أزمة السكر بداية النهاية

اعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن أزمة نقص السكر التي تشهدها مصر هي بداية النهاية، وأن الشعب قاب قوسين أو أدنى من الانفجار، منوهةً إلى حب المصريين الزائد للسكر.

وذكرت الصحيفة أن نقص السكر من السوق المصري تسبب في حالة هلع بين المصريين، فسرعان ما تسببت الأزمة في حالة غضب متأججة تجاه حكومة الرئيس عبد الفتاح السيسى والاقتصاد ونظام الحكم بشكل عام.

ونقلت الصحيفة عن أحد بائعي السلع التموينية المدعمة بمنطقة "بولاق" أحمد الجبالي، أن الشعب سينفجر، الكثيرون يأتون بحثًا عن السكر المدعم وينصرفون خائبي الأمل،  مضيفًا لم يعد أحد بجوار "السيسي" بعد الآن، فالسكر مثل الزيت والأرز سلعة أساسية لا يمكنك المساس بها، لا يمكنك أن تسمح لها أن تنفد، لا يوجد مصري يستطيع العيش بدون سكر.

وعددت الصحيفة الأزمات الاقتصادية التي تواجهها مصر حاليًا، كونها لا تقف عند نقص بعض السلع الغذائية الأساسية فقط، فالاضطراب السياسي والهجوم العسكري الذي تعاني منه مصر منذ انتفاضة 2011 ألقى بآثاره السلبية على اقتصاد مصر، فقيمة الجنيه المصري الآن في السوق السوداء 6 سنت حوالي نصف قيمته مقارنةً بالعام الماضي، وعائدات السياحة وقناة السويس تنهار يومًا بعد الآخر، ومعدلات التضخم وصلت ل15,5% في سابقة لم تشهدها منذ 7 أعوام، وفوق ذلك جاء قرار شركة "آرامكو" بحجب الإمدادات البترولية في مصر ليثير قلقًا واسعًأ لدى الأخيرة حول انهيار العلاقات بين البلدين.

وأضافت الصحيفة على لسان بعض السكان المحليين أن السكر ليس فقط السلعة المختفية الوحيدة، فزيت الطعام ولبن الأطفال والدقيق والأرز وبعض الأدوية كلها أشياء لا غنى عنها نعاني من نقصها من السوق.

وذكرت الصحيفة أن "السيسي" قال في حوار مع موقع الأهرام الإخباري إن تخفيض ميزانية دعم الحكومة هذا العام بنسبة 14% كانت ضرورية لإنقاذ الاقتصاد المصري، واصفًا الوضع الذي نعيشه الآن بعنق الزجاجة ولكن المخرج قريب لاشك.

من جانبه علق الباحث الأمريكي بجامعة آتلانتك كاونسل "إتش إيه هيلر"، على أزمة نقص السكر بأنها الأسوأ على الإطلاق وانه لا يبالغ حين يقول أن الجميع خائف من تكرار تجربة 1977 المعروفة باسم (انتفاضة الخبز).

في المقابل اتهم مساعد وزير التموين "أحمد كمال" القطاع الخاص برفع سعر العملة الصعبة وبالتالي ارتفاع الأسعار بشكل عام مؤديةً إلى نقص السكر من السوق.