المحتوى الرئيسى

عمارات «نيو باروك».. قباب تطل على القاهرة الخديوية | المصري اليوم

10/21 09:58

وسط عمارات القاهرة الخديوية ذات الطرز المعمارية المختلفة، تجد تلك الأبنية التى تتميز بقباب فوقها، مثل العمارات الخديوية الشهيرة بشارع عماد الدين ومبنى «تيرنج» بالعتبة، وأكثر من 15 عمارة أخرى فى محيط منطقة وسط البلد، وأغلب هذه الأبنية صممت على طراز النيو باروك، الذى ظهر فى القرن الثامن عشر بفرنسا، وتميز بإضفاء الضخامة على المبانى والإيهام بالمساحات الكبيرة لها، كما سمح بتأكيد أركان المبانى على الشكل المستدير الذى ينتهى بقبة.. فى السطور التالية جولة مفصلة فى بعض هذه العمارات ذات القباب..

تقع عمارة «تيرنج» بمنطقة العتبة بالقاهرة، وصممها المعمارى اليهودى النمساوى «أوسكار هوروفيتس» أوائل القرن العشرين، وتعود ملكيتها إلى الثرى اليهودى «فيكتور تيرنج»، المولود فى إسطنبول، والذى كان يطمح أن يحاكى فى عمارته فنادق «سيزار ريتز» التجارية فى أوروبا، وقد وقع اختياره على منطقة العتبة الخضراء، كونها تربط بين القاهرة القديمة والجديدة لتصبح «تيرنج» بذلك من أكبر المتاجر متعددة الطوابق بالقاهرة فى ذلك الوقت.

أراد «تيرنج» تمييز مبناه فأمر بتصميم الكرة الأرضية التى تحملها أربعة تماثيل أعلى قبة المبنى، وكانت تلك الكرة تظهر لامعة براقة فى الليل.

وقد راجت شائعات كثيرة تقول أن قبة «تيرنج» بها مشنقة! لكن الأمر لا يعدو كونه أسطورة بالطبع! أما الآن فقد استغلها أصحاب الورش فى تأجيرها لتكون سكنا للعاملين. يقول أحد سكانها الحاليين إن تلك القبة كانت مفتوحة وتستند على عدة أعمدة ولكن حين بدأ استغلالها فى السكن تم إعادة بناء جدرانها وتركيب شبابيك بها.

تقع «تيرنج» فى خمسة طوابق، كانت تستغل بأكملها فى عرض المنسوجات النمساوية والأدوات المنزلية الألمانية والعطور الباريسية والأقمشة الإنجليزية، وفى ﻋﺎﻡ 1915 ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎنى ﻗﺪ ﻓﺮﺽ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻌﺮﻓﻴﺔ وقام بمصادرة ﺟﻤﻴﻊﺍﻟﻤﻤﺘﻠﻜﺎﺕ ﺍﻟﺘﻰ تعود ملكيتها ﻟﻸﺟﺎﻧﺐ، من بينها مبنى «تيرنج» ولكن فى نهاية ﺍﻟﻤﻄﺎﻑﺗﻢ ﻣﻨﺢ ﻣتجر «تيرنج» ﺗﺮﺧﻴﺼﺎ ﻣﺸﺮﻭﻃﺎ ﻟﻠﺘﺠﺎﺭﺓ فى ﻣﺼﺮ ﻣﻊ ﺍﻹﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ، ﻭﻧﻈﺮﺍ ﻟﻔﻘﺪﺍن المتجر ﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻹﻣﺪﺍﺩ بالبضائع فقد ﺗﻢ ﺗﺼﻔﻴﺔ ﻧﺸﺎطه ﻋﺎﻡ 1920، وﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚﺗﻨﻘﻠﺖ ﻣﻠﻜﻴته ﺑﻴﻦ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟملاك، آخرهم التاجر حسين عبد العظيم صاحب إحدى المدابغ الكبرى بمنطقة العتبة، والذى اشتراها بمبلغ 80 ألف جنيه عام 1951، والآن تحولت طوابق العمارة إلى محال تجارية وورش ومخازن ويصل سعر إيجار المحل نحو ألفى جنيه، إلى جانب ذلك احتل مدخلها الباعة الجائلين وسيطروا عليه، ونتيجة لذلك يجد المسئولون صعوبة فى تطويرها.

وتقول الدكتورة سهير زكى حواس، أستاذ العمارة بجامعة القاهرة، عضو مجلس إدارة الجهاز القومى للتنسيق الحضارى: «إن مبنى تيرنج لم تحدث به أية أعمال تجديد من قبل، حيث من الصعب الوصول لمدخله فهو يحتوى الكثير من الفراغات البينية التى يحتلها الباعة الجائلين والأكشاك والورش والمخازن». ويشير المهندس سعيد البحر مدير مشروع تطوير القاهرة الخديوية إلى صعوبة وضع السقالات فى مدخل المبنى نتيجة تحوله إلى سوق للباعة الجائلين، إضافة إلى إن تكلفة تطويره باهظة قد تصل إلى أكثر من مليون جنيه ولا يمكن للمحافظة أن تتحملها وحدها، لذا تم تأجيل أعمال التطوير فى الفترة الحالية.

يخضع العقار رقم 1 شارع محمد مظلوم حاليا للتجديد، ضمن مشروع تطوير القاهرة الخديوية، وقد بنيت العمارة حوالى عام 1928 على طراز النيو باروك الفرنسى وأرت ديكو الإنجليزى مع تأثير عمارة حوض البحر المتوسط، وتضم سبعة طوابق على مساحة نحو 810 مترا. يقول الحاج عبد العظيم أحمد حارس العمارة لأكثر من ثلاث وسبعين عاما، فى البداية كانت الأرض التى بنيت عليها تلك العمارة ملكا للخديوى إسماعيل، وقبل عام 1925 أمر ورثته ببناء عمارة عليها وإعطائها لوزارة الأوقاف كوقف خيرى، ويضيف: منذ ذلك الوقت وهى تتبع الأوقاف، وتتألف من خمسة طوابق إضافة إلى الدور الأرضى وسطح العمارة الذى ينتهى بالقبة، والقبة عبارة عن غرفة سكنية مؤجرة بنظام الإيجار القديم.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل