي تلطم على وجهها: "ربنا يخرب بيته، إنه يضع السكر في كل شيء".

وبالنسبة لتلك المرأة، شأنها شأن المواطنين الآخرين، يأتي النقص في السكر بعد شهور من الصعوبات المتزايدة، لا سيما وأن زوجها عامل متجول يجد الأمرين لتوفير ما يعادل دولارين يوميا.

وقللت العائلة معدلات طعامهم لعدم القدرة على تحمل أسعار الغذاء المتزايدة، مثل البطاطس، التي تكلف ما يعادل 26 سنتا أمريكيا للرطل، بعد أن كان سعرها 5 سنتات منذ أسابيع عديدة.

ومضت تقول، بينما تشير إل ذراعيها النحيفتين: "أفقد بعضا من وزني".

حبوب منع الحمل المدعمة التي تستخدمها سمية اختفت من الأرفف لمدة أسابيع هذا العام، وبعد ظهورها مجددا ارتفعت تكلفة إمدادات شهر منها  إلى ما يعادل دولارين بعد أن كانت لا تتجاوز 1.3 دولارا.

ولفتت الصحيفة إلى انتقد سائق التوكتوك، مصطفى عبده، والذى انتقد الرئيس السيسي خلال ظهوره مع الإعلامى عمرو الليثى قائلا: "قبل الانتخابات الرئاسية كان عندنا سكر يكفينا".

وسرعان ما حذفت قناة "الحياة" الفيديو من صفحتها على فيسبوك، لكنه حظى بـ 4.7 مليون مشاهدة في صفحة أخرى.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل